الخميس , مارس 28 2024
صلاح عبد السميع
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق

الدكتور صلاح عبد السميع يكتب الغرور فى الحكم والأمثال .

 

فى عالم تسيطر عليه الأهواء ، والاعجاب بالنفس وخداعها ، فى عالم يغيب عنه الايمان بمعناه الحقيقى ، وتسوده لغة المصالح على حساب القيم ، فى عالم تسيطر فيه المادة على كل شيء ، دون مراعاة للبعد الروحى والوجدانى ، من المؤكد أن النتيجة ستكون اما تبلد أو فتور فى المشاعر ، أو تعالى واحتقار للآخرين ، وفى كلاهما خطر على الفرد والمجتمع .


وكما يقال فى الأمثال ” يعيش المتملق على حساب المغرورين” وهذا هو الواقع الذى يمكن لنا أن نرصده فى مجتمعات خيم عليها الجهل وغياب الوعى ، وسيطرت عليها لغة الأنا بعيدا عن العمل الجماعى ، لهذا نرى التملق شعارا يرفع عندما ينتشر الغرور .
هذا و يطلق الغرور في اللغة على عدة معان أهمها :الخداع سواء أكان للنفس أو للغير ، أو للنفس وللغير معاً ، تقول : غرّه ، يغرّه ، غروراً أي خدعه ، وغرّ نفسه يغرها غروراً تعنى خدعها .
ومنه قوله تعالى ” وما يعدهم الشيطان إلا غروراً “
و الغرور بالضم ما اغتر به من متاع الدنيا، ومنه قوله سبحانه ” يا أيها الناس إن وعد الله حق ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ” .


والغرور اصطلاحاً : هو إعجاب العامل بنفسه إعجاباً يصل إلى حد احتقار أو استصغار كل ما يصدر عن الآخرين بجنب ما يصدر عنه ، ولكن دون النيل من ذواتهم أو الترفع على أشخاصهم .
ولا شك أن هناك فرق بين الثقة بالنفس والغرور ، فإنّ الفرق بينهما أنّ الثقة بالنفس ناتجة عن تقدير الإمكانات المتوفّرة، أمّا الغرور فهو إساءة التقدير لهذه الإمكانات المتوفّرة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه قد تتحوّل الثقة بالنفس إلى غرور عندما يرى صاحبها أنّه قادر على عمل كل شيء.


وكما يقال فى الأمثال ” • المغرور كالطائر كلما ارتفع صغر في أعين الناس” وتلك هى الحقيقة التى نراها فى المجتمعات التى تحترم نفسها ، فكلما ظهر فيها من يغتر بنفسه ويتباهى بماله أو منصبه أو علمه أو مظهره ، فإن ردة الفعل من المجموع العام للمجتمع تكون احتقارا وتجاهلاً لهذا المغتر ، بينما فى مجتمعات سيطر عليها الجهل وغياب الوعى ، وغاب فيها التقدير والاحترام المبنى على الثقة ، وسيطرت فيها المادة على كل ماهو قيمى واخلاقى ، فمن المؤكد أن الغرور سيكون شعارا يرفع فى تلك المجتمعات .


اننا فى حاجة الى أن نعلى من شأن الثقة بالنفس ، والتى شعارها التواضع بعيدا عن التعالى ، وجوهرها الايمان بالله تعالى ، ولكى يتم ذلك لا بد من وجود القدوة الذى يمثل نموذجا فى التواضع ، فيقلده الصغار والكبار ، ويصبح نموذجا يحتذى به فى كل مكان .
وكما يقال فى الأمثال ” • إذا زاد الغرور نقص السرور ” وتلك حقيقة تنعكس على صاحبها سلبا ، حيث يغيب السواء النفسي عن حياة من تملكه الغرور ، ويصبح المغرور كمثل الديك الذي يعتقد أن الشمس لا تشرق إلا لكي تستمع إليه.
• ومن الحكم والأمثال التى تناولت الغرور :
• من غره السراب تقطعت به الأسباب .
• غرور المرأة كوب بدون قاع لا يملأ .
• الشقي من انخدع لهواه وغروره .
• الحمق والغرور رفيقان .
• من اغتر بكلام عدوه وانخدع له وضيع الحزم فهو أعدى لنفسه من عدوه .
• الغرور مفتاح البؤس .
• الغرور يتمدد في عقل الأحمق.
• الغرور هو كبرياء الآخرين.
• فياليتنا نتعلم معنى التواضع ، ونتعلم كيف نمارسه فى حياتنا ، بعيداً عن الكبر والغرور وليعلم كل من تملكة الغرور أن ” قليل من الغرور قد يفسد كثيراً من الاستحقاق” .
• والى اللقاء مع حكم وأمثال جديدة .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.