السبت , أبريل 27 2024
محفوظ ناثان
محفوظ ناثان

محفوظ ناثان يكتب: “المنيا في مهب الريح”

حالة من الجدل الواسع والغضب الشديد تصيب الأقباط في مصر والعالم بسبب ظاهرة اختطاف القبطيات وإسلامهم قسرًا. بل والأدهي من ذلك أن الأمر وصل ذروته بإرجاع الفتيات إلى قراهم والعيش أمام أهاليهم وسط صيحات وتكبيرات المتشددين وذوي العقول الضعيفة وكأن شيئًا لم يحدث، هذا مفاده شيء واحد ألا وهو إذلال الأقباط وتركيعهم. والذي يدعو للدهشة والحيرة أن كل تلك السيناريوهات تتم تحت غطاء أمني وبمباركة بعض رجال الداخلية. هذا في الوقت الذي تنزف فيه جراح الوطن في سيناء الحبيبة بسبب استشهاد 14 من خيرة ضباطنا وجنودنا الدين اُستشهدوا بيد الإرهاب الغاشم في فجر عيد الأضحى المبارك.

فرنسا يوسف عبد السيد” سيدة قبطية متزوجة ولديها أطفال. تبلغ من العمر 26 سنة. تقطن في عزبة “علي باشا” التابعة لمركز سمالوط في محافظة المنيا.

يضغط عليها أحد الجيران ويأخذها ويهرب، ويرغمها على ترك عائلتها وأطفالها. يجبرها على دخول الإسلام ويتزوجها. حدث هذا منذ 6 أشهر، وفي هذه الأيام يأتي بها إلى مسقط رأسها ليعيشا أمام منزل أهلها وسط هرج ومرج وصيحات وتكبيرات ويلف بها القرية بطبل والزمر والزغاريد وكأنه حرر فلسطين وسط حماية أمنية.

الجدير بالذكر أن مسلسل اختطاف القبطيات وإسلامهم قسرًا بدأ منذ عشرات السنين ولكن اشتد في السنوات الأخيرة ولا سيما من بعد ثورة 25 يناير ووصول الإخوان إلى سدة الحكم. ومن بعد الثورة إلى عام 2014 تم اختطاف أكثر من 100 قبطية. وطبقًا لمنظمة “Open Doors” تم خطف 15 قبطية في 2017 وإجبار 200 آخرين على ترك منازلهم هذا في المنيا وحدها.

هذه الحوادث وغيرها لم ولن تكن الأولى والأخيرة إن لم تفرض الدولة هيبتها وتبسط سيطرتها، وقبل كل هذا لا بد من وأد الفكر المتطرف بالتثقيف والتعليم والإعلام الهادف وتقديم الإسلام الوسطي الذي يبين صحيح الدين. فتقول الآية الكريمة في (سورة يونس 99): “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”، كما تقول الآية الكريمة في (سورة البقرة 256): “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ …”.

كل هذا يضرب الدولة في مقتل ويستغله المتربصون وأعداء الوطن في ضرب اللُحمة الوطنية وتمزيق الجسد الواحد الذي ينزف منذ عشرات السنين.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.