الثلاثاء , أكتوبر 8 2024
الكنيسة القبطية
المتنيح القمص مرقس عزيز

مدحت عويضة يكتب : هموم الأقباط في ذكري الأربعين للقمص مرقس عزيز

تمر الأيام بسرعة وتأتي ذكري الأربعين لأسد الكنيسة القبطية ومنقذ ومجدد الروح في شبابها ومعلم وملهم أولادها، مرقس عزيز الأسد الذي دافع عن شعبة بكل ما يملك من قوة وصلابة وحكمة، أستخدم الوزنات التي أعطيت له في فصاحة اللسان والباقة والقدرة علي إختيار أفضل الألفاظ

وتاجر بها تجارة عظيمة، كانت تجارته سبب في عدم إنغماس الشباب المتحمس للإلحاد، فخنوع البعض كان يسبب لهم عثرة كبيرة ولكن توهج حماس معلمهم مرقس عزيز كان يردهم لحضن الكنيسة وبسرعة. ليصرخ الروح الساكن فينا لا تلتفت للخانع أنظر هناك أسدا هناك مرقس عزيز.

في ذكري الأربعين تذكرت يوم أن نشبت معركة بيني وبين أحد المواقع بسبب مقال كنت أتجادل به علي اليوم السابع مع سعيد شعيب بسبب سجن القس متاؤوس وبالرغم أنني كنت أدافع عن القس بكل قوة وأدب وأحترام وكان والحق يقال سعيد شعيب علي نفس المستوي من الأحترام

فهو كان يري أن القس قد خالف القانون وأنا كنت أري أن الكاهن لم يخالف القانون وهو ليس جهة مختصة لفحص إذا كانت البطاقات التي قدمت له مزورة أم لا خصوصا بعد التقدم التقني الذي يجعل التفرقة بين البطاقة الصحيحة والمزورة تحتاج لجهاز لفحصها، فدخل شخص ما وأستخدم مقالاتي وظل يهاجمني بكل قوة شيطانية.

والحقيقة أيضا أنا كنت برد بكل قسوة وكنت شايف أن ده حقي، ويكتب هو مقال وأقوم بالرد استمرينا علي هذا المنوال لمدة أسبوعين، وإذ بي أتلقي تليفون من أبونا مرقس عزيز

وقالي مدحت كفاية علشان خاطري، قولت له أبونا أنت قولت كفاية يبقي كفاية، حاول أن يقول علشان خاطري، قاطعته بقوة أبونا أنت تؤمرني لو علي رقبتي هنفذ أنت مش محتاج تقولي علشان خاطري.

ذهبت للمنزل وفتحت الموقع إياه الذي كان يتم تحديثة مرة في اليوم تقريبا في الخامسة بتوقيت تورنتو وجدت الموقع ناشر مقال يهاجمني.

وهنا جن جنوني كيف لا أرد؟؟ وكيف أكسر كلام أبونا مرقس عزيز ظللت الليل كله وكلما جلست علي الكمبيوتر لأكتب وأرد ترن كلماته في أذني ووعدي الذي وعدته به، وفي النهاية تغلب حبي لأبونا مرقس عزيز علي كل العروق الصعيدية والعند الذي بداخلي وأنكسرت أمام وعدي له ولم أكتب ولم أرد 

ولم أفتح هذا الموضوع مرة أخري، أنها شخصية القائد والأب المحب والحنون فكيف لا نطيعه كيف نكسر له كلمة ولو علي رقبتنا.

مرقس عزيز كان مهموما بمشاكل الأقباط أو بالقضية القبطية، وهي قضية علي قدر قدسيتها وعلي قدر نبلها وقدر التضحيات التي تقدم من المهمومين بها، إلا أنها قضية غريبة جدا، لأن في وسطك حرام يا إسرائيل والحرام هم الخونة وعملاء القوي التي تظلم الأقباط.

ولكن نجد للخونة مكانة وقيمة وقامة، وشعبية ونفوذ داخل الكنيسة يبيعون دم الأقباط ويقبضون الثمن من الأقباط أنفسهم، أما المشتغلين بالقضية فيدفعون الثمن أموالهم وجهدهم وعرقهم وحريتهم، ليس من الذين يضطهدون الأقباط بل أحيانا من الأقباط أنفسهم.

فنجد شجعانا منفيين بدءا بمرقس عزيز ثم متياس نصر، فليوباتير جميل وأخيرا بولس الرياني  وفي الطريق الأنبا مكاريوس أن لم يتم نفيه لكندا سيتم تقسيم إيراشيته.

دفع مرقس عزيز الثمن غالي فقد عاش أخر أيام حياته غريبا ومات غريبا وحتي حلمه بأن يدفن جسدة الظاهر في تراب مصر لم يتحقق له لأنه حمل هم الأقباط في قلبة.

عندما أرادت محافظة القاهرة إقامة كوبري أعلي كنائس مصر القديمة في منطقة تعوم فوق المياة الجوفية

وكان بناء الكوبري معناه هدم كل كنائس مصر القديمة.

وقف القمص مرقس عزيز كالأسد يدافع عن كنيسته رفع قضية علي حسني مبارك ومحافظ القاهرة وكسبها وأيده المثقفين المصريين المسلمين الذين يؤمنون بأهمية الأثر التاريخي لكنائس مصر القديمة.

نموذج من شجاعته وصلابته. وللأمانة فهناك جانب لم ألقي الضوء عليه وهو أن أبونا له عشرات الكتب اللاهوتية ومن أعظم ما قرأت في اللاهوت الدفاعي هو كتابة استحالة تحريف الكتاب المقدس.

حكم عليه بالإعدام بسبب الفيلم المسئ لرسول الإسلام رغم أنه لم يعرف عن الفيلم شئ والكل يعرف من هو وراء الفيلم، لم يدافع عن نفسه ولم يوكل محامي للدفاع عنه وسلم أمره لسيده، تغيرت السلطات ولم يتغير الحكم ولثاني مرة في وسطك حرام يا إسرائيل.

في حوار له مع الزميلة حنان ساويرس في سنة ٢٠١٣ قال بالحرف

أنا أحلم باليوم الذي أعود فيه لبلادى التى أعشقها وإلي الكنيسة المُعلقة التي تسري في دمي، وعند يحدث ذلك الأمور ستتغير والحق سيعلو صوته،والباطل سينهار، أرجو أن يتم ذلك قريباً. 

ولم تتحقق أمنيته ولم يعود ومات غريبا، ودفن غريبا لكنه سيظل حيا بيننا سيظل معلمنا وقائدنا وملهمنا وقدوتنا، صلي لأجلنا أبي واذكرنا أمام عرش النعمة ليعيننا الذي أعانك، لقد أرتحت من الظلم والظلمة والحرام الذي في وسطنا ومن كل هموم الحياة فتمتع أبي بالفردوس فنعم لك أيها العبد الصالح والأمين عزائي لكل أخوتي من أبناء القمص مرقس عزيز وعزائي لعائلته وكل محبيه، الرب قادر أن يعزينا جميعنا ويعوض علينا في رحيلة، وسيأتي أخر ليشهد للحق وليكون شاهدا لله فالله لا يترك نفسه بلا شاهد.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

بين الأيدولوجيا والتكنولوجيا

ماجد سوس على مدى التاريخ لم يُعرف سلاح أقوى من حرب الأفكار ومن ينتصر فيها. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.