الخميس , مارس 28 2024
احمد بدوى

الحياة الأخرة تصور لبردية آنى

بقلم احمد بدوى
يقف آنى قبل الميزان الذهبى الضخم
حيث أنوبيس المعبود والمسئول عن التحنيط برأس إبن آوى يزن قلب المتوفى مقابل ريشة النعامه النقيه !!
كان أنى يعمل كاتبا ملكيا
من مدينة طيبه ..
والذى عاش فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد !!
(الصوره هنا مشهد خاص من كتابه كتاب الموتى )
لفه إسطوانيه الشكل من ورق البردى طولها ٨٧ قدم تم تصميمها لتحقيق الخلود .
كتبت بالأصل هذه النصوص الجنائزيه من أجل الفراعنه ( الملوك )فقط !!
ولكن مع مرور الوقت أصبح المصريين يعتقدوا إنه من الممكن للناس العاديين أن يصلوا للأخرة السرمديه
إذا نجحوا فى العبور من الصعاب ،،
– تبدأ رحلة آنى السرمديه مع وفاته
ثم تحنيط جثته من قبل فريق من الكهنه
الذين أزالوا كل أحشائه الداخليه من جسده ماعدا القلب
مركز العواطف والذاكره والذكاء
ومن ثم يتم حشوها بملح يسمى النطرون لمدة أربعين يوما..
ويتم تغليفها بالكتان الغارق بماده صمغيه!!
بالإضافه إلى ذلك يتم حياكة الأغلفه بتعويذات من أجل الحماية !!
ويتوج الجسد بتميمة خنفساء الجعران قلبية الشكل التى تؤكد الأهمية والتكريم فى وقت لاحق
الهدف من عملية الشهرين(٧٠ يوم) هو حفظ جسم آنى بشكل مثالى مع إمكانية اعادة إتحاد روحه فى النهاية!!
لكن أولا يجب أن تمر الروح من خلال العالم السفلى أو العالم الأخر !!
هذه هى مملكة الكهوف الواسعه وبحيرات النار والأبواب السحريه محروسه جميعا من الوحوش المخيفه الأفاعى والتماسيح والمخلوقات الممسوخه النصف بشريه ومع إعطائهم أسماء مخيفه مثل هذا الذى يرقص فى الدم!!
ولجعل الأمور أسوأ فإن أبو فيس الأفعى معبود الدمار تتوارى فى الظلال منتظرة إبتلاع روح آنى !!
لحسن الحظ تم إعداد أنى بالسحر
لتشمل التعويذات والرموز الخاصه
التى أعتقد أن روحه تحتاج إليها !!
ويجتاز بطلنا المصاعب
ويصد هجمات الوحوش
ويتجنب بخفية أبوفيس !!
ليصل إلى رواق ماعت إله الحق والعدل !!
هنا يواجه أنى تحديه الأخير
ويتم الحكم عليه من قبل ٤٢ من القضاه من كل مقاطعات مصر والتى تقيمه
و يجب إقناعهم أنه عاش حياه صالحه !!
ويقترب أنى من كل واحد
مخاطبا إياهم بالإسم
ويعلن بخطيئه لم يرتكبها
من بين هذه الأعترافات بالنفى أو إعلان البراءه !!
يصرح أنه لم يتسبب فى بكاء أحد..
ولم يكن متصنتا..
ولم يلوث مياه النهر..
ولكن هل عاش أنى هذة الحياه المثاليه حقا ؟؟
ليس تماما !!
ولكن الخنفساء الجعران قلبية الشكل منقوشه بالكلمات
”لاتقف كشاهد ضدى”
وعلى وجه التحديد قلب أنى لايقوم بخداعه !!
الأن هى اللحظه الحقيقيه بالنسبه إلى أنى وهى وزن قلبه!!
فإذا كان قلبه أثقل من الريشه
فتكون آثام أنى أثقل
ويتم إلتهام قلبه من قبل عمعم المخيفه التى جزء منها على شكل تمساح وجزء نمر وجزء على هيئة فرس النهر !!
وسيختفى أنى من الوجود إلى أبد الأبدين !!
ولكن أنى كان محظوظا
تم الحكم على قلبه نقيا !!
ثم يأخذه رع إلى المعبود أوزوريس وإلى العالم السفلى حيث البعث والحساب
والذى يمنحه الموافقه النهائيه لدخول دار الخلود
فى حقل خصب لا نهاية له ويقابل والديه المتوفين !!
هنا لايوجد حزن أو غضب أو ألم ولكن يوجد عمل يجب القيام به
مثل أى شخص أخر يجب على أنى زرع وحراثة قطعة أرض
بمساعدة تمثال أوشابتى الذى وضع معه فى قبره !!
فقط أنى الذى يعرف ماذا يحدث بعد موته ،،
ولكن بفضل كتاب الموتى تستطيع أن تتخيله سعيدايعتنى بمحاصيله إلى الأبد !!!!

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.