الجمعة , مارس 29 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

النور لجميعنا

كل عام يخرج نور من قبر السيد المسيح فى اورشليم القدس في عشية عيد القيامة على يد بطريرك الروم الأرثوذكس وهو رسالة للبشرية كلها أنه هنا ٌقبر وقام يسوع المسيح.

هذا النور رسالة للبشرية كلها أن يسوع المسيح ليس بشرا عاديا، وانه ليس مثل باقي الأنبياء، لأن الله لا يعطى مجده لأحد، فيسوع المسيح هو كلمة الله الذي تمثل بشرا سويا، فهو الله الذي ظهر في الجسد، وكل كلمات السيد المسيح وافعاله تدل تماما على هذا.

وخروج النور كل عام من قبره يدل على الوهيته، فقبره ليس مثل قبور باقي الأنبياء المظلمة، ولقد اخفى الله قبر موسى لكيلا يعبده الشعب القديم. وكما قال بولس الرسول “وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ”، بمعنى انه لا يقاوم عمل الروح للإيمان بألوهية المسيح.

والنور رسالة لأحبائنا المسلمين أنهم على خطأ لأنهم يشكون في موت عيسى ابن مريم على الصليب مدعين ان الله خدع البشر ووضع شخصا آخر على الصليب، لأن الله ليس مضلا.

وهو رسالة لأحبائنا اليهود الذين لم ينكروا صلب يسوع ولكنهم يحاولون التنصل من مسؤوليته ملقين بها على الرومان ومتهمين يسوع انه كان مضلا في ادعائه انه المسيح الذي ينتظرونه، وان تلاميذه قد سرقوا جسده وادعوا قيامته.

والنور الذي يخرج هو رسالة للمسيحيين لتقوية ايمانهم وأيضا لحثهم على الاتحاد، فالنور يخرج مع الاحتفال الشرقي بعيد القيامة وليس في احتفال الغرب، وفى رأيي الشخصي انه يخرج عند احتفال الكنيسة التي بها قبر المسيح وهذه رسالة لكل الكنائس لكي توحد عيد القيامة على الأقل كما كان من قبل. 

 وعندما سألني البعض، هل هناك خدعة يقوم بها بطريرك كنيسة القيامة لكي يخرج النور كل عام؟ قلت لهم دعنا نقول ان البوليس الإسرائيلي الذي يفتش البطريرك قبل دخوله القبر هو أيضا متآمر وبديهي أن هذا مستحيل، ولكن هل أيضا الخدعة تجعل كل الشموع المحمولة في أيدي الجموع التي في الكنيسة توقد من هذا النور في التو واللحظة من خروج النور من القبر؟ وهل الخدعة ايضا تجعل هذا النور لا يحرق الوجوه والشعر والملابس لمدة 33 دقيقة هي عمر يسوع على الأرض ثم تتحول بعدها لنار حارقة؟

وفى القديم عندما منع صلاح الدين الأيوبي البطريرك من الدخول للقبر نزل النور من السماء واضاء الشموع وفشل صلاح الدين في اطفائها، وعندما منع إبراهيم باشا الشعب من الدخول للكنيسة وتواجد بمفرده في الكنيسة شق النور عامودا للكنيسة وخرج للشعب في الخارج، والتفاصيل تطول في هذا الموضوع.

وعمل ابليس هو انكار للاهوت السيد المسيح وانكار لصلبه ولقيامته أيضا لكي ما تستمر مملكة الظلمة ولكن خروج النور يراد به تبديد مملكة الظلمة.

وادعو الذين لم يروا خروج النور من القبر المقدس ان يذهبوا ليروه على “يو تيوب” وأن كان السيد المسيح قد بارك بالأكثر الذي يؤمن بدون ان يرى، فما هي درجة الذي يرى ولا يؤمن؟! لأن النور لجميعنا.

كل عيد قيامة وجميعكم بخير.

د. رأفت جندي

 

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.