الخميس , أبريل 25 2024

فيكتور عبد الشهيد الراهب الصامت في محراب القضية القبطية

أكثر أثنين تأثرت بهم  خلال عملي في النشاط الحقوقي والدفاع عن حقوق المظلومين، هما حنا زكي حنا وفيكتور عبد الشهيد، كتبت مقالا عن الأستاذ حنا زكي حنا وها هو الدور علي المهندس فيكتور عبد الشهيد أطال الله في عمرهما.

فيكتور عبد الشهيد أسم قد لا يعرفه الكثيرون وهو أسم غير معروف خارج  كندا غير للنشطاء والسياسيين فقط، ليس لديه حساب علي الفيس بوك ولم يكتب يوما مقالا، ولكن تتعجب عندما تعرف أن هذا الراهب الصامت في محراب القضية القبطية هو الدينامو للحركة القبطية في كندا، وهو وراء كل نشاط وهو العام والدافع الأساسي لنجاح أي عمل، هو من يبدء العمل في مشروع ما وهو من يظل يتابع حتي يتم الإنتهاء نهائيا. فيكتور أسم معروف لدي بوليس تورنتو جيدا فهو الجرئ الذي يضع أسمه في كل مرة عند تنظيم مظاهرة ليتحمل المسؤلية لو حدث تجاوز لا قدر الله.

هو من يجمع نشطاء الأقباط في تورنتو والكل يحترم كلامه عندما نجلس ينتظر الجميع أن يتكلم فيكتور أولا حبا واحتراما وتقديرا وثقة فيه، هو غير متكلم وقليل الكلام جدا، ولكن كلماته القليلة في غاية التأثير والأهمية، هادي جدا ومؤدب جدا لم أسمعه يوما يقول كلمه سيئة علي شخص وآقسي تعليق له علي شخص آختلف معناسيبك منه مالنا وماله، لكنه قوي وصلب في الحق صلابة جبال قنا التي تعود جذوره لها. يعمل بدون ضجة يغضب جدا لو كتبت أسمه في مقال ويسعد جدا ويفرح لو ذكر أسم الهيئة القبطية الكندية التي يعشقها وكرس حياتها كلها لخدمة الأقباط من خلالها ويعشق سليم نجيب ويعتبره أستاذه وأبوه الروحي.

تعرفت علي فيكتور عبد الشهيز سنة ٢٠٠٦ عندما كنت أعمل في (قضية الطبيب ممدوح فل فهمي الذي كان محتجزا في السعودية ظلما)، ولما طلبت مساعدة د. سليم نجيب، قال لي سوف أعطيك رقم تليفون أتنين من أولادي الأول هو هاني رزق الله والثاني كان فيكتور عبد الشهيد اللذان عملا معي حتي أنتهت القضية، لو قمت بسؤال الطبيب صاحب القضية فربما لا يعرف أسمفيكتور عبد الشهيد“!!!.

المهندس فيكتور عبد الشهيد مثالا للسخاء والكرم والعطاء، يساهم في تكاليف كل عمل قبطي ويدفع من جيبه الخاص، بالرغم أنه ليس من أصحاب الدخول المرتفعة بعد أن أجبرته حالته الصحية علي ترك العمل بالهندسة، ولكنه كريم في العطاء ولو من احتياجاته الشخصية، هو واحد من مؤسسي منظمة التضامن القبطي وأتذكر أنه أخر مرة حضر فيها قبل أن تمنعه ظروفه الصحية من المرض كانت سنة ٢٠١٣، وكانت رحلة شاقة حيث تم حجز الطيران من مطار بيلي بيشوب في وسط مدينة تورنتو، وعند العودة كنا منهكين ومشينا كثير وكنت كلما أشعر بالتعب والإرهاق أنظر لعمي فيكتور لأقول في نفسي كم أنت عظيم يا عم فيكتور.

  رشحه هدوءه ليكون المنسق بين الحركة القبطية والكهنة تلك المهمة الثقيلة التي أثرت في شخصيته كثيرا، ولكنها لم تغير علاقته أبدا بالكنيسة ودائما يقول الكاهن بشر والكنيسة ليس الكاهن، ورغم هدوءه فهناك مثالا علي صلابته وهو في أغسطس ١٩٨٩ كان البابا في زيارة لكندا وحاول فيكتور مقابلته في تورنتو وفشل فسافر خلفه لأتاوا وفشل وأخيرا تبعه في مونتريال وفي كل مرة يسأل عن دقائق ليقابل البابا فيها يكون الرد أن البابا جدوله مشغول. في النهاية وفي مونتريال استطاعت زوجته أن تصل للبابا وتقول له الهيئة القبطية الكندية تريد الجلوس معك يا سيدنا فكان رد سيدنا أين هم أنني أريدهم، وأخيرا بدء اجتماع البابا شنودة في العاشرة لينتهي الواحدة صباحا وكلما ذكروا البابا بموعد نموه وراحته كان يقول لهم، راحتي أن أجلس معهم.

ذهب للقاهرة وقت مظاهرات ماسبيرو ووقف في المظاهرات التي أقيمت بعد هدم كنيسة أطفيح. لم يتعرف أحد من الشباب ولا المنظمين عليه فهو فعلاجندي مجهول، ولكن عندما عاد كان منبهراً بالشباب وجرأتهم وقال لي أن دورنا سيكون المساند فقط لهؤلاء ونعطيهم مجالا ليتحركوا وعندما تم الإعتداء عليهم، كان فيكتور أحد المنظمين لأكبر مسيرة في تاريخ كندا احتاجا علي الغدر بالشباب، شارك في الإعداد والتحضير لأول مؤتمر مصري بالبرلمان الكندي نوفمبر ٢٠١٣.

فيكتور هو المنسق لكل عمل قبطي في كندا، وهو المحرك للحركة القبطية الكندية، وحتي مرضه لم يمنعه من أن يكون هو المنسق للمؤتمر الذي عقد يوم ٢٥ يونية لوقف ظاهرة خطف البنات وتصعيد الأمر للبرلمان الكندي.

صعب أن تكتب مقالا عن فيكتور فربما كتاب لن يوفيه حقه فهو نموزج للإنسان الكريم المحترم، نموزج للمناضل الذي يناضل بدون ضجيج، نموزج للقبطي المحترم، نموزج تعلمت منه الكثير وأتمني يوما أن أقدم لجاليتي ولبلدي جزء مما قدمه هذا العظيم لكنيسته  وجاليته وبلدة.

مدحت عويضة

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

2 تعليقان

  1. NADIA SELIM NAGUIB………. .WONDERFUL……….MEDHAT……………….SALM EDAK ..GOD BLESS YOU

  2. المهندس فيكتور عبد الشهيد ايقونة ساطعة من ايقونات الهيئة القبطية الكندية ….. ادام الرب حياته وانعم عليه بالصحة ….. مقال رائع عن شخص رائع …. شكرا لقلمكم الحبيب مدحت عويضة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.