الخميس , مارس 28 2024
عبداللطيف مشرف

وطن ينزف شبابه .

بقلم: عبداللطيف مشرف
إن أمال الأوطان ورفعتها تكمن في طاقة شبابها وطموحه، وبحلم حكومة يرأسها رئيس بفكر وحلم ورؤية ليس بكلام لا يثمن ولا يغنى من جوع الإ فى أماكن التسول، إن قوة أى وطن تستمد من أبنائه وشعبه ليس من سياسات مفروضه من الخارج، إن مكانة أى وطن سياسياً وعلى الخريطة السياسية الدولية تستمد من الفئة العمرية الفعالة من الموارد البشرية التى تكمن فى شبابه وليس فى عواجيزه أو ضعاف الفكر والنظرة.

ولكن إذا ضاعت هيبة هؤلاء الشباب، وتناثرت أحلامه وطموحاته على أرصفه الدول الأوربيه ودول الخليج فى أعمال لا تتناسب لهم مقابل الحصول على أجر مادى يستطيع به سد احتياجاته الأوليه ، فأصبح يبنى بعقله وجسده لغير وطنه، أصبح التقدم لغيره، والهروب والسفر أمل النجاة من قهر وظلم وطنه، أصبح قوته وشبابه يستهلكه غيره، ولا يعود إلا والعجز والضعف وكبر العمر صفته، فى مقابل حفنة من الأموال، فضاع شبابه وطموحه لغير وطنه، وما بقى إلا جسد ضعيف لوطنه، فكيف لا يعى الوطن ذلك!، فالوطن يخسر قوة شبابه، والشباب يخسر عمره ونفسه، فالجميع خاسرون.
ومن هنا يكمن ضعف الأوطان، عندما يترك طاقة هؤلاء الشباب وطموحه وفكره، ورأيه لبلدان أخرى، وهو ما يطلق عليه في علم السياسة ” نزيف العقول” ويعد من أكبر أسلحة الدولة المتقدمة لضرب الشعوب وجعلها تعيش فى تخلف تحت مسمى دول العالم الثالث بأن تستقطب الشباب أصحاب العقول والفكر لها، لأنها تعلم أن العلم لا قيمة له فى تلك البلدان، وأن الشباب ضاع ما بين فساد وجهل حكام هذه البلاد، ولكن تكمن المصيبة الكبرى فى هذه الأوطان ، عندما يتحكم الأغبياء في مقدرات وقرارات الوطن، فبينما نجد الشباب على الأرصفة، يؤتمن اللصوص على خزائن الأوطان، وويلقى بالأمناء فى السجون.

تعلوا الإتهامات لهؤلاء الشباب عندما يزيد كبته ويضيق حاله ويسئم من غربته، ويريد أن يفصح عما بداخله وعن رأيه. عندما يريد أن يشعر بقيمته وأنه يستحق مكان هؤلاء الأغبياء الذين هم سبب فى ضياع الجميع، عندما ينادى ويقول أين العدل؟ أين عمر؟، هل مات العدل بعده!، أين وطنه الذى د كان دائما يحلم أن يكون سببا فى تحقيق طموحه وإعلاء شأنه، وإثبات ذاته على ترابه، فهل يكون المصيرالغربة، أو وظيفه غير مؤهله لا تناسب إمكانياته ،دائما ما ينادى بأعلى صوته أريد أن أكون سبب بناء المجتمع وتطويره لا أداه لهدمه . لست إرهابى كما تدعى ، أريد وطن إن لم يكن لي فليكن بناؤه من نصيب الجيل القادم، أريد أن أرى إنسانيتى وكرامتى على تراب وطنى ليس فى بلاد غربة والمرار، أريد أن أحصل على أبسط حقوقى في أن يكون لى طموح أستطيع تحقيقه.

فهنا يصفح علي وجهه ، لماذا يعلو صوتك فوق صوت من يحكمك؟، فتنهال عليه الاتهامات ما بين عميل أو خائن أو أخوانى أو 6 أبريل أو صاحب أجندة خاصة، ويدمر مستقبله وبيته، ما بين اعتقال أو إختفاء قسرى، أو سجن انفرادى بلا تهمة، ويتهم بأنه إرهابى ومخرب يهدد أمن البلاد ، ويلعن من هنا نفسه وصوته ووطنه، فيضيع الشباب ما بين ثرثرة وجهل سحرة فرعون (الإعلام) ، وبين سجون حكومته، ويصبح حلمه كابوس وصوته نكبة عليه، وسبب تدميره، ويتمنى غربته بدل أن يسير فى شوارع وطنه آمن حر مرفوع الرأس، ويتحول من إنسان شعلة من النشاط لديه الرغبة فى البناء إلى شخص آخر يرغب في الإنتقام والثأر لكرامته وإنسانيته، فهنا بالفعل إذا أردت شعب بلا وعى فعليك بإعلام بدون ضمير، وإهمال للعلم والصحه، .
ففى كل يوم الوطن يتحول من أمل وصول الشباب لقمه تحقيق طموحاتهم إلى تجهيز لأكفانهم وإقامه الجنازات العسكرية والمدنية، بدلا من تحقيق الإنجازات، كل يوم إرهاب جديد، وتشكيل عصابى جديد من المدنيين والعسكريين، كل يوم حادث أليم وأم تبكى ، وأب يودع ابنه ما بين تطرف وما بين فقدانه برصاص غادر، كل يوم حفل للنخبه للإحتفال بإنجاز وهمى، ويترك الحزن لأهله ، كل يوم خطاب يتلوه خطاب وشعر يتغنى به أهل النفاق، ويتركوا المصيبة والصبر لأهله وهم فى حصون مشيدة، كل يوم جريمة وعمل إرهابي دون مجرم، وإنفاق علي الجيش بالمليارات والمحصله التدريبية لا شىء، جنود وضباط فى عداد الموتى لنتغنى بشهامتهم وبطولاتهم، رغم أنهم ضحية أنظمة فاشلة فاشيه ، وقادة لا يدرون عن النطم والتكتيك العسكرية إلإ اسما فقط.

لا تستغرب أنك تعيش فى وطن ضائع، لا تستغرب مقوله الرئيس “يعمل ايه تعليم فى وطن ضائع” ، لا تستغرب وأنت السبب، عندما جعلت السيف فى يدى الجبناء، وجعلت القرار وخزائن الأموال فى يدى اللصوص، فلا تنتظر خيرا، ما دمت جبان، ولا تعرف عن الوطن والوطنية إلامجرد أغانى شيرين مشربتش من نيلها ورامى صبرى وتامر حسنى الذين هم فى مقدمه من لا يعرف شيئا عن الوطن وخانوه ومنهم من قام بتزوير شهادات التجنيد العسكرى، فكيف لا تعرف أن الوطنية التى يتغنى بها هؤلاء وطنية مزيفه!، فمن هنا انتظر، صندوق الدين وكسر الإرادة السياسية، والإنبطاح أمام كل الكيانات السياسية، فلا تنتظر غير ديون تتألم بها الأجيال القادمة، فلا تنتظر غير جنازات لا إنجازات، لا تنتظر غير فقدان لشبابك ومستقبلك ، لا تنتظر إلا غلاء الأسعار وثراء اللصوص، فلا تنتظر غير فقر لا غنى، لا تنتظر تعليم ووعى بل انتظر أميه وجهل في ازدياد،

دعنى أطرح عليك بعض الاسئلة ولك فيها حرية الأجابة أيها القارى الحبيب:
أين العدالة الاجتماعية والحرية والعيش؟
أين يسير بنا الوطن رغم ما يملكه من أجهزة وكل يوم خراب في ازدياد؟
أين عائد تلك المشاريع والأموال والتبرعات والصناديق؟ هل تبنى الدول بالديون والتبرعات الداخليه والخارجيه؟
أين المجرمين الذين يقومون بقتل أبنائنا من العساكر والضباط؟
أين منفذى حادث المنيا والوادى الجديد والحدود فى سيناء ….. الخ؟
لماذا إعلان حالة الطوارىء كل شهر هل نحن فى حرب؟
هل هذا الإرهاب حقيقى أم مجرد وهم، وإذا كان حقيقى اين التفويض وما مداه؟
هل الاستثمارات ستأتى والسياحة وكل يوم ننشد ونغنى ونلطم بالأرهاب؟
هل الإرهاب ترك كل الوجود واستوطن مصر، فإذا كان حقيقى فلماذ استوطنها واستفحل فيها؟
أين صفقات الأسلحة التى كانت بالمليارات وكل يوم جريمة وقتل لرجال الأمن وأقوى الفرق ؟
لماذا تبنى السجون والمعتقلات؟ هل النهضة بالسجون أم بالمصانع، بالمعتقلات أم بإنشاء المدارس والجامعات؟
هل النهضة متمثلة فى قضاء وشرطة وجيش وباقى المجتمع لاشىء؟
لماذاتحول حلم الشباب تحول إلى أن يجد عقد عمل فى الخارج رغم ما يناله من مهانة هناك؟
لماذا نسبة العنوسة تزداد وتنعدم الإخلاق فى الوطن؟
لماذا عاصمة وفندق بالمليارات؟ هل المدارس موجودة والجامعات فى كل شبر؟ هل المستشفيات أصبحت أفضل من أوروبا، هل هذه الأموال فائضة علينا لنترك صحة وتعليم وخدمات وسلع لتكون هذه المشاريع أولى بها؟
هل بهذا الإعلام والأفكار تتقدم الدول؟
لماذا كل يوم جريمة، ولماذا كل يوم إرهاب، لماذا يترك الشباب االوطن ويمقته؟
أرجو منك الإجابة حتى نرى الحقيقة بوعى وبصيره لا بجهل متعمد .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.