الأحد , نوفمبر 3 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

من سيحكم أونتاريو؟

في سابقة فريدة “ربما لم تحدث في العالم كله” قالت كاثلين وين رئيسة وزراء مقاطعة أونتاريو والمرشحة أيضا لدورة قادمة انها ستخسر الانتخابات المقبلة، وكان هذا اعترافا منها بانتهاء شعبيتها التي أعلنت عنها بقوة نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة.

الغريب انها لم تترك مقعدها لآخر ربما يلقى قبولا أكثر او يعد بمراجعة في أمور افقادها شعبيتها، أي انها ستخوض الانتخابات وهى تقول انها خاسره، فحتى وموسى مصطفى الذى أدى دور كومبارس امام السيسى في انتخابات مصر كان يقول انه يخوض الانتخابات ليكسب.

كاثلين وين في إعلانها لخسارتها مسبقا تطلب انتخاب أكبر عدد من الليبراليين لكي تضعف الحكومة القادمة سواء من المحافظين او الديمقراطيين (ان دى بى) فما هو قيمة ما دعت اليه؟ لأن المعروف ان المواطن في السواد الأعظم ينتخب مرشح الحزب الذي يريده ولا ينتخب المرشح لشخصه!  

نتائج استطلاع الرأي تتأرجح بين المحافظين والديمقراطيين فهل سيكرر شعب أونتاريو فشل مرحلة الديمقراطيين في التسعينات؟        

في عام 1990 ضجرت مقاطعة أونتاريو من حزب الاحرار ومن قبلهم المحافظين واختارت الحزب الديمقراطي الجديد (أن دى بى) وكان (بوب رى) اول رئيس وزراء لمقاطعة أونتاريو من الحزب الديمقراطي.

تكللت تجربة هذا الحزب بالفشل الذريع وتراكمت ديون المقاطعة وكانت علامات هذا الفشل واضحة في مجالات عدة، وعلى سبيل المثال تحمس الحزب لكى يمنع زيادة ايجارات المنازل مهما انفقت الشركات المالكة من إصلاحات فامتنع الملاك عن اجراء أي تصليحات في السكن من بياض او تغيير سجاد او خلافه فكانت النتيجة ان العاملين في هذا المجال اصبحوا خالين شغل، وبهذا اصبح الحزب الديمقراطي الذى يعمل وينادى بحقوق وتشغيل العمال هو العدو الأكبر لهم، وتراجعت الحكومة عن قرارها بعد فهم الكارثة التي حلت بالعاملين في هذا المجال.

وهذا مثل ما فعله عبد الناصر في ايجارات المساكن في مصر وأدى بعدها لقلة بناء المساكن في فترة حكمه.

وفى تجربة أخرى تحمس الحزب الديمقراطي لأونتاريو لزيادة المعونة الاجتماعية لسكان أونتاريو (ويلفير) لكى تفوق المعونات الاجتماعية في باقي المقاطعات وكانت النتيجة أن اكثر من مئة الف اسرة من الذين يحصلون على هذه المعونة من المقاطعات الأخرى رحلوا لأونتاريو، وأصبح ملاك الشركات البسيطة لا يجدون عمالا لأشغالهم لأن تقاضى المعونة الاجتماعية افضل ماليا من العمل بالحد الأدنى للأجور، ومن يقبل منهم العمل يطلب أن يكون اجره نقدا أو كما يقال “تحت الترابيزة” مما يسبب ضررا لأصحاب الشركات البسيطة حيث انهم لا يستطيعون خصم هذا من دخلهم الذي يدفعون عنه ضرائب.

وعندما انقضت فترة حكم الـ ان دى بى عام 1995 لم ينتخبهم شعب أونتاريو مرة أخرى بل كسر قلة او زير ورائهم وبعدها رحل بوب رى رئيس الحزب عن الحزب نفسه ثم انضم لحزب الاحرار (الليبراليين) الفيدرالي.

ولان سياسة حزب الديمقراطيين هي الاشتراكية (سوشيلزم) فيطلق البعض عنهم انهم الـ “أس” وورد، بينما يتهم البعض فورد رئيس المحافظين الحالي بماضيه وليس بحاضره. 

فمن سيحكم أونتاريو الأيام القادمة “فورد” متهما في ماضيه بـقول الـ “اف” وورد أم “هورواث” ممثلة الـ “اس” وورد؟

د. رأفت جندي

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

علام تتنازعون

علام تتنازعون.. تجتمعون كل نهار متفقين على تمزيق الجسد الحي وبالكبرياء تقترعون على هدر الدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.