الجمعة , مارس 29 2024
داعش التى نصفق لها

داعش التى نصفق لها

Oliver
معظمنا لا يطيق الإرهاب بكل أشكاله.بعيداً عن الأديان يتفق الأسوياء ضد الإرهاب.لكننا ضد الإرهاب الذى نلاحظه و نراه إرهاباً بينما يوجد حولنا إرهاب نصفق له و ندفع مالاً لكي نتابعه و نصنع من صانعيه مشاهير و أبطال وهم قوة داعمة و ناعمة للإرهاب.

– سيطرة بعض الجهلاء على سوق الفن لم يكن صدفة.

تحول جزار فجأة إلى منتج سينمائى يؤلف و ينتج و يمثل ويخرج أحياناً بأدواته وعقليته البدائية لم يكن عشوائياً.

صدارة قلة من غير الدارسين أو المثقفين لمشهد الفن بأشكاله و صوره ليس وليد اللحظة.

لكنه أحد الأيادى السوداء التى تجهز مفجرين و إرهابيين وبلطجية ليفتكوا بالسلام والأمن فى أوطاننا.


– الأفلام التي تدور كلها حول أن السلاح أقوى من القانون و البلطجى أهم من الجميع وتجعل أصحاب الذقون الغجرية قوة ضد السلطة وقادرة على السيطرة على مجتمع الحارة والشارع ثم تجعل الجنس مكافأة البلطجي

على فتونته هذه هى نفس فكر داعش لكنها داعش السينيمائية.

هذه صورة تضع فى دهاء خميرة الإرهاب فى عقول الطبقات التي تشاهد هذه الأفلام و المسلسلات.


– مع أن داعش تكفر التمثيل و التصوير لكنها تتفنن فى تصوير أعمالها الإجرامية و لديها خبراء فى الإعلام

وتسويق الأفكار لذلك كان جديداً أن يتم تسويق داعش بإمكانيات قناة الجزيرة.

فهى التى قدمت الإرهاب كأنه فيلم هوليودى بالتصوير و الموسيقى و الإخراج والرمزيات مع خطاب من ممثل للإرهابيين منتقى بعناية .

لذلك ليس مستبعداً أن تكون داعش هى الراعى الأول لأفلام البلطجة ونشر العنف والتحرش وتدنى لغة الشارع.

داعش تستغل السينيما و التليفزيون لترويج لغة منحطة تسود الأخلاق العامة

ويرتفع منسوب تأثيرها إلى طبقات كانت لها لغة راقية تعكس ثقافتها و علمها.

داعش السينيمائية تضع رافضى الإسفاف فى موضع الجامدين فكرياً وتضع مروجى الإسفاف فى مصاف الأبطال.


– كلما شاهدت فيلماً تم إنتاجه خلال العشرة سنين الماضية لا أفهم نصف ما يقولونه مع أنه بالعربية التي أعرفها.

يقولون كلاماً منحدر المستوى يتداوله الشباب بتلقائية ويعتبرون من لا يعرفه متخلفاً عن التطور الطبيعي للإسفاف.

فإذا حصرت عدد أفلام البلطجة في تلك الفترة ستجد عدداً مهولاً من مصنفات داعش الفنية.

ستجد ممثلين لن تراهم في أفلام أخرى.

هؤلاء هم عصابة داعش الفنية.

سيوفهم تمثيلية وإرهابهم ينسكب بإنسيابية فى عقول شباب لم يعد العنف يؤرقه ولا القانون يردعه.


– داعش فى قلب كل برنامج يتعمد أن يشغل برنامجه بفقرات كلها سلبىة ليخلق إنطباعاً بالإنحدار فى كل شيء

ويقدم جميع المسئولين كأنهم فاسدين ليعط مبرراً لأخذ الحق بالذراع.

يعيد مشاهد الدم مراراً حتى يعتاد الناس الدم ويكون كمن يدرب الإرهابيون نفسياً على مشاهد تناثر الدم و الأشلاء فى كل الأنحاء.

ويجد فى الوقت نفسه من يعتبره بطلاً لأنه يفضح الجميع و لا ينتبه البعض أن رفض الدم ليس بنشر الدم ورفض الإرهاب لا يمكن تحقيقه بمساندة داعش وترويج صورها الدموية أنها برامج داعشية.

– داعش فى صحف كثيرة.يوجد صراحة صحفيون داعشيون وأيضاً إخوان بل صحف بأكملها يمتلكها الإرهاب معروفة للكل تتعمد الشماتة بعد كل حادثة إرهابية.

وتترك أعمدتها لأفكار داعشية تصول وتجول فيها بكل حرية.

الصحف التي تنشر فتاوى برهامي و لو بلهجة تسخر فيها منه هي صحف تتعمد وضع الإرهابيين في العقل الجمعي و تجعل وجودهم أمر معتاد و كلامهم متداول .

هؤلاء داعشيون متنكرون ينشرون لداعشيين غير متنكرين

كم رأينا الذئب في ثياب الواعظين.


– مقاومة الإرهاب بالفن والثقافة لا يعني تقديم الإرهابيين كأبطال فيما عدا المشهد الأخير.

ولا يعني تغذية عقول المشاهدين بالسلوك الإرهابى البغيض مع بعض المشاهد الساخنة فهذا وذاك يغذى الإرهاب

ويروج لمعالمه الرئيسية ( ذقن وعنف وجنس).


– للفنانين الحقيقيين أقول حاربوا الداعشيين وألفظوهم من بينكم برغم الإغراءات.

وعلى الدولة أن تنتبه لخطورة سينما وإعلام داعش المستتر

وتتعلم كيف توقف الأمريكيون من إنتاج أفلام الويسترن( الكاوبوى) لأنها ساهمت فى نشر العنف.


– للشباب أقول

لا تدفعوا مالاً لتمويل داعش السينيمائية

فهؤلاء أيضاً إرهابيون يقتلون أخوتكم الأقباط والجنود و يفجرون الكنائس و الشوارع.

لا تمولوا قتلة الوطن و لو لبسوا ثياب الفن كذباً.

فالفن نعرفه منذ آلاف السنين لا يروج للموت أو يستعذب الدماء.

لا يمكن أن نلعن الإرهاب من جهة وندعم أفلامه وإعلامه من جهة أخرى .

لا يمكن أن نطلب تجفيف منابع الإرهاب و نحن نغذيه بأموالنا دون أن نقصد. لنحترس فى إنتقاءنا للفن لئلا نكون نحن من يصفق للقتلة و يدعمهم.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.