الجمعة , مارس 29 2024
رواية " الباشا حانوتى " : للكاتب والسيناريست جرجس ثروت

رواية ” الباشا حانوتى ” : بقلم الكاتب والسيناريست جرجس ثروت

المقدمة 

كلمة باشا من اللغة التركية : پاشا ( paşa ) لقب فخر في الدولة العثمانية يمنحه السلطان العثماني إلى السياسيين البارزين، والجنرالات والشخصيات الهامة والحكام, ويعادل هذا اللقب لقب لورد فى اللغة الإنجليزية ويعتبر هذا اللقب الأعلى في فترة ما بعد الحكم العثماني لمصر فى 1517حيث كان لقب سلطان مصر هو المستخدم حتى هذا التاريخ وصولا إلى العام 1914حين استخدم لقب سلطان مصر مجددا من قبل حسين كامل، ليمنح لقب “الباشا” بعد ذلك من قبل الملك إلى شخصيات رفيعة في المجتمع، حيث أُلغي في فترة مصر الجمهورية وهناك ما يقال حول أن الأيوبيين هم أول من استخدم هذا اللفظ كمرتبة شرفية لمماليكهم وكانت اللفظة تعني “حامل حذاء السلطان” وهو ما يعني ملازمته للسلطان, وكانت اللفظة فارسية كسائر الرتب والوظائف التي استخدمها المماليك وتطور استخدام اللفظة حتى اختفى أصلها الفارسي وبقي شبهها باللفظة التركية التي تعني كبير وهي “باش ” وأطلق اللقب على علية القوم وأعاظمهم وولاتهم أما في أواخر القرن الماضي أصبح يطلق على ضباط الشرطة ووكلاء النيابة وكبار موظفين أجهزة الدولة, والآن أصبح يطلق على كائنا ما كان على سبيل التملق (ويكيبيديا ) .

فى العالم وحياة البشر اسرار كثيرة, ولكل مهنة اسرارها كما يقال سر المهنة, وما تحمله النفس البشرية من صفات وصراعات داخلها هى أيضا عالم ملئ بالأسرار, وفى مجتمعنا الكثير من المهن لها عالمها الخاص بها لما يحيط بها من غموض مثل مهنة الحانوتى, والتى تناولتها الدراما كثيرا على سبيل الدعابة والفكاهة وإضفاء روح البهجة على العمل كدور ثانوى, هذه المهنة التى يحترفها الرجال فقط لما فيها من صفات تتطلب ممن يزاولها أن يتحلى بالشجاعة والأقدام والصبر والاحتمال والقدرة على رؤية الدماء والجرحى والقتلى, يجسد هذه الشخصية بطل الرواية عيسى رضوان, متقلب المزاج ذكى ماكر, هذه الصفات ساعدته على النجاح وتحقيق اهدافه المادية والعاطفية وحتى نزواته والقيام بدوره فى الحياة على أكمل وجه ليُصبح مليونيرا بمهنة يشوبها الغموض والازدراء وقادرا على المقاومة في أن يسبح ضد التيار, عيسى ليس حانوتيا عاديا, بل يتميز بأنه مقاتل شرس فى الوصول إلى الهدف, زبائنه من الطبقات الراقية فقط يجمع عنهم المعلومات, ويعرف عنهم الأسرار ويتاجر ويربح بهذه الأسرار .

الرواية وأبطالها من الخيال, وقد يكون بالواقع ما هو أغرب من الخيال الذي لا يصل إليه عقل كاتب أو قلم ناقد .

جرجس ثروت

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.