الجمعة , مارس 29 2024
الهوية

إنتزاع الإنتماء وفقدان الهوية !!؟؟

بقلم / ياسر_العطيفي
إن الحب والإنتماء لهذا الوطن لايمكن أن يزرع فقط بالأغانى والأناشيد ولكن بحقيقة تستيقنها القلوب وبواقع ملموس تنير خطواته الدروب ،وحين يشعر كل فرد على أرض هذا الوطن أنه محكوم بقانون ومحددات معايير واضحه لكل شىء لا تستثنى أحدا ،ولا تميز أحداً إلا بمعيار واحد وهو الكفائة ،فلا فرق بين حاكم ولا محكوم ولا وزير وغفير ،ولا غني ولا فقير فى الفرص المتاحة على أرض هذا الوطن وأمام القانون فالكل سواء
والكل مصري ،وما يدفعنى القول لذلك هى تلك الرساله التى تلقيتها من صديق أبي العزيز والتى سطرها بمداد الأسى والحزن إلي من خارج الوطن يشكوا لى حب وطن يقسوا على قلبة متمثلآ فى إبنته والتى رفضت السفر معه إلى إنجلترا لا لشىء سوى أنها تعشق مصر ولا تحب العيش متنفسه لهوى غير هواها ، ولن أجد مفردات أجمل وأعمق من كلمات أب حزين لأجل كسر خاطر إبنته وسأنقلها لكم كما أرسلها إلي…..
(إبنتى طالبه فى كليه التجاره السنه الثالثه ،قسم إنجليزى ،وبتطلع بتقدير كل سنه.
فى ابريل الماضي اعطيت اوراقها لمدير أحد البنوك الكبرى بالأقصر
ليحصل على الموافقه على تدريبها فى البنك خلال اجازه الصيف ،
وهو صديق عزيز ، وتفضل الرجل مشكوراً و أرسل الاوراق الى الاداره فى القاهره للموافقه على تدريبها خلال اجازه الصيف .
يوم ٢٥ يوليو الماضي تم الإتصال بإبنتي من قبل إحدى موظفات البنك لتبلغها بانها قد تم قبولها للتدريب فى الفرع ،و بعد يومين عليها أن تنتظر مكالمه أخرى من البنك لتتلقى التعليمات البنكية وميعاد تدريبها بالبنك ،بالطبع إبنتى طارت من الفرحه ،واتصلت بى كي أرسل لها نقوداً كي تشترى ملابس جديده تليق بالعمل فى البنك ،انت تعلم ان اى بنت هى نور عيون ابوها ،يسعد لسعادتها ويحزن لحزنها ،وارسلت لها ما طلبته فى الحال وكلى فرح ،وارسلت رساله شكر الى مدير البنك الذي بدورة رد على وقال انها بنته وهو عمل اللازم ، ولكن…..!!!؟؟
بعد مرور اسبوع كامل لم يتصل البنك بإبنتي مره اخرى كما أخطورها من قبل ،
اتصلت مره أخرى بمدير البنك للاطمئنان والاستفسار عما يحدث!؟ فوجدته حزين لان البنك ارسل له اسماء المتدربين وليس بينهم إسم إبنتي !!؟؟
كيف يحدث هذا ؟؟ ولماذا تم الإتصال بإبنتي منذ البداية وأوقدوا فيها شموع الأمل !! اين مصداقيه البنك ؟؟اين الشفافيه فى التعامل مع الاخرين ؟؟هل هذا يعقل من بنك كبير بحجم هذا البنك وتاريخه فى الاقصر ؟؟ بالطبع مدير البنك الكبير بالأقصر لا حول له ولا قوه لانه ينفذ ما يطلب منه …
ارسلت شكوى للبنك يوم الاحد الماضى الى قسم خدمه العملاء ،ووصلنى الرد بانهم سيرسلون الشكوى الى القسم المعنى بالشكاوى ،وسيقوم القسم بالرد على خلال ثلاث ايام، المغروض اليوم هو اخر معاد للرد ….
انت لا تعلم مدى شعورى وحزنى على هذا الاسلوب الرخيص فى التعامل مع بنت فى بدايه عمرها ،رفضت ان تعيش معى فى انجلترا لحبها لبلدها وتفاؤلها بأن مصر ستصبح دوله تحترم ابنائها !!)إلى هنا تنتهى رساله صديق أبي ،ولكن تلك الرساله متكرره من ألاف الأباء لألاف الأبناء الذين يتم إغتيال روح الإنتماء بداخلهم بالتغاضى عن كفائاتهم وتميزهم وتفوقهم والزج بهم بعيداً بعمليات إرهابية بأسلحة متنوعة الرخص و بمفخخات الكوسة والواسطه والمحسوبية وإبن الباشا وإبن البيه !! وتلك لا تقل إرهاباً وأصولية عما يقوم بيه الإرهابيون ،يقول روجية جارودى (إن المصدر الأساسي لكل أصولية اليوم هو قمع واضطهاد الهوية) والفرق يا سادة أن الإرهابي يقتلع الروح والجسد ،ولكن إغتيال روح الإنتماء أشد إيلاماً لأنها تقتلع الأمل والطموح والحلم في المستقبل والإيمان بهذا الوطن وهم زاد الروح وتترك الجسد حيران أسفاً ،يكفر بالوطن وبمن فيه ،يقول جون براون لا يستطيع أن يكون وطنياً من كان ذا معدة خاوية.،فما بالنا بمن كان ذا حلم وأمل خاويين أيضاً !!??

 

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.