السبت , أبريل 20 2024

ماجد سوس يكتب : الأقباط وعين الاعتبار

رغم أنني أميل للتفاؤل دوماً إلا أنني لن أترك مشاعري تقودني هذه المرة. فإن لم يكن هناك حلولا جذرية لا لمشكلة المنيا فحسب بل لمشكلة الأقباط في كل بقاع الوطن بشان بناء الكنائس وحرية العبادة في مصر وإلغاء ما يسمى بازدراء الأديان والذي يطبق على الأقباط والكتاب المستنيرين فقط وقد أضيف قانوناً تمييزي آخر سيطبق أيضاً على أناس بعينهم هو قانون الرموز الدينية وغيرها فلن أصدق ما تقوله الحكومة أو حتى رأس الدولة لتبييض وجه النظام أمام العالم.

منذ ساعات قليلة سمعت كلمات ألقاها الأسقف العام للمنيا جزيل الاحترام الأنبا مكاريوس على أقباط المنيا قال فيها أن القيادة الإدارية والأمنية الجديدة في المنيا وعدته بحل جذري لهذه المشاكل ولكني لن أصدق هذه المرة أية وعود قبل أن تتحول إلى قرارات ويتم بالفعل تنفيذها

بكل أسف بعد أن تسربت إشاعات أن الأستاذ الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة سيتم اختياره محافظاً للمنيا أو لكفر الشيخ تهلل الكثيرون وانا منهم لمعرفتنا اليقينية أنه سيقدم حلولا حقيقية لمشاكل المجتمع في مصر وخاصة في الملف القبطي وهو الرجل الذي تحدى كل رؤساء الجامعات في مصر وكل المتطرفين حين أصر على إلغاء خانة الديانة من جميع أوراق جامعة القاهرة كما أصر على تعيين معيدين مسيحيين طالما يستحقونها لكن الريح لا تأتي بما تشتهي السفن.

تم اختيار اللواء قاسم محمد حسين بدلا من اللواء عصام الدين البديوي الذي جاء بعد اللواء طارق نصر خلفا للواء اللواء قاسم محمد حسين، لواء وراء لواء دون حل جذري لمشاكل الإرهاب ومشاكل الأقباط والسبب هو أن جميع المحافظين يأتون من خلفية العمل بجهاز أمن الدولة أو ما يسمى حالياً الأمن الوطني.

ومشكلة هذا الجهاز أنه كما يحمي المجتمع من الإرهاب أو التطرف هو يحمي المجتمع من تغلغل الأقباط في المجتمع فهو يقع عائق أمام تقلدهم المناصب العامة وخاصة القضاء والشرطة والجامعات فيتحكم في درجات كليات الحقوق والشرطة فتكون التعيينات في أضيق الحدود كما يحمي المجتمع من انتشار الكنائس وبالطبع التبشير وانتشار المسيحية في مصر وسواء هناك ضغوط من السعودية والأزهر والسلفيين الذين يعمل بعضهم لصالح الجهاز إلا أنها حقيقة يعرفها الجميع ولم تأتِ قيادة سياسية واحدة منذ عهد السادات مؤسس الجهاز وأبو الإرهاب في العالم تملك القدرة والرغبة في إلغاءه أو تغيير منهجه وأهدافه ولا حل في نظري إن كانت الدولة جادة في الحل الجذري وإن لم ترد إلغاءه فعليها تعيين أقباط في هذا الجهاز وتحييده.

لذا أنا غير متفاءل بالمرة من قيادة المحافظة الجديدة فالذي يعمل فالذي يأتي من هذا الجهاز الأمني يجيد حلو الكلام ومعسوله والتلاعب بالوعود دون تنفيذها ومعروف في الوسط الأمني والقانون حين تذهب لتتحدث مع أحد الضباط في هذا الجهاز فإن قدم لك الليمون معناها أن تأخذ ضيافتك وتنصرف ولن يحل موضعك.

هنا أتذكر إحدى المؤتمرات التي حضرتها وحاضرت فيها حينما افتتح رئيس المؤتمر اللقاء وأراد أن يعلمنا شيئاً فقال سأضع كل اقتراحاتكم في عين الاعتبار وهنا بدأ الجميع يقدم اقتراحات متنوعة سواء عما سيقدم في اللقاء من موضوعات أو إجراءات او مواعيد واو خلافه وبعد أن انتهى الجميع من ارسال الورق الخاص بالاقتراحات رسم صندوق على السبورة وريم سهم يشير إليه وكتب هذا هو عين الاعتبار وبدأ الناس يفكرون ما هذا ولكن وقف أحدهم وقال ربما هذا صندوق قمامة فضحك الرجل وقال هذه هي الديمقراطية المزيفة يجعل تقول كل ما تريده ولكنه يلقي بما تريده في هذا الصندوق الذي تسمونه صندوق القمامة ومن يومها وأنا أضحك كلما سمعت أحد المسئولين يقول سأضع رأيك أو اقتراحك في عين الاعتبار.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.