الجمعة , مارس 29 2024

محفوظ مكسيموس يكتب :  لماذا جفت منابع الإبداع في مصر الفرعونية ) 

في الحقيقة أحب أن أعتذر عن العنوان المغلوط للمقال ولكنه مقصود. متي توقف سيل العبقرية و إنقرضت جينات الفراعنة ؟! و لماذا تحولنا إلي مجرد بكاة أطلال و القرعة التي تفتخر بشعر بنت خالتها ؟! فقط نختال فخرا بأننا أحفاد الفراعنة وإلا هنا ينتهي دورنا ؟!! 
كيف تحولت مصر من بلاد الحضارة ، الطب ، الهندسة ، الفلك و الزراعة إلي بلد نامية تتذيل الأمم و يقتات معظم شعبها بالكفاف !!!! 
كيف إندثر الجين الفرعوني الأصيل والذي كان يصمم حضارات تعلم منها العالم بأسره ؟!!
دعونا نتحلي بقليل من العقلانية لأن البعض يري أن الأديان التي حلت بمصر الفرعونية هي السبب الرئيسي في حدوث هذة الطفرة الشاملة الكاملة ولكن إحقاقا للحق هذا كلام مرسل لا أساس له من الصحة و الدليل أن الشعب المصري القديم كان متدينا للغاية بل ولا يستطيع أن يعيش بدون آلهة وهذا مبرهن جدا في معابدهم و مقابرهم .
فلما إنقرض الذكاء الفرعوني إذن و أين ذهبت العقول الذهبية التي بنت حضارات ؟!
و الإجابة تتمثل في كلمة واحدة هي ( الإحتلال ) .
كانت نهاية المملكة المصرية عندما إحتلها ( الفرس ) قبل نحو ٢٥٠٠ عام و منذ ذلك الزمان خضعت مصر لحكم إمبراطوريات و شعوب أجنبية ( يونانيون ، رومان، عرب ، عثمانيون ، فرنسيون ، بريطانيون ) و استقلت مصر عن بريطانيا ١٩٢٩ و في ٢٠٠٩ صنفت مصر كدولة نامية و احتلت المرتبة ١٢٣ من أصل ١٧٧ بين الدول .
و للتوضيح كيف أثر الإحتلال علي تحويل أعظم مملكة عرفها التاريخ إلي دولة نامية ، فالإحتلال يبدأ بالهيمنة الكاملة علي التعليم & الإقتصاد و محاولة إزالة الهوية الفرعونية و فرض ثقافة دخيلة ولك أن تتخيل حجم الصراعات علي هدم الهوية و سلب كنوز مصر من فرس ، يونانيون ، رومان ، عرب ، أتراك ، فرنسيون، وأخيرا إنجليز !!!
عندما نفكر فقط لدقائق معدودة لعرفنا و تأكدنا كم كانت مصر غنية و ما زاد مصر أوجاعا بل و قضي علي ما تبقي لها من أمل يتمثل في الحكم العسكري منذ ١٩٥٢ أي فقط بعد إستقلال مصر عن بريطانيا ب ٣٣ سنة و كان الحكم العسكري أسوأ بكثير من الإحتلال بشتي أنواعه ففقط في ٦٢ سنة منذ بداية حكم العسكر لمصر أفقدوها أضعاف ما خسرته مصر علي يد المحتلين منذ الفرس وحتي الإحتلال الإنجليزي. فلم ينجح الإحتلال بكل جبروته في تغيير ثقافة الشعب المصري ولكن للأسف الشديد تفوق العسكر في تغيير شامل لثقافة الشعب و دخول ( زي بدوي ) و أستطاعوا أيضا أن يجعلوا الدين متصدر أولويات الشعب بعد فشلهم الزريع في شتي المجالات الاقتصادية و العلمية و الصحية، …..إلخ .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.