السبت , أبريل 20 2024
مدحت عويضة

مدحت عويضة يكتب : كسبنا الحزب وسنكسب الانتخابات مع فورد

 

عندما تنحي باتريك براون عن زعامة حزب المحافظين، كتبت مقال في الأهرام الكندي تحت عنوان قد نخسر الانتخابات ولكننا كسبنا الحزب.

كنت أريد تهدئة قرائنا الذين شعروا بالقلق خشية ضياع الأمل في استعادة حزب المحافظين لأونتاريو.

ولكن بعد حدوث المعجزة ونجاح داج فورد بزعامة الحزب، استطيع القول وبكل ثقة أننا كسبنا الحزب وكسبنا الانتخاب وعادت لنا أونتاريو مرة أخري، لو استمرينا علي نفس الدرجة من الجدية والنشاط التي نحن عليها الآن وحتي السابع من يونيه القادم.

فمن ناحية هناك نار الرغبة الجامحة في التغيير تجتاح أونتاريو ومن ناحية أخري حنكة وخبرة فورد سيقودانه لتحقيق حكومة أغلبية لو أقيمت الانتخابات اليوم بحسب استطلاعات الرأي التي تعطي المحافظين 42% بينما التوقعات في أصوات الناخبين بصفة عامة.

قدم فورد نفسه كسياسي محنك للناخب، حيث قام بجمع كل منافسيه في انتخابات الحزب ووضع يده في يد الجميع ليطوي صفحة التنافس داخل البيت ويستعد لمعركته مع الليبرالي مسلحا بكل الاتجاهات داخل الحزب.

وأن دل ذلك علي شئ فيدل علي ثقته في نفسه, فالقائد الواثق في نفسه يجمع الأقوياء خلفه أما الضعيف فيخاف علي منصبه من الأقوياء. كما أنه قلل من الحديث للميديا جدا فهو يفهم جيدا توجهات الميديا في المقاطعة. كما أنه يعمل كالمكوك ولا يكل ولا يمل أبدا.

الشيء الجميل فيه أنه يتكلم للناس مباشرة فيلمس قلوبهم لأنه يتكلم فيما يشغلهم وهي لقمة العيش، يساعده ثقة الناس فيه كرجل اعمال ناجح وطهارة يده لدرجة أنه لم يحصل عندما كان عضوا في مجلس المدينة علي مرتب وكذلك فعل شقيقه عندما كان عمدة للمدينة. كل ما تكلم عنه قبل انتخابه رئيسا للحزب هو نفسه ما يتكلم عنه بعد فوزه برئاسة الحزب.

لم يغير كلامه ولذلك نال ثقة الجميع.

أما الشيء الأجمل فهو ظهور عبقريته في التعامل مع الأمور الاقتصادية ذات البعد الاجتماعي الكبير، كمسألة الحد الأدنى للأجور.

فما الفائدة لو ارتفعت الأجور دولارا بينما ارتفعت الأسعار بنسبة أكبر؟؟؟ الرجل وجد فكرة عبقرية وهي تثبيت الحد الأدنى وخفض الضرائب علي اصحاب الدخل المنخفض بل اعفاء من الضرائب لمن يكون إجمالي دخلهم أقل من 30 الف دولار في العام. وهنا استفاد عامل الحد الأدني من ثلاث جوانب.

أولها الإعفاء من الضرائب وثانيها زياده دخله مع عدم ارتفاع الاسعار, وكذلك ضمان عدم خفض ساعات عمله كما يفعل اصحاب العمل مع كل ارتفاع في الأجور.

الأهم هو مساعدة اصحاب المشاريع الصغيرة علي نمو مشاريعهم.

شعاره فتح أبواب أونتاريو للاستثمار وللعمل شعار يعطي الأمل للجميع بعد سنوات من هجرة رأس المال من مقاطعتنا.

وغلق شركات كبيرة ابوابها ونقل نشاطها من أونتاريو, مما أثر علي فرص العمل التي أصبحت نادرة جدا. الشعار أيضا جذب الشباب الصغير للحزب بعد الانهيار الاقتصادي للمقاطعة والذي جعل الشباب من خريجي الجامعات يتركون المقاطعة بحثا عن فرص عمل في مكان أخر. كما أنه اعاد المحافظين الغاضبين للحزب مرة أخري بعد أن أعاد قيم الحزب ومبادئه فلم يعد هناك مبررا للغضب.

تجربة فورد وقرب نجاحها ذكرتني بحديث لي مع أحد كبار الجالية, عندما قال لي البعض في جاليتنا يعتقد أن البزنس الناجح والسياسي الناجح يتطلب أن نضحي بقليل من المبادئ والقيم حتي يتحقق النجاح, وهذا معتقد خطأ فكثيرا من البزنس الناجح جدا يدار بمبادئ وقيم اخلاقية رفيعة لا تتخلي عن الشرف والأمانة, لأن في تخلينا عن الشرف والامانة نتخلى عن وجود الله في عملنا وفي حياتنا, ونحرم أنفسنا من بركة ربنا في العمل!!!.

وها هي تجربة أمامنا عندما تخلي باتريك براون عن قيمه ومبادئه خسر كل شئ بينما سيكون نجاح فورد أساسه التمسك بالشرف والأمانة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.