الأحد , أبريل 28 2024

رؤية الذاكرة (3 ) عندما نقرأ ونسمع ونتحدث.

بقلم أنطونى ولسن
عندما نقرأ ونسمع ويأتي الدور لكي نتحدث سواء بالقول أو القلم،نجد انفسنا في دائرة الشك والحيرة وعدم الرغبة في الأيمان لا بما نقرأ ولا بما نسمع ولا بمن نتحدث اليهم.
يحزنني أن أبدأ مقالي بهذا الكلام الذي أن دلَ على شيء أنما يدل على نظرة تشاؤمية ومثل هذه النظرة لا تخدم أحداً.
في الصفحة الأولى لأحدى الجرائد المصرية الصادرة في أستراليا خبر بعنوان يقول:”أذا كنت أخوكم أنقذوني” ..وفي الصفحة الرابعة والخامسة تفاصيل الخبر المرسل الى الجريدة على هيئة خطاب أرسل الى المسؤولين في الجريدة من مواطن مصري يعيش في مصر يصرخ أليهم طالباً أنقاذ ما يمكن أنقاذه من المأساة المروعة التي حدثت له ولعائلته في مدينة الوسطى التابعة لمحافظة بني سويف.لن ادخل في تفاصيل الرسالة ولكني سأكتفي بالخطوط العريضة كما وردت على الصفحتين 4،5 من الجريدة:
قتلوا أخي وأبي وأخي وأختي تريزه.
تقدمنا بالشكوى للأنبا يؤنس والأنبا اثانيسوس.
حاول مساعد المأمور أغراء أختي بعشرة ألاف جنيه وبعض المجوهرات.
حاولوا أشهار أسلام أختي تريزه رغماً عنها.
رفعنا مذكرة عن طريق الأستاذ رمسيس كامل المحامي.
أخي عدلي الأن في سجن الوسطي.
نحن ممنوعون نهائياً من الأتصال بأختي نادية.
حاولوا أرغامنا بالتوقيع على اسلام تريزه.
قبضوا على أخي وعذبوه حتى أصيب بالشلل.
كان الشاهد الوحيد هي أختي”نادية” .
تكفي هذه النقاط لنعرف نوع المأساة التي تعانيها أسرة صاحب الرسالة.
عندما نسمع من الناس أن مصر الأمان والمحبة مازالت هي كما هي عليه حتى الآن،وأنه لا أضطهاد ولا ارغام سواء في الحصول على لقمة العيش أو التعايش اليومي البسيط على أنكار دينك لترضي نزعات الشر عند اآخرين تشعر بالتمزق في الفكر والشعور والوجدان.
كيف لمثل هذا الخبر المنشور والموقع بأسم صاحب الرسالة ورقم بطاقته والمحاضر التي سجلت فيها الأحداث .أقول كيف لي أن أُكذب الخبر؟!!..وكيف عندما نستمع الى من يقول مصر بخير أن نصدق مثل هذا القول؟.
أذا اردنا أن نتحدث بالقول للمعرفة ليس أمامنا سوى من يمثلون الحكومة من دبلوماسيين هنا.وكيف نتحدث اليهم وهم يعرفون جيداً أنهم هنا لقضاء فترة محددة وكلما بعدوا عن المشاكل كلما مضت فترة بقائهم في سلام وأمان ويعودون لتولي مناصب أعلى.كذلك نظرة الحكومة المصرية التي يمثلونها في الخارج الى أبناء مصر المهاجرين نظرة تكبر وتعالِ وغطرسة.بل لا أغالي لو قلت نظرة فيها أتهام لنا بالخيانة.نعم بالخيانة لأننا تركنا بلدنا وهاجرنا.مع ذلك لا يريدون لنا أذا صح تفكيرهم(وبالطبع هو غير صحيح) أن نكفر عن خطايانا بالعودة الى الدار ونحن نشعر بأننا في دارنا ووطننا الذي تركناه أرضاً ولكننا لم ننتزعه من وجداننا وقلوبنا ووجودنا.
كيف أتحدث الى ممثلي مصر وهم أيضا يصافحوننا بأطراف اصابعهم.ويتحدثون ألينا أيضاً من طرف أنوفهم ويشعروننا أننا مازلنا ونحن في دولة حرة مثل أستراليا، أبناء الفلاحين وهم أبناء الشراكسة الحكام؟!.كيف؟!.ناهيك عن الأبيض الأبيض والأسود في من يختارون أن يكونوا من المقربين منهم.
أميركا بعظمتها وأفة التفرقة العنصرية في مجتمعها(أسود وبيض) ستكون سبباً في أنهيار عظمتها،لأن الشعور بالظلم والتفرقة ليس له سوى عمل واحد هو هدم وتحطيم كل من يعمل على ظلم النسان وأهدار حقوقه الأنسانية وأدميته.
واذا أردنا أن نتحدث بالقلم..قالوا عنا أننا ..هواة..لا نعرف أصول الصحافة أو الكتابة..وأننا غير مؤهلين لمثل هذا العمل،لذا أنكاركم واجب علينا حتى لا نلصق الجهل بنا،وعار علينا أن نتعامل أو نلقي بأحاديث أو نجري لقاءات مع أمثالكم.
هكذا أعود وأقول مرة ثانية أنه عندما نقرأ ونسمع ويأتي الدور لكي نتحدث سواء بالقول أو القلم.نجد أنفسنا في دائرة الشك والحيرة وعدم الرغبة في الأيمان لا بما نقرأ ولا بما نسمع ولا بمن نتحدث أليهم.
فهل من وسيلة لأخراجنا من دائرة الشك هذه؟!.
على فكرة الجريدة التي قرأت بها الخبر هي جريدة “أخبار مصر” التي تصدر في أستراليا العدد 31 الصادر في 5/3/1998.
أعتقد أنه لم يتغير أي شيء في مصر ، بل أزداد سوءاً مع شديد الأسف!.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.