الجمعة , مارس 29 2024

إيليا عدلى يكتب : السيستم واقع من زمان!

..وما المطلوب.. بلاش تطوير التعليم؟!!

مطلوب إننا نثبت على كل ماهو قديم ومعطوب وعفا عليه الزمن؟! مطلوب إننا نراقب العالم يقفز للأمام في مجال التعليم وننزوي نحن متمسكين بنظام انتهى من العالم منذ عقود، وانتهى من الدول العربية منذ سنوات.. مطلوب من الكل يكونوا حراس للتخلف والتراجع؟!! هل مطلوب من أي وزير تعليم أن يكون حارسا لنظام الثانوية العام القديم بكل سلبياته التي يتحملها ولي الأمر وأبنائنا من الطلاب وزملائنا المعلمين وميزانية الدولة، واضعين جميعنا رؤوسنا في الرمال.. نعم أنا كولي أمر أضع رأسي في الرمال وأقول: “مجانية التعليم..” وأنا أدفع من أعوازي للدروس الخصوصية، وأنا كمعلم أضع رأسي بالرمال وأقول: ” النظام اللي نعرفه أفضل من اللي منعرفوش”، وأوفر على نفسي عناء البحث والتدريب وتطوير قدرتي المهنية.. وابني كطالب يضع رأسه بالرمال ويرضى بوزير حارس لثانويته العامه.. وزير حريص على سهولة الامتحانات؛ وحينما يحصل الطالب على مجموع 98% لا يجد له مكانا بما يسمى كليات القمة.. أنرضى بحكومة تستمر بوضع رأسها في الرمال؛ تغير وزير التعليم كل عام عقب الثانوية العامة لتهديء الرأي العام الذي يصرخ من منظومة مهترأة، وحينما تفكر الحكومة بالتطوير وتضع وزيرا لينفذ؛ فيقابل بالإهانة والتجريح والتعطيل بسوء نية من أصحاب المصالح السياسية والنفعية، وبحسن نية من المرتعشين من أي تغيير.. المرتعشين من فقدان الثقة بأي شيء، المرتعشين خوفا على مستقبل أبنائهم، المرتعشين جهلا، والمرتعشين انقيادا؟!!

ومن ناحية أخرى لا نعفي الحكومة من مسؤلية ترك الوزير المخلص يجاهد بمفرده، فقد طالب كثيرا باصلاح حال المعلم المادي أولا، ولكن هناك دائما ما هو أهم من المعلم في ميزانية الدولة.. أين مساندة هذا الرجل الذي بات قريبا من إنجاز تاريخي بتطوير التعليم المصري، فالمعلم هو الأساس لانجاح أي فكرة جديدة؛ والاكتفاء بتدريبه فقط دون حماية كرامة بيته وأطفاله من ذل الفقر هو محض محاولات لا تأتي بالثمار المرجوة منها.. لاشك أن القيادة السياسية هي التي جاءت بالرجل وساندته وتسانده، ولكن لن ينصح القيادة السياسية بما هو مطلوب فعلا في مصلحة المنظومة أصحاب البذات الفخمة، ورباطات العنق الماركات التي، يرتديها شخص يتقاضى مرتب يساوي مرتب مائة معلم.. لن يعطيكم النصيحة بإخلاص إلا من يكافح داخل الفصول.. وأطالب الجميع مساندة الوزير وانتقاده بموضوعية لصالح تطوير تعليمنا، والصبر على وقوع السيستم في الإمتحانات؛ لإنه مش جديد.. واقع من زمان!

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.