السبت , أبريل 20 2024
شحات خلف الله عثمان

الرسول المُحَام .

بقلم . شحات خلف الله عثمان كاتب ومُحام

قبل سنة تقريبا كتبت مقالا بعنوان المحاماة بين الدخل والرسالة وأظهرت من خلاله مهنة المحاماة بإعتبارها مهنة من المهن السامية منذ قديم الأزل فقد تم إمتهانها من سيدنا هارون نبى الله لفصاحة اللسان فهى مهنة ولسان من لا لسان له وقد قال سبحانه وتعالى فى سورة القصص بعد بسم الله الرحمن الرحيم

[ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) ] صدق الله العظيم والسؤال هنا من الذى أستعان ومن المستعان به فى إبلاغ رسالة الى جبار الزمان فى هذا التوقيت ؟

أنه سيدنا موسي عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام والمستعان به سيدنا هارون الفصيح البليغ منطلق اللسان قوى العبارات والبيان فلا ريب أن قلنا أنها مهنة الرسل ومن بعدهم عمل بها العظماء وقادة الدول والمؤثرين فى المجتمعات فى سائر المراحل التاريخية و العمرية من الدول على شتى بقاع المعمورة .

هناك الكثير من العوامل والظروف والتقلبات السياسية والإجتماعية التى أثرت فيها 

وفى منتسبيها سلباً وإيجاباً وما تناولته المسلسلات والأفلام فى الإعلام المرئي والمقروء

وتصيد لبعض الهفوات من أنماط بشرية تنتمى لهذه الفئة تحت دواعى الفقر والحالة الاقتصادية

جعلت من منتسبى تلك المهنة يقبلون الترافع فى العديد من القضايا التى ربما ما كانوا ليفكرون

فى الترافع عنها وضاعت معها المعانى السامية لتلك المهنة .

أن الصورة التى تنفر منها العقليات الناضجة التى أبرزتها المسلسلات التى اخترقت جدران البيوت

وعقليات المشاهدين لا تعني أننا أمام مهنة ممتهنه أو حقيرة فهى مهنه من المهن السامية

التى يستحق منتسبيها كل تبجيل وأحترام وتقدير حتى وإن كانت هناك سقطات وزلات من البعض

فهذا هو حال كل المهن فيها ما فيها وعليها ما عليها

المقال لا يناقش الحرام والحلال فى تلك المهنة فكلنا ذوى بصيرة وعقول تتدبر وتكتشف مواطن الزلل والبعد عنها ولكن يناقش ظاهرة هى ضياع هيبة تلك المهنة بسبب السلوكيات الخاطئة لممارسيها وعدم وضعها فى تصرفاتهم كمثال وقدوة فى مجتمعات ضاعت فيها القيم والمفاهيم .

شخصية المحام وسلوكياتة لها دور كبير فى إبراز أهمية المهنة وطبيعة المشتغلين بها .

ولدى قناعة راسخه أنه عند القدرة على الإنتقاء من بين المعروض ورفض ما يدنس من كرامة المهنة نجد المحام فى قومة ومحيط زملائة من الشخصيات التى يكن لها الجميع بلا إستثناء كل الإحترام والتقدير .

لكن عند الإنسياق والإنقياد الى كل ما هو معروض حتى لو كان فاسداً هنا تظهر صورة التربية السلوكية والتنشئة الإجتماعية للمحام فإما أن ينتقى ويصبح السيد فى تعاملاتة أو يصبح الراكض عديم الشخصية خلف الموكلين لتحصيل أتعابة .

هل تدبرنا فى معنى كلمة تطلق على المحامي وهى {المتر -Maître ] إنها ليست وحدة قياس بل كلمة فرنسية تعنى { السيد } !
إيها السادة أعيدوا لمهنتكم رداء السيادة وأعلموا أنكم صفوة المجتمع فقد إصطفاكم البارى بـالفـَكْ الذى يحتوى على لسان الكثير يتمنى فصاحتة وبلاغتة الكثيرين

وكما هو الحال فى الكثير من المهن هذا اللسان قد يؤدى بك الى الهاوية أو القمة ولك الخيار دون الإعتماد على الظروف أو الأنقياد لتغيرات المجتمع .

وما أراه من محاولات لرفع بعض الدعاوى القضائية على بعض المسلسلات الهابطة لكونها نالت من المهنة وقدسيتها هى محاولات مذمومة لا معنى لها فهى تساعد على شهرة هذه الأعمال. وترسخ الأفكار فى الأجيال المتلقيه لتلك السموم الإعلامية .

يا سدنة العدالة وقضائها الواقف المحاماة ليست وسيلة لكسب لقمة العيش فى المجتمعات بل هى رسالة سماوية وضعت فى الأرض أمتهنا الرسول ومن بعده عظماء القوم عبر الأجيال لن ينال منكم ومن شرفها مهاترات أعلامية من راغبي الشهرة المدنسين لقيم الجمال في المجتمعات .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.