في عام 2007 قرّر البحث عن فرصة للعيش بشكل أفضل، حينها كانت الفرصة الوحيدة هي الهجرة خارج البلاد، فحمل حقائبه واستقل أوّل سفينة متجهة إلى المملكة العربية السعودية، ومنذ أول يوم وطأت قدماه أرض المملكة بدأ في عمله كمهندس حتى استطاع أن يثبت بعد مشقة وتعب وغربة نفسه في مكان عمله، وبعد مايقرب من 11 عامًا، استطاع خلالها إنشاء شركة مقاولات ضخمة من جهوده الذاتية، استيقظ على كابوس كان النهاية بالنسبه له، هذا الكابوس الذي أوشك على القضاء عليه، الزج بالسجن والتهمة ترويج مخدرات والحكم الإعدام.
في هذا التقرير نعرض قصة مهندس مصري اتهم ظلمًا في قضية ترويج مخدرات بالسعودية وحكم عليه بالإعدام:
«علي أبو القاسم» أربعيني العمر مهندس مصري مقيم في المملكة العربية السعودية، وبالتحديد في مدينة تابوك، متزوج وأب لثلاث أبناء، لم يدري أبو القاسم أنّ نهاية حياته ستكون بهذه القسوة لكنّ القدر شاء أن يضعه في اختبار صعب، هذا الاختبار الذي اء نتيجة للثقة، فالحكاية بدأت في مطلع هذا العام، حينما استقبل أبو القاسم اتصال هاتفي من شقيقه يخبره فيه أن يذهب لاستلام أحد الطرود الذي أرسله صديق له بإسمه، فكان عبارة عن آلة جديدة ضخمة خاصة برصف الطرق، قام بتصديرها باسم المهندس المصري في السعودية.
تلك الآلة لم تكن مجرد آلة لرصف الطرق لكن كانت تحتوي على سمومًا من شأنها اتلاف المخ ، بالإضافة إلى تدمير خلايا الكبد والكلى، حيث كان بالطرد حوالي 6 ملايين من أقراص الكابتجون في تجاويف سرية بالآلة الجديدة.
وعلى حسب حديث السيدة ابتسام زوجة المهندس المصري، والتي أكّدت عل أنّ زوجها يشهد له الجميع بحسن الخلق، أخبره شقيقه أن يذهب لاستلام أحد الطرود، وبعد استلامه تم طلبه للتحقيق معه، ولأنّه لم يكن يعلم شيئًا عن هذا التحقيق ذهب وتم إطلاق سراحه ، ليفاجأ بعدها مباشرة بالحكم عليه بالإعدام في قضية لا يعلم حتى تفاصيلها، وهو الآن بداخل سجن تبوك ينتظر الحكم عليه، وبرغم توصل الشرطة المصرية للجاني الحقيقي والمدعو «قدري» وهو صاحب الطرد الحقيقي، إلّا أنّ السلطات السعودية لم تلتفت إلى الآن لتلك التحقيقات.
الكشف عن الجاني الحقيقي
فمنذ أسابيع وردت معلومات لرجال مكافحة المخدرات، بوجود مصنع يقوم بتركيب الأدوات المخدرة، لكنّه يقوم بتركين نوع مختلف من المخدرات، يختلف عن الأنواع المعهودة فهو أشد خطورة من الأنواع المعتادة، فكانت تلك الخلطة تحتوي على كميات ضخمة من الحشيش والأفيون والباراسيتامول والكافيين وأكدت نتائج التقارير أن خلط هذه الأنواع من هذه المواد تضيف خطراً آخر بخلاف اتلاف المخ، فإنها تسبب تدميراً لخلايا الكبد والكلي بصورة عاجلة.
وبعد إجراء تحقيقات مكثفة تم التوصل إلى المدعو «قدري» وضبطه هو ومصنعه الذي كان يعمل على تصنيع المواد المخدرة، وكان الحفاظ على حياة هذا الشخص هو الحلي الأمثل لإثبات برائة المهندس المصري، ولم ينتهي الأمر على هذا بل بعد التحقيقات التي أجرتها السلطات المصرية اعترف المتهم بأنّه السبب وراء إرسال الطرد للمهندس على أبو القاسم، الذ كان يحتوي على مخدرات بالسعودية، وعملت السلطات المصرية على مخاطبة الجهات السعودية،لايقاف تنفيذ حكم الإعدام والذي أكد وزير الداخلية بأنّ إنقاذ حياة برئ لايقل عن ضبط هذا المصنع المدمر.
وما زالت زوجة المهندس المصري وأبنائه الصغار، ينتظرن الفرج، لكن حتى تلك اللحظة ما زلت السلطات السعودية تؤيد إعدام المهندس المصري البرئ، ولن تصمت السلطات المصرية على هذا الوضع كثيرًا حتى يتم الإفراج على مظلوم والزج بالجاني لنيل الإعدام مكانه.