الجمعة , مارس 29 2024
: اللواء دكتور / خالد متولى

25 يناير قصة كفاح .

 

بقلم : اللواء دكتور / خالد متولى

مساعد وزير الداخلية لقطاع سيناء الأسبق

فى يوم الجمعة الموافق 20 يناير 1952 قامت القوات البريطانية الموجودة بمنطقة قناة السويس بارتكاب أكبر مجزرة وحشية لا مثيل لها فقد تحركت قوات بريطانية قدرت بأكثر من سبعة الآف ضابط وجندى من معسكراتهم بمنطقة القناة الى مبنى محافظة الاسماعلية وثكنة بلوكات النظام والتى كان يتواجد بها ضباط وأفراد الشرطة المصرية وقامت بمحاصرتهم .

وقدم الجنرال أكسهام قائد القوات البريطانية فى ذلك الوقت بمنطقة الاسماعلية إنذار الى ضابط الاتصال المصرى بأن تسلم جميع قوات الشرطة وبلوكات النظام فى الاسماعلية أسلحتها وان ترحل عن منطقة القنال وذلك لاعتقاد الانجليز أن قوات الشرطة المصرية توفر الحماية والايواء لعناصر الفدائيين الذين يقومون بعمليات مقاومة ضد الاحتلال الانجليزى وتم الاتصال بالسيد وزير الداخلية فى ذلك الوقت وهو السيد فؤاد سراج الدين الذى أمرهم برفض الانذار البريطانى والمقاومة حتى أخر طلقة وأخر راجل .

وفى تمام الساعة السابعة صباحا بدأت المجزرة الوحشية بقيام القوات الانجليزية باطلاق نيران مدافعها ودباباتها على مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة و لا رحمة وكانت قوات الشرطة قى ذلك الوقت تتسلح بالبنادق العادية دون غيرها وبعد أن تم دك المبنى على القوات الموجودة بداخلة أمر الجنرال أكسهام بايقاف الضرب لمدة قصيرة وأعلن لرجال الشرطة الموجودين بالمبنى أما التسليم و الخروج رافعى الأيدى بدون سلاح والا سيستأنف الضرب بأقصى شدة وجاء الرد من ضابط شاب صغير الرتبة وهو النقيب مصطفى رفعت لن نستسلم الا جثث هامدة وتملك الجنرال أكسهام الدهشة وأمر بإستئناف الضرب فقد كان القتال بين أحداث الاسلحة البريطانية فى ذلك الوقت من مدافع ودبابات وبين قوات لا تملك الا بنادق عتيقة الطراز وأستمر القتال حتى نفذت أخر طلقة لدى قوات الشرطة المصرية وأسفرت المجزرة عن استشهاد 50 شهيد وأصابة 80 أخرين وتم أسر باقى الجنود والضباط ولم يستطع الجنرال أكسهام أن يخفى أعجابة بشجاعة الجنود المصريين وقامت القوات الانجليزية باداء التحية العسكرية للجنود والضباط المستسلمين .

لقد قاتل رجال الشرطة ببسالة وشرف وروت دمائهم الطاهر أرض مصرنا الحبيبة وتخليدا لهذة الذكرى التى حزن عليها الجميع تم أختيار 25 يناير من كل عام عيد للشرطة المصرية احياء لذكرى الدماء التى سالت على أرض مصر ومن أجل مصر وللرجال الذين رفضوا تسليم سلاحهم الوطنى لقد ضحى الابطال بأروحهم فى سبيل الوطن أمام قوات تفوقهم قوة وعتادا وعددا وكان كفاحهم فخر لنا جميعا وضربوا بذالك أروع الامثال فى الوعى الوطنى ووضع حقوق الوطن فوق كل اعتبار لان مصر الكنانة هى الغاية والامل وهى مهد الحضارة الذى خصها الله سبحانة وتعالى بالذكر فى كتابة العزيز .

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.