الجمعة , مارس 29 2024
الكنيسة القبطية
البابا شنودة الثالث

البابا شنودة الثالث واعظ لكل العصور .

بقلم : أسامة عيد

قبل أن تقرأ لست شنودياً ولامتاويلً ولاتواضروسياً  أنا مصري قبطي وحر وفي رثاء لا مقارنة

لن أنسى آخر قداس عيد ميلاد لواعظ القرن كان رغم مرضه الشديد أكثر صلابة ووقف احد الأساقفة ممن حلموا بالجلوس مكانه يقدم نفسه على أنه البطريرك القادم يوصي الكاميرات بتتبع خطواته

وقال بالنص البابا آخره الساعة تسعة ويرتاح ونكمل احنا الصلاة وأكمل البابا شنودة ساعتين كاملتين

بقوة وهدوء رغم أن آلام الكلى كانت متمكنة من جسده الذي كان يقاوم بشدة ليس تشبثا بالحياة ولكن إصرار على الصلاة وصوته رغم أنه كان مجهد متعب ولكن حضور طاغي ورسالة ومرت السنوات نفتقد كاريزما وحضور لا يوصف وموهبة وهيبة

لا تعوض كان للقداس السنوي طعم ولذة ورغم مرضه بل لو صح القول امراضه الجسدية التي حاربته في العظام والظهر والكلى وآثار العلاج على جلده التي كان قد تشبع من الأدوية مع ذلك لم يفقد بصيرته ولم يرتدي حتى نظارة قراءة وكان متقد الذهن وهو يحتضن عامه التسعين لقد كان أبانا أكبر من شهادة ميلاده بعامين  سقطوا في التسجيل وعاش يتيما وراهبا ورحل اب لملايين من محبيه

ولعل سلبيات عصره لم تظهر الا في العشر سنوات الاخيرة فقد تحمل في الخفاء صراعات لا توصف ومع ذلك حبريته من أعظم عصور الكنيسة في مصر والمهجر وعاش حكيما وإن كان في مواقف عنيدا

لكن لم يكن قاسيا بالمعنى الدارج بل كان لديه دائما رؤية تسبق عصره وزمانه وهو برئ من كل من يستغلون اسمه الآن او يروجون أنهم تلاميذه فقد كان معلما للجميع ومحبته للكل وقضى سنوات شهد فيها تحولات وتقلبات واعتداءات ولكنه ابدا لم يفرط ولم يهادن ووطنيته لم تكن كلاما بل فعل

فقد كان حقا وطنيا حتى النخاع يحب مصر بكل جوارحه وبدون مزايدات أو تملق ولم ينحني ولم ينجرف أو ينحرف عاشق للفن القبطي والتاريخ

 محافظا على الهوية حارسا لها كان ومازال واعظ لكل العصور

 

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.