الثلاثاء , مارس 19 2024
جورجيت شرقاوى

تصريحات البابا تواضروس بين المطرقة و السندان بعد زيارة البرلمان الأوربي

بقلم م.جورجيت شرقاوي

تحولت زيارة قداسة البابا تواضروس الي البرلمان الأوربي لهجوم عنيف من منظمات حقوق الإنسان و الهيئات القبطية التي رفض  تصريحاته حول عدم تعرض الأقباط داخل مصر الي اضطهاد ديني و أنهم يتمتعون بكامل حقوقهم فى مصر

و هو الأمر الذى اعتبروه يتنافى مع الواقع الفعلى لأحوال الأقباط .

و يبدو أن الهيئات الموقرة لم تقيم زيارة البابا تواضروس حسب الظروف المحيطة بالوطن و التحديات التي تنتظر الكنيسة القبطية و الوطن بأكمله الفترة الماضية و القادمة و تناسوا أن لبابا الإسكندرية و الكرازة المرقسيه دور كبير في إصلاح المفاهيم التي زرعت من جراء المتاجرة بالقضية القبطية ، وأكدوا بأن هناك أقباط يتعرضون يوميا لكافة أشكال التمييز والفصل العنصرى داخل مؤسسات الدولة

وهو الأمر الذي لم يكن مطلوبا توضيحه لدي قداسته من الأساس ، فقضيه الوطن تستلزم انتقاء الألفاظ و تحديد مغزي الزيارة ، و الحقيقه انه قداسته لم يأتي بجديد لينال هذا الهجوم ، فشرحنا مسبقا أن لم يكن اي نية للنظام الحالي في قمع الأقباط و أن التميز الديني يختلف كليا عن الطائفية والأضطهاد الذي لم يكن من الأساس داخل مصر بل فكرة شيطانيه للتلاعب بالالفاظ و عدم وضع المصطلحات في نصبها الصحيح .

وبفرض أن هناك حالات واقعيه يعاني من المحسوبية و التميز داخل عمله ، هل يعقل أن نعتبر ذلك مثال صارخ يجسد الطائفية و نذهب به علي طاوله الكونجرس و يصل لحد اللجوء الديني الذي أضر القضية القبطية بل سوء سمعتها بعد تسيس و خلط القضية ؟

و عندما نحدد نقاط الارتكاز حول بيانات الشجب للتصريحات نري حديثا مكررا و مصطلحات سياسيه بهدف الهجوم علي النظام و ليس قضيه التميز الديني الذي أدرك قداسته شرك الفخ المنصوب له خارجيا خلال المناقشات الجانبية التي دارت مع كبار البرلمانين و يليه الرئيس الفرنسي ،  فنجد “التهجير القسري” الذي لا مكان له سوي عقول  بعض أقباط المهجر الذين يصرون علي الاصطياد في الماء العكر متجاهلين كافه أشكال المواطنة التي تبناها النظام الحالي ، و طعن القيادات الأمنية و التشكيك بهم ، بالهجوم المزعوم

لا يخص صفه البابا تواضروس راعي الكرسي البابوي إنما البابا تواضروس الدبلوماسي المصري الذي تسبب في تفويت الفرصة علي المتربصين من أقباط المهجر باستغلال المؤامرات التي تحاك في الظلام للبلاد ماديا عن طريق “اللجوء الديني”  و الذي تحول الي أداة سياسيه و كرت للضغط اقتصاديا ايضا علي البلاد .

و أتذكر هجوم مماثل علي الوزيرة نبيلة مكرم في ظروف مشابهه ، فما الداعي للحديث عن عيوب المعالجة الطائفية أمام البرلمان الأوربي ، فاصبح طلب اللجوء الديني لدي الكثير من الحالات رغبه في تحسين الأوضاع المعيشية و الحصول علي الإقامة و الحماية التي تصل إلي حد الهروب من أحكام منتظرة بدعوي ألحريات و العنصرية الدينية كأحد الوسائل و التي قوبلت بالرفض الكثير من الحالات في الفترة الأخيرة و أغلقت بعض الدول أبوابها من بينهم الولايات المتحدة و أصبح الحراك لدي بعض أقباط المهجر في اتجاه بريطانيا و كندا و هولاندا و بلجيكا بمعاونه بعض الحقوقيين و شخصيات معروفه في مصر ، فبمجرد أن يدفع اللاجيء ٣٠ ألف ج علي سبيل المثال يأخذ اوراق تفيد أنه تعرض للطائفية المعروفة بأسماء “document support”

و هي بمثابة التأشيرة و بوابه الخروج من البلاد و يتجه إلى انجلترا و في بعض الأحيان تصل تسعيرة الأوراق المطلوبه إلى ١٥٠ الف ج فأكثر للاتجاه إلى كندا ، فهناك تسعيرة لكل مكان و يبدو أن بعض منظمات المجتمع المدني القبطية لا تجد سبيلا للقمه العيش إلا علي حساب القضية القبطية مستغلين علاقتهم بأساقفة لكنائس أوربا و مصداقية المنظمات و ثقلها بالخارج .

و ليس أول مرة يتعرض لها قداسه البابا تواضروس الي هجوم بسبب تشابه التصريحات تقريبا ، فسبق و أن شن أحد رؤساء المؤسسات المشبوهة بالولايات المتحدة حمله عام ٢٠١٧ ، حينما رفضت ألمانيا منح لجوء دينيًا بعد التواصل مع البرلمان

والصحافة الألمانية ، مدعين أن مصر دولة دينية إقصائيه ، فهناك تسهيلات لأقباط مصر من كندا قد يتم تقليصها أو حذفها تم مناقشتها أخيرا في البرلمان سابقا ، و بذلك يتهمون قداسته بتفويت الفرصة علي أبنائه من حق دولي مكتسب ، و هو الأمر

الذي ثبت عدم  صحته بالإحصائيات في مثل هذا التوقيت الذي يمر به البلاد ، و لان مصر غير مصنفة ضمن هذه الدول التي يحدث بها اضطهادات, فهناك فرق بين اضطهاد فردي واضطهاد دولة بما يضر الأمن القومي ، وأن حصول بعض الحالات في السنوات الماضيه علي حق اللجوء كان بسبب القوانين القديمة التي تتيح بعض الاستثناءات داخل دوله مثل كندا ، و أن بعض أقباط المهجر يسعون لجمع حالات كثيرة داخل مصر لإقناع البرلمان بتعديل القوانين مرة أخري ، في ظل سياسيه الدول الأوروبية الحالية التي تحاول تقليص هذا الطلب لتقليل أعداد المهاجرين

و يبدو أن الزيارة قد سببت إربتاك في حسابات بعض المتاجرون بالقضية ، خاصة بعد فشل بريطانيا إجراء بحث مستقل في حالات اضطهاد الأقباط بهدف اتخاذ خطوات عملية الأخر ٢٠١٨ و ازدياد معدلات طلبات اللجوء في الآونة الأخيرة ، و الحقيقة أن طبيعة مهمة البابا لم تكن رعاوية و ليس لها علاقة بفتح كنائس ، و لكن الطبيعة الحساسة للمهام لا تعيب أبدا قداسته ان يقف مدافعا عن الكنيسة الوطنية في إطار يخدم القضية و لا يضرها و تلك هو المعاير الحقيقي ، فقبل أن يصدر بيان البرلمان الأوربي عن حقوق الإنسان في مصر ، كان لابد أن يضع قداسته النقط فوق الحروف ، فلم يكن النظام المصري محتاجا إلى ذلك الزيارة بقدر ما احتاجت راعيا ذكيا ذو طابع  خاص و لذلك لم يغلب عليها الزيارة الطابع السياسي حتى نقول أن الكنيسة تقحم في أمور لا تخصها بقدر ما تحتاج البلد رجل دبلوماسي وطني في مهمة اقتصاديه ، لتخفيف الأعباء الاقتصادية من جراء زيادة أعداد طلبات اللجوء و بلا شك ترتبط بالضغط الاقتصادي علي مصر و يجعلها دائما في موقف الدفاع ، و في ظل لقاءات تمت من خلال ما يسمون أنفسهم

الأقباط الذين حاولوا توصيل صورة  معينه للبرلمان الاوربي قبل لقاء البابا ، الذي لم يتردد لحظه في إجراء محاولات لتصحيح الصورة الزهنية في ملف الحريات .

 و قد أتت الزيارة بثمارها بصرف النظر عن بيان البرلمان الأوربي الذي تأثر بالنشطاء بصرف النظر عن البيان التي أدان فيه البرلمان الأوربي  أحكام الإعدام و القبض علي النشطاء السياسيين في الأيام الماضية و هي صورة أخري مغلوطة التي دفعت للرد من البرلمان المصري استعدادا لطرحه في الدورة الـ24 للمراجعة الدورية الشاملة لحالة حقوق الإنسان بجنيف، في منتصف الشهر المقبل ،فبدلا من أن يتحدث البرلمان الأوربي عن الانتهاكات الصارخة لدي تركيا و إسرائيل داخل أروقة الاتحاد الأوربي

يصب البيان في صالح الجماعات الإرهابية و المعادية للبلاد مستقيه معلوماتها من منظمات تخدم علي التنظيم الدولي للإخوان و في كل الحالات البيان لا علاقة له بالكنائس ، و يبدو غير مؤثر نظرا للثرثرة المتكررة تجاه نفس الملف بين الحين و الآخر و بذلك يكون البابا تواضروس قد أدي دورة علي أكمل وجه بما ينافي المتداول بشأن فشله في المهمة بسبب لهجه البيان ، و الذي اعتادت البلاد بطريقة الأكليشيهات النمطية و لم يوجه البرلمان اي حديث بشأن الكنائس أو التضيق علي الحريات الدينية مما اشعل بعض المرتزقة من دم الأقباط  فشنو حرب ممنهجة علي قداسته و قد تشهد الأيام المقبلة تزايد وتيرة الهجوم الداخلي تتعنت بابا الكنيسة و خادم الوطن الأمين .

نين مرة أخري ، في ظل سياسيه الدول الأوروبية الحاليه التي تحاول تقليص هذا الطلب لتقليل أعداد المهاجرين و يبدو أن الزيارة قد سببت إربتاك في حسابات بعض المتاجرون بالقضيه ، خاصه بعد فشل بريطانيا اجراء بحث مستقل في حالات اضطهاد الاقباط بهدف اتخاذ خطوات عملية الاخر ٢٠١٨ و ازدياد معدلات طلبات اللجوء في الآونة الأخيرة ،

و الحقيقه ان طبيعه مهمه البابا لم تكن رعاويه و ليس لها علاقه بفتح كنائس ، و لكن الطبيعه الحساسه للمهام لا تعيب ابدا قداسته ان يقف مدافعا عن الكنيسه الوطنيه في إطار يخدم القضيه و لا يضرها و تلك هو المعاير الحقيقي ، فقبل أن يصدر بيان البرلمان الأوربي عن حقوق الإنسان في مصر ، كان لابد أن يضع قداسته النقط فوق الحروف ، فلم يكن النظام المصري محتاجا الي ذلك الزيارة بقدر ما احتاجت راعيا ذكيا ذو طابع خاص و لذلك لم يغلب عليها الزيارة الطابع السياسي حتي نقول ان الكنيسه تقحم في أمور لا تخصها بقدر ما تحتاج البلد رجل دبلوماسي وطني في مهمه اقتصاديه ، لتخفيف الأعباء الاقتصاديه من جراء زيادة أعداد طلبات اللجوء و بلا شك ترتبط بالضغط الاقتصادي علي مصر و يجعلها دائما في موقف الدفاع ، و في ظل لقاءات تمت من خلال ما يسمون أنفسهم

شاهد أيضاً

عز توفيق

في علم الطاقة البشر ثلاثة أنواع

عز توفيق النوع الأول تشحن منه طاقة إيجابية بمجرد سماع صوته أو التعامل معه .. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.