الجمعة , مارس 29 2024
طارق فكرى

العنوان : رمضان يظلنا .

بقلم : طارق فكري – كاتب وباحث سياسي
– أقبل علينا رمضان بنفحاته بعد سنة مرت بحملها الثقيل أحداث حياتية نتقلب فيها ليلا ونهارا وأحداث سياسية وكوارث إنسانية ….تفجير هنا وقتيل هناك …..
– أتى رمضان وكأنه ماء بارد يُطفأ لهيب جوف أحرقه العطش ، ويُفرح قلبا أدماه الحزن ، ويغسل ذنبا جلبه البُعد ، ويهذب نفسا دنستها الشهوة وأذلتها الرذيلة …
– أظلنا رمضان في صحراء حياتنا فمنا ماكث تحت المظلة ومنا هارب إلى لهيب الصحراء حيث التيه والبُعد…… وصدق رسولنا حين قال : كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ،قالوا ومن يأبى يارسول الله ،قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى .
• رمضان الأمس ورمضان اليوم ……..
– كم من رمضان مر في تاريخ أمتنا يحمل فخرا واعتزازا…. يحمل نصرا وتمكينا …. يحمل دينا وتاريخا وأبطالا سطروا فيه أمجادا لأمة باتت في القول عنترة وفي الفعل أوتادا …..
– فهلا سألت الخيل يا بنت مالك …. ماعاد لها من فارس مغوار …فالربما شكت إليكي بعبرة وتحمحمي لما اعتلاها الصابيءُ السكرانِ …… والعاديات ضبحا وهي ساكنة لا تتحرك فلا تُغِيِرُ ولا تُثِيِرُ من تراب الأرض شيئا .
– لن ننسى رمضان الأمس من ينسى تاريخ العزة في زمن العزة كانت في بدر منبت عزتنا….. وتلاها فتح مكة قوتنا ….وقام صلاح الدين في رمضان هناك في حطين أنهى وجود الإفرنجة ….والظاهر بيبرس في الرابع من رمضان يفتح أنطاكية … واليوم الثاني من رمضان بلاط الشهداء والقائد صائم عبدالرحمن الغافقي …..وفي العشر الأواخر من رمضان عين جالوت يقودها قطز للقضاء على المغول من بلاد العرب …وفي رمضان صرخت امرأة مسلمة وامعتصماه فكانت معركة عمورية في السادس من رمضان تتحرك لها الجيوش يوم كنا أعزة في رمضان وشعبان وباقي أيام الله .
& رمضان يعلمنا …..
– رمضان يعلمنا الرحمة …. نرحم فقراء ما وجدوا اللقمة ما وجدوا لباسا يستر حاجتهم ، ما وجدوا مالا يُعلي قيمتهم …. عٙلمنا أن نتذكر كل يتيم ، أن نمسح دمعة طفل محروم ، أن نقضي حاجة أرملة قد أجهدها الجوع …
& رمضان يهذبنا …. يُعلي فينا كل نفيس ويميت كل رخيص وخسيس … يهذب فينا الشهوة ويعلمنا احترام النعمة، ويقينا شُح النفس ؛ فيعلمنا الجود بعطاءٍ غير مجذوذ …. يكسر فينا الكبر ويُضِيِّع منا الحقد ويُبِيِّض فينا القلبٙ ويرفع عنا الغِل ؛ فننقلب بنعمة من الله إخوة متحابين …
– فها رمضان أقبل علينا لنتصالح لنتسامح لننهي هذا الانقسام المجتمعي الذي أصابنا بسبب الخلاف السياسي ، فهل يتزاور المختلفون سياسيا ويتصالح المتباغضون قلبيا؟
– الصيام حكمته تحصيل التقوى قال الله (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
فكيف تحصل فائدة الصيام وتُقيم الحكمة منه وأنت متباغض قاطع للود والوصال بينك وبين أخيك في الدين قال الله( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فلو حٙصّٙلت فائدة الصوم ، فكنت تقيا لأصلحت ما بينك وبين أخيك .
– أيتها النُخب السياسية ألا تتقوا ربكم فتتخذوا من رمضان منهجا أخلاقيا تخوضون به لُجج السياسة وتصعدون به قمم الحكم ، وترسخون تلك الأخلاق كواقع في سياسة بلادنا التي شح فيها الخلق ونزعت منها الرحمة ، واستباح الخصماء السياسيون دماء بعضهم البعض، فهل من رجعة إلى أخلاق الصيام ؟
ونقول لكل السياسيين في حر رمضان تذكروا من في السجون واحملوا همومهم وطالبوا بحقوقهم وإطلاق سراحهم لنكون مجتمع متصالح مع نفسه قويٌ بوحدته وتماسكه ، فهذا لكم عند الله أعظم من ملايين الجنيهات تنفقها ومن موائد للإفطار تنصبها ، كيف يقبل الله منكم صياما وتركتم أطفالا يكتوون بنار الحرمان عن والدهم ؟
– أسأل الله أن يكون رمضان هذا بداية للتصالح والتحاب بين طوائف شعبنا وأبناء جلدتنا .
دُمتم صائمين متصالحين وكل عام وأنتم إلى الله أقرب
ولحريتكم أملك .

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.