الخميس , أبريل 18 2024
صلاح عبد السميع
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق

دكتور / صلاح عبد السميع يكتب الحياء الخلق الغائب

 

خلق عظيم تحيا به الأمم والمجتمعات ، يربى فى نفوس الصغار من خلال القدوة فى البيت وفى المدرسة وفى كافة مؤسسات المجتمع ، ولهذا فإن الحياء من الحياة، خلق حسن يمنع صاحبه عن القبائح مخافة نظر الله والناس، محله الوجه ومنبعه القلب.

ما أعظم خلق الحياء عندما يسود فى ربوع المجتمع ، حيث ينعكس ايجابيا على الفرد والمجتمع ، فتنتشر الفضيلة وتختفى الرزيلة ، والحياء ليس كلمة تردد ، بل هى سلوكيات تغرس وتربى فى نفوس أبناء المجتمع منذ نعومة اظفارهم ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :” الحياء من الأيمان والأيمان في الجنة, والبذاء من الجفاء والجفاء في النار “

والمسلم عفيف حييي والحياء خلق له, والحياء من الأيمان والأيمان عقيدة المسلم وقوام حياته فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الأيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الأيمان ” رواه البخاري ومسلم.

يقول الله عز وجل: [ ابن آدم.. إنك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك.. وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك.. ومحوت من أم الكتاب زلاتك.. وإلا ناقشتك الحساب يوم القيامة ]

* ويقول الله عز وجل: [ ما أنصفني عبدي.. يدعوني فأستحي أن أرده ويعصيني ولا يستحي مني       .

وعندما نرصد واقع المجتمع نرى عن قرب أنه بدأ يتوارى نتيجة أسباب كثيرة منها ، غياب القدوة من ناحية ، والتقليد الأعمى لثقافة المجتمع الغربى دون وعى أو فهم ، ونتيجة ممارسات اعلام غير مسئول ،وغياب القدوة فى المنزل ، وغياب الوعى الدينى المبنى على الفهم الصحيح للدين ، وحدوث انفصام فى الشخصية المسلمة والتى تمردت على أصولها وذهبت الى تقليد الآخر بشكل أعمى ، فظهر تقليد الآخر فى الملبس والمأكل ،ظهرت المقاهى التى يجتمع فيها الشباب من الجنسين ويسهروا الى ما بعد منتصف الليل ، انتشر لبس البنطال المقطع والذى يظهر عورات الشباب من الجنسين ، انتشرت عبارات كلمات غريبة يتم تسويقها عبر وسائل الاعلام ، يتداولها الشباب بل الأطفال وليس لها اى معنى ، وعندما تسأل الشاب أو الفتاة لماذا ترتدى هذا الزى أو تقول تلك العبارات ، غالبا ما يكون الرد ” أريد أن اشعر بذاتى ” ، ” أريد أن ينظر الى من حولى ” تلك الردود ليست الا تعبير عن الوهن النفسي ، بل تعبير عن فقدان الهوية ، وتنعكس سلبا على خلق الحياء  ، يكفى أن تتأمل فى سلوكيات الأبناء فى المرحلة الاعدادية ، تمرد غريب على تقاليد المجتمع وقيمه ، تقليد للتقليد دون وعى وفى غياب الآب القدوة والأم القدوة والمعلم القدوة .

والسبب الرئيس فى كل ما سبق :

اذا الايمان ضاع فلا أمان    ولا حياة (حياء) لمن لم يحي ديناً

لقد توهم كل من تنازل عن خلق الحياء ، بأن تلك الممارسات التى تتعدى على القيم والعادات والتقالية الموروثة انما هى فى صميم التحضر ، وما عدا ذلك بمثابة التخلف والرجعية ، لهذا رأينا الشباب بالجامعات يتبارون فى ارتداء الملابس الغريبة بحجة انها ( الموضة ) ، وأضحى الاستغراب متمثلا فى تقليد الآخر فى كل ما هو سلبى دون ان يكون التقليد فيما هو ايجابى ، رأينا الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد يدفع نحو التخلص من الحياء بكافة أشكاله ، ونتج عن هذا ازدواجية غريبة فى الشخصية المسلمة بل الشخصية المصرية التى تحمل عادات وتقاليد موروثة عبر القرون تحث على الفضيلة وتؤكد على خلق الحياء .

