الجمعة , أبريل 26 2024
القدس لنا

أمريكا تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس

المتابعون لمواقف الولايات المتحدة الأمريكية السياسية والدبلوماسية السابقة تجاه القدس الشريف، يجدون حسب المعلومات المتوفرة لديهم، أنها في العام 1949عارضت إعلان إسرائيل الذي يجعل القدس عاصمة لها، وفي العام 1950 عارضت أيضا خطة الأردن لجعل القدس عاصمة ثانية

 كما عارضت ضم إسرائيل للقدس الشرقية بعد حرب 1967، وانها قد اقترحت حينها أن يكون مستقبل القدس موضوع تسوية تفاوضية، وقد حافظت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على السياسة ذاتها، وأنها رفضت أن يكون مستقبل القدس يتخذ بالإجراءات الأحادية الجانب.

وتقول إن أية إجراءات أحادية في موضوع القدس يضر بالمفاوضات السياسية المتعلقة بمصير القدس، وأعطت الإدارات الأمريكية السابقة لعهد الرئيس الأمريكي الحالي ترامب مثالاً للإجراءات الأحادية الجانب، وهو نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، رغم أن الكونغرس الأمريكي أصدر قانونا يطالب الاعتراف بالقدس عاصمة

لإسرائيل، ويوجب مشروع القانون نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس خلال خمس أعوام، إلا أنها حاولت المماطلة عن تطبيقه، حتى جاء عهد ترامب فأحدث صدمة قوية للعالم أجمع، عند إصداره قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارته إلى القدس.

هناك سؤال مهم يطرح في الأوساط السياسية والاجتماعية وفي أذهان الكثيرين من المثقفين والمفكرين العرب والمسلمين والمنصفين من الأوروبيين، لماذا في اليوم السادس من شهر ديسمبر 2017 اعترفت إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ترامب رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل؟

هل صحيح ما ذكرته إحدى الصحف الأمريكية أن السبب الرئيسي الذي جعل الرئيس الأمريكي اتخاذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

 هم القادة الإنجيليون المحافظون، الذين شجعوا ترامب ودعموه حتى وصوله إلى رئاسة الولايات المتحدة؟.

لأنها أي القدس على رأس أولوياتهم، وضغطهم في هذا الاتجاه جاء خلال لقاءات عدة مع ترامب ونائبه مايك بنس ومساعديهم في البيت الأبيض، حيث أكد ترامب التزامه بتنفيذ وعده، لقد صرح جوني موور

 الكاتب والناطق باسم الطائفة الإنجيلية، ومبعوثها لدى إدارة ترامب : إنه يعتقد أن القرار لم يكن ليُتخذ لولا تدخل الطائفة، وتأثيرها على ترامب، فقد كانت هذه من أولوياتنا الكبرى لمدة طويلة.

لو توحدت جهود الأمتين العربية والإسلامية، الاقتصادية والسياسية والعسكرية والإعلامية لتقوية وجودها على الساحة الدولية، لأصبحت بلا شك يحسب لها ألف حساب، اذ ان إضعاف نفسها والاستخفاف بقدراتها وإمكانياتها وطاقاتها المتنوعة، جعل صوتها غير مسموع في الأوساط الدولية بالقدر الذي يجعله مؤثراً في السياسة العالمية

وهذا ما جعل الإدارة الأمريكية تتخذ قراراً سريعاً بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في مايو 2018 من دون أن تلتفت إلى ردود الأفعال العربية والإسلامية، وكأنها في الشهور القليلة الماضية قد درست مستوى الاستنكار والتنديد العربي والإسلامي، وجدته ليس بالمستوى الذي يجعلها تتراجع عن قرارها، ولا يستبعد أنها أي الإدارة الأمريكية رأت من مستوى الاعتراض العربي والإسلامي الضعيف حافزاً لها بالإسراع في تنفيذ قرارها.

سلمان عبدالله

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

خلاصة موضوع وراثة ذنب أو خطيّة آدم ببساطة

للباحث القدير القمص يوحنا نصيف شرقاوي – شيكاغو آباء الكنيسة الأوائل لم يستعملوا مصطلح “وراثة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.