الجمعة , أبريل 19 2024
رامي كامل

التراث العربى المسيحى … صيغة جديدة لسرقة التراث القبطى


 بقلم : رامي كامل

عندما نتحدث عن فقاعة التراث العربى المسيحى علينا ان نعود اولا الى الفكر المؤسس للامر ومن ثم معرفة كيف بدأ و منها نفهم هل نحن بصدد فكر حقيقى ام علم مزيف يستتر خلفه تجار الآثار الجدد سارقى الحضارات

ان السرقات المادية لمخطوطات قبطية قام بها الغرب “روم ارثوذكس و كاثوليك و انجيليين” ثابت تاريخيا مع كل هجمة للغرب على الشرق لدرجة سرقة جسد مار مرقس الرسول كاروز ديارنا.

اليوم تعاد الهجمات لسرقة ما تبقى من تراثنا ليثبتوا ان ما سرقوه من مخطوطات وتراث لم يكن بالأساس ملك لنا انما هو “تراث عربى”

كيف بدأت خديعة التراث العربى المسيحى ؟

يقول سمير خليل اليسوعى فى مقاله خصائص التراث العربى المسيحى “الجزء الاول” انه ذهب مكتبة فى مدينة منسن لجمع مراجع عن الامام ابو حامد الغزالى فوجد راهب المانى هناك سأله لماذا تبحث عن فى التراث الاسلامى و تهمل التراث العربى المسيحي و اعطاه مرجع فيه قائمة مراجع للتراث العربى المسيحى اسمه “تاريخ التراث العربى المسيحى”.

و نستكمل الطريق مع سمير اليسوعى فى حوار له مع موقع ابونا سنة 2013 يقول ويعترف بلسانه ان المرجعية الوحيدة للتراث العربى المسيحى هما كاتبان فقط على مستوى العالم و التاريخ وهم الالمانى جورج جراف “اغلب كتاباته قوائم باسماء كتاب عرب لم يتحقق منها” و الاب لويس شيخو “اغلب كتاباته عن شعراء مسيحيون فى الجاهلية” .

فقط باحث المانى و كاهن كاثوليكى هم المراجع و المرجعيات و يدعوا ان الموضوع مثار بحث عالمى و كوكب الارض و مجرة درب التبانة يبحثوا فى التراث العربى المسيحى المزعوم .

ما منهج البحث فى التراث العربى المسيحى المزعوم ؟ و من وضع المنهج ؟

فى مقالته خصائص التراث العربى المسيحى الجزء الاول يوضح سمير اليسوعى انه واضع منهج البحث فى التراث العربى المسيحى وهذا لسبب واضح وهو ان جورج جراف لم يضع منهج بحث بالاساس لانه لم يعتبر ان هذا التراث عربى بعكس سمير اليسوعى فجورج جراف اعتبر انه تراث مسيحي مكتوب باللغة العربية ولكن سمير اليسوعى اوضح بالنص ان مادام التراث مكتوب باللغة العربية فلابد انه تراث عربى وهنا لم يقدم سمير اى دليل علمى ولا اى سند علمى و قام بقياس فاسد ان اى كتاب يتم تأليفه بالفرنسية هو تراث فرنسى و هذا غير حقيقى تماما فهل ييتم اعتبار مؤلفات البشير خريف التى كتبها بالفرنسية تراث فرنسى وليس تونسى ؟

يقيس سمير اليسوعى قياس فاسد لنبتلع طعم سنعرف فى نهاية المقال هدفه.

و يستكمل سمير المنهج الذى قام بتأليفه بدون اى سند علمى و يقول ان اى كتاب يتم تأليفه بالعربية او حتى ترجمته للعربية هو تراث عربى مسيحى “ملحوظة يزيد هنا انبا ابيفانوس فى مداخلته لافتتاح الدورة 25 ان ما يتم نشره ايضا يعتبر تراث عربى مسيحى”

وهنا المنهج المزعوم يفتح الباب على مصرعيه للسرقة فمن فى العالم كله يعتبر ان رواية “الخميائى” لباولوا كويلو الكتاب اللاتينى المترجمة للفرنسية تراث فرنسى ؟

هل هذا منهج علمى ؟

هل نشر مسرحية “الذباب” للفيلسوف الفرنسى سارتر باللغة العربية تجعلها تراث عربى ؟

انهم يسرقونا بمسميات علمية مزيفة وكل من شاركهم شريك فى جريمة سرقة .

و ينتقل سمير خليل اليسوعى فى مقالة خصائص التراث العربى المسيحى – الجزء الاول الى دليل اخر الى كفاية ان نتكلم العربية لنصبح عرب و يصبح تراثنا عربى وهو حديث لنبى الاسلام يقول فيه « ليسَتِ العربيَّةُ بأَحدِكُمْ من أَبٍ ولا أُمٍ وإنَّما هي اللِّسَانُ، فمَنْ تكلَّمَ بالعربيَّةِ فهو عربيٌّ ».