أدعوكم لكى نتأمل فى تلك الحكم والأمثال التى تم تداولها عبر التاريخ  والتى تتحدث عن خلق الحياء :

لا حياء فى الدين  .

الحياء لباس سابغ

حياة الوجة بحيائه

أن من الحياء وقارا

الحياء حليف للدين

الحياء يصون الجمال

الحياء سبب لكل جميل

”أن لم تستح فافعل ماشئت ”

العين تستحى من العين 

الحياء شعبة من الهيبة

 الحياء شعبة من الأيمان

بعض الحياء يدفئ ويجمل

 إذا قل ماء الوجه قل حياؤه 

إذا ذهب الحياء حل البلاء

 الحياء ينهى على الفحشاء

 يدل على فعل الكريم حياؤه 

 ألقى عن وجهه قناع الحياء

 رأس مكارم الأخلاق الحياء

الخجول من معلمه لا يتعلم 

الحياء ستر من المساوئ واق

من أشتد حياؤه صان عرضه

 من أشتد حياؤه دفن مساويه

 من أشد حياؤه نشر محاسنه

جمال بلا حياء وردة بلا عطر 

حياء الرجل فى غير موضعه ضعف 

قلة الحياء من موت القلب و الروح

أحسن الحياء أستحياؤك من نفسك

من يطلب بخجل يساعد على الرفض

 الحياء من الله : ألا يراك حيث نهاك

من الحياء ترك أجابة السفيه حلما عنه

غاية الأدب أن يستحى الأنسان من نفسه

الأسد الغادى الى الصيد لا يحمر خجلا 

الحياء جمال فى المرأة و فضيلة فى الرجل 

من لايستحى من الله لا يستحى من الناس

أحيا الناس من كان الذم أشد عليه من الفقر 

من ألبسه الحياء ثوبه غطى على الناس عيبه

 الخجل : هو حيرة النفس لأستيلاء الحياء عليها

من قل حياؤه قل روعه ومن قل روعه مات قلبه

الوجه المصون بالحياء كالجوهر المكنون فى الوعاء

“أن الله يحب الحيى المتعفف و يبغض الوقح المحلف“

من أستحيا أختفى ومن أختفى أتقى ومن أتقى وقى

لا يستحى العالم أذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم

يكاد الحياء عند المرأة أن أن يكون أشد جاذبية من جمالها

ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من كل أحد

من استحيا من الناس ولم يستح من نفسه فلا قدر لنفسه عنده

اذا قصر الحياء عن الأنسان سلبه ثوب التجمل فى كثير من أحواله

 ثلاثة لا يستحى منها : طلب العلم و مرض البدن و ذو القرابة الفقير

عظ نفسك فان أتعظت فعظ الناس وإلا فاستحى من أن تعظ الناس .

كل ماسبق يعبر عن حرص الأمم السابقة على خلق الحياء ، نعم انها دعوة الى استعادة خلق الحياء ، ولن يكون ذلك الا فى وجود آباء وأمهات يمتلكوا القدر الكافى من الحياء ، لكى يكونوا قدوة لأبنائهم فى البيت ، نحتاج الى معلم ومعلمة يمثلوا القدوة للأبناء فى الصف وفى المدرسة ، نحتاج الى الاعلام الهادف والدراما الهادفة التى تغرس فى نفوس الأجيال معنى وقيمة الحياء ، نحتاج الى أن تبقى مظاهر  رمضان طول العام فى وسائل المواصلات والأماكن العامة والمساجد ، لكى نرى المجتمع الذى يحترم نفسه وقيمه ، نحتاج الى ان نصارح انفسنا بأن المجتمع أصبح نتيجة الكثير من المتغيرات قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد هويته وينسي ما تبقى من قيمه وأخلاقه ، لهذا على الجميع أن يؤدى دوره فى سبيل ممارسة تربية حقيقية تعلى من شأن الأخلاق ومنها خلق الحياء . والى اللقاء مع قيمنا وأخلاقنا التى نعتز بها لكى يبقى المجتمع جسداً واحداً اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ..

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.