الخميس , مارس 28 2024
محفوظ ناثان
محفوظ ناثان

محفوظ ناثان يكتب : “المصريون بالخارج رموز مضيئة”

قال الكاتب الراحل الدكتور “أحمد خالد توفيق” في رواية “شآبيب” أنه عندما نكون خارج أوطاننا نكون وطنيين بزيادة، فمصر مغناطيس قوي لا يمكن الإفلات منه أينما ذهبت. هذا هو حال المصريين بالخارج، فهم وطنيون من الطراز الرفيع، ويهتمون كثيرًا لهموم الوطن، وتراهم أول الداعمين له في السراء والضراء.

يتابعون عن كثب تفاصيل أحداثه، ويحملون داخلهم كل همومه وأوجاعه. يرقصون طربًا لتقدمه، ويذرفون الدموع لتصدعاته وأوجاعه.

ينشدون ترانيم الوطن، ويغنون ألحانه. لقد صدق البابا شنودة عندما قال: “مصر وطن يعيش فينا لا نعيش فيه”.

هؤلاء الذين تركوا وطنهم ليس كرهًا فيه ولكن بحثًا عن حياة أفضل، فمنهم من خرج لأسباب اقتصادية أو سياسية أو إنسانية.

القسم الأكثر خرج لضنك الحياة وضيق العيش. تلقوا تعليمًا جيدًا وكانت طموحاتهم وأحلامهم تملأ الدنيا، ولكنهم خُذِلوا ولم يجدوا ما يقر أعينهم أو يسعد قلوبهم. يعملون لساعات طويلة ويتلقون الفتات القليل الذي لا يكفي أحدًا.

القسم الآخر فر بسبب بطش الأنظمة وظلمها باحثين عن الحرية عسى أن يجدوه في بلاد تتنفس حرية.

هناك عدد آخر فر بسبب الاضطهاد الديني والمضايقات بأشكال ووسائل متنوعة، ومهما حدث لا يمكن أن نوصفهم بأي وصف غير أنهم الوطنيون الغيرون على بلادهم. فها مجدي يعقوب وفارق الباز وعصام حجي

وهاني عازر وآخرون لأنه يعوزني الوقت إذا تحدثت عنهم بالتفصيل، فالألاف بل الملايين لا يعرف عنهم شيئًا.

والجدير بالذكر أن عدد المصريين بالخارج وصل إلى 14 مليون طبقًا لما أعلنته وزيرة الهجرة السفيرة “نبيلة مكرم”، أغلبهم في السعودية ودول الخليج وآخرون في أوروبا وأمريكا وأستراليا يقدمون الدعم الكبير للوطن

ويساهمون إسهامًا بالغًا في بناء اقتصاد الوطن عن طريق تحويلاتهم بالعملات الصعبة وإنشاء المشروعات العملاقة.

والأهم من هذا كله على حسب تقديري هو الحفاظ على صورة بلادهم أمام العالم وإظهاره بحلة بهية فكل منهم سفير يقدم أفضل ما في جعبته.

سعيهم الدؤوب أتى بثماره، فها مقاطعة “أونتاريو” بكندا تكرس شهر يونيو من كل عام للاحتفال بالحضارة المصرية، والرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” يقوم بتهنئة المصريين باليوم القبطي العالمي.

ولا ننسى أيضًا في أستراليا حركات ومؤسسات مصرية أصيلة لها تأثير في المجتمع وهم مفخرة لنا.

ألف تحية لأبناء وطني في الداخل والخارج لما يقدموه من أجل رفعة هذا الوطن وإعلاء كلمته.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.