وهو حديث صححه الالبانى و صنفه انه حديث ضعيف جدا و راجع بنفسك موقع اسلام ويب الحديث رقم 32 ستجد تصنيفه حديث مرفوع لأن الألبانى الذى ذكره ضعفه جدا لكن سمير اليسوعى صححه و عمله به و ضمه لمنهجه “العلمى”

لماذا نحتاج الى تراث عربى مسيحى ؟

يجيب سمير اليسوعى على السؤال فى مقالته خصائص التراث العربى المسيحى – الجزء الاول انه هناك اهداف تاريخية و ثقافية و اجتماعية و دينية وهى التعريف و التقارب .

فهل التعريف و التقارب يشترط ابتداع منهج فاسد و التدليس على القارئ و انكار هوية صاحب المنتج الثقافى حتى يتسنى لنا التقارب ؟

الم يحدث تقارب قبل التراث العربى المسيحى ؟ ام انه السبيل الوحيد للتقارب المزعوم ؟

هناك اهداف اخرى لم يذكرها سمير اليسوعى مثل تعريب تراث الأقباط لتسهيل تحويله الى تراث كاثوليكى خالص فيما بعد أو أنشاء لاهوت جديد للمنطقة تحت أشراف كاثوليكى خالص كما التقطت كلية اللاهوت الانجيلية طرف الخيط وسبقت بخطوة فى عمل دبلومة فى “اللاهوت العربى المسيحى” فيصير للمنطقة العربية لاهوت عربى و اصحاب هذا اللاهوت ليسوا هؤلاء المتطرفين المتمسكين بقبطيتهم لكن هولاء المنفتحين الدارسين أصحاب الدبلومات و الماجستيرات و الشهادة الفخمة المختومة من الجامعات الكاثوليكية الكبرى .

ويصير هذا التراث هو تراث عربى لكنيسة اللاهوت العربى و تصبح السرقة و التدليس علم حتى وان كان علم فاسد كما اثبتنا بعاليه.

هل ينكر سمير خليل اليسوعى ان محاولات تتم من باحثين فى التراث العربى المسيحى منذ سنوات لتعديله الى “تراث مسيحى باللغة العربية” وهو يرفض تماما بدون اى سبب علمى سوى ان الأسم قد استقر وان جامعات العالم اعتمدته و الحقيقة أن دبلومة التراث العربى المسيحى لم تعتمدها الا جامعات النفوذ الكاثوليكى بمنهجها العلمى الفاسد مما يثبت ان ما اتخوف منه له محل حقيقى من الاعراب.

و الان الى سؤال التمويل فمن يمول هذا المشروع ليكبر ويبتلع الكنائس الشرقية و تراثها ؟

نكتشف من كتاب “رسالة التوحيد ليحي بن عدى ” تحقيق سمير اليسوعى فى الصفحة الاولى ان طباعة الكتاب تمت مع المعهد الباباوى الشرقى بروما و المكتبة البولسية بلبنان

و ان سمير اليسوعى يتوجه بالشكر على التمويل لكل من البطريرك مكسيموس الخامس حكيم بطريرك الروم الكاثوليك السخى و مؤسسة جورج و متيلدا سالم و الاتحاد الكاثوليكى فى سويسرا و السيد موريس باسيل عبجى و الاب كسافيه عيد .

عمل ضخم و تمويل ضخم من اجل منهج فاسد ابتدعه سمير اليسوعى فلماذا ؟

لماذا تضخ كل هذه الأموال على مدار 27 سنة لتثبيت منهج و فكر فاسد علميا ؟

لماذا سمير خليل اليسوعى المصرى يقوم بتأسيس مؤسسة فى لبنان ؟

من المجرم و من الضحية ؟

ان المجرم ليس من نصب الفخ فقط ولكن قد تكون الضحية أيضا مجرمة فهذا الباحث الباهت الذى لا يجد مسار فيبيع ابحاثه فى مقابل “النشر” او “الثناء” أو فرصة أمام ميكرفون و يمجد منهج علمى فاسد بدون فحص هو أيضا مجرم وليس ضحية فقط فهو يبيع تراثه كالبغايا التى تبيع جسدها.

المجرم ليس فقط من وضع منهج علمى فاسد ولكن قد يكون الضحية الذى عدل على المنهج الفاسد و اضاف على فساده فساد ليتمتع بمميزات تمويل أو دعم أو ثناء او ترحاب أو تقديس او الادعاء بأنه تنويرى وسط  ظلاميين هو أيضا مجرم و يبيع تراثه بثلاثين من الفضة.

اعرف ان هؤلاء الذين لا يطيقون سوف يناطحوا كل حرف ويدعوا أنها لا قيمة لها دون ان يدركوا أنها كتابات المؤسس الحقيقى للتراث المزعوم وليست كتاباتى فانا فقط كشفت عنها الغطاء و وضعت الأمور فى نصابها وفحصت الطعام المسموم الذى و ان تم تقديمه لـ27 سنة يظل طعام فاسد و مسموم.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.