الجمعة , أبريل 19 2024
مدحت عويضة

ملاحظات علي التجربة القبطية في انتخابات كندا

بقلم: مدحت عويضة

انتهت الانتخابات الفيدرالية الكندية والتى شارك فيها ٧ مرشحين مصريين،

خمسة منهم ممثلين لحزب المحافظين، بينما شخص واحد ممثلا عن حزب الديمقراطيين الجدد.

 نجح منهم واحد فقط وهو ألان ريس في كيبيك، بينما لم يوفق الستة الباقيين.

الحقيقة ألان ريس رغم أن جذوره مصرية إلا أنه يكاد يكون تجربة مميزة

فهو أقتحم الشارع السياسي من الباب الكندي.

والشخص الذي يستحق التحية أيضا هو سمير جرجس

الذي حصل علي بطاقة ترشحه بمجهوده الشخصي وعلاقاته الشخصية.

بالرغم أن النتيجة قد تبدو محبطة وبها الكثير من السلبيات فى نظر البعض

إلا أنني أراها تجربة ثرية جدا.

في سنة  ٢٠٠٨ تحمست للمشاركة في الانتخابات الفيدرالية وحاولت أن أجد مصرياً

واحداً يشارك معي فلم أجد.

 في سنة ٢٠١١ تطوعت في حملة المحافظين وكنا شخصين فقط تطوعا

من الجالية القبطية لدعم المحافظين مع حملة بسيطة لجمع التبرعات

نجحت في جمع ٢٥٠٠ دولار فقط

  وشهد نفس العام ترشح ثلاثة أقباط علي مستوي المقاطعة

هم بن شنودة، وفيق سنباطي وفريد واصف، وبالرغم من أنه لم ينجح أحد،

لكن والحق يقال أن بن شنودة كان علامة مضيئة ومشرفة لكل الجالية

في هذه الانتخابات وتحدثت عنه الميديا الكندية بشكل محترم ومشرف جدا وللحق والتاريخ لو رشح بن شنودة في ميسيساجا لكان قادرا علي كسب المقعد، ولكن أجبر علي الترشح في برامبتون أمام مافسة الهندي في دائرة يمثل الهنود فيها ٤٧٪.

 وكان أجمل ما في هذه التجربة أن عدد المتطوعين في الحملات الانتخابية

وعدد المتبرعين لحد ما مقبولا، صحيح لم يكن كافيا لتغطية ثلاث حملات

وعاني المرشحين الثلاثة من نقص المتطوعين،

لكن مقارنة بما قبلها ستجد الفرق كبير جدا. في سنة ٢٠١٥ وفي الانتخابات الفيدرالية لم يكن هناك مرشحا قبطيا ولكني بدأت أري شبابا قبطيا في الحملات الانتخابية لأول مرة، ونجحنا في جمع ١٥ ألف دولار لصالح أحد المرشحين الذي كنا نقدره جدا.

في انتخابات المقاطعة ٢٠١٨ شهدت نجاح أول قبطي في أونتاريو، (شريف سبعاوي)

نعم كانت موجة المحافظين في هذه السنة ولكن كان هناك شباب متطوعين

تدربوا علي الانتخابات والكلام مع الناخبين، وحققوا النجاح ليفرحوا بثمار تجربتهم

وليتشجعوا علي المشاركة في المرات القادمة.

في الانتخابات الأخيرة شارك في كل الحملات أقباط وشارك الشباب بكثافة

في الحملات الانتخابية، وتبرع الأقباط لتغطية حملات سبع مرشحين متوسط انفاق

المرشح الواحد منهم  ١٥٠ ألف دولار، كل هذا حراك جميل يستحق الوقوف عنده

وتستحق عليه الجالية أن ترفع لها القبعة احتراما وتقديرا،

وهي خطوة جميلة في فرض الجالية نفسها علي الخريطة السياسية في كندا.

إذا لقد كسبنا خبرات عديدة واكتسب شبابنا خبرات عملية في كيفية إدارة  

والمشاركة الحملات  وتوزيع الأدوار وإقناع الناخب وجمع التبرعات

وهي خبرات لا تقدر بثمن.

فينبغي أن لا نحزن علي النتيجة بل نفرح بما كسبنا وبما تعلمنا.

ولكن في ضوء ما حدث ينبغي أن نتعلم من التجربة ومن أخطائنا.

 أولا: لابد أن نتعلم أن السياسة مجال يحتاج لمهارات وخبرات كمثل

أي مهنة أخري، هل يمكنك أن تصنع لاعباً جيداً في كرة القدم مثلا دون

أن يمارس اللعبة وهو طفل صغير؟؟

بالطبع لا فعذرا لمن تخطى الخمسين أو الأربعين وأعجب بلعبة السياسة وجاء ليلعبها.

ثانيا: السياسة تحتاج لمخزون ثقافي سياسي رهيب، ففي كل لحظة يواجه المرشح

سؤالا مختلفا من الناخبين ولن يستطيع مجاراتهم إن لم يكن معجونا

في قراءة ومعرفة المجال، ليس علي المستوي المحلى بل والدولي أيضا،

ليس في مجال واحد بل في مختلف المجالات، ربما يكون لديه تخصص في مجال

معين نعم ولكن لابد أن