الأحد , ديسمبر 8 2024
رأفت الجندى

بذور الكراهية .

خُلق الضمير في الأنسان لهدايته، فهو صوت الرب اليه الذي يرشده للصواب ولكن الأنسان باستطاعته أن يغيره ويبكته ويحوله عن قصده الإلهي بالأفكار والتعاليم الشيطانية،

لذا اشار أو اشترط بولس وبطرس ان يكون حكمنا على الأمور “بضمير صالح”.

نحن والعالم كله أيضا، وعن حق وبضمير صالح، نجل أطفال وكبار المنيا الشهداء الذين آثروا الموت عن إنكار الإيمان، ولكن نفس هؤلاء الشهداء العظماء لو كانوا قد تربوا على كراهية الآخر وقتلهم فماذا كانوا سيكونون؟ الله فقط يعلم.

وعلى الجانب الآخر تربى البعض منذ نعومة اظافرهم -وبغير جريمة منهم وقتها -على ان قتل المسيحيين هو إرضاء لله ففسد ضميرهم، فكيف نلقى عليهم اللوم الكامل أن فعلوا ونبرئ بذور الكراهية؟! لقد اقتلعت هذه التعاليم انسانيتهم وانبتت نباتا شيطانيا، فهل الخطأ بالأكثر في البذور الشيطانية؟ أم في التربة؟ أم في زارع هذه التربة؟ بالتأكيد أن البذور هي المجرم الأول وزارعيها هم الثاني والتربة مجرمة ايضا لأنها ُخلقت بعقل وضمير ولم تستعمله بل اسلمته لمن يفسده.

الغريب أن كل المتفلسفين يدافعون عن البذور الشيطانية وينفون عنها الشر وكل شبهة شر ويقدمون للمحاكمة كل من يشير اليها بمكروه، ولكنهم يسخطون كل السخط على التربة التي أنبتت هذا النبات الشيطاني! مع أن هؤلاء المتفلسفين يتضررون ايضا من نبات الكراهية التي يبجلون بذورها ويقدسونها ويقولون عنها انها بذور إلهية! فأن كانت تعاليمهم ليست شيطانية، فما هي التعاليم الشيطانية؟

ولكن هل بإمكان الإنسان أن يقاوم قيما تربى عليها ونشأ ؟ فمرور جمل من ثقب أبره أيسر عند البعض من ان يقاوم أسس نشأته وتربيته، ونشكر الله ان الكثير منهم لا يفهم اعماقها الشيطانية ويكتفى بالسطحي منها. ثقافة عدم الطاعة المطلقة قد تكون صادمة للبعض منا في عدم طاعة الصغير للكبير وفى استعمال العقل بعيدا عن السمع والطاعة ولكن بنظرة بعيدة عن هذا المفهوم الضيق نجد انها قد تكون المنقذ لعملية مسح المخ الذي قد ينبن نباتا شيطانيا، ولقد قال الرب الإله على لسان اشعياء “هلم نتحاجج” أي هلم نتحاور.

الغريب أيضا أن الدول الغربية تدافع –ولو بخجل أو بمصلحة-عن بذور الكراهية التي تنبت نباتا شيطانيا ولكنها تحاكم وتسخط على التربة التي تخرج هذا النبات! قلوبنا ادمت مع شهداء كنائسنا وحادث المنيا وضحايا حوادث لندن وغيرهم الكثير، والرب قادر على مواساة وتطييب قلوب اهاليهم ولكن متى تقوم البشرية المنافقة لتدين بذور الكراهية نفسها وليس فقط التربة التي أخرجت نبات الكراهية؟

شاهد أيضاً

بحبك يا مصر

بقلم الاعلامي /  رافت بسطا أحبها حتى الجنون.. ورغم كل الخلافات التي بيننا الا انني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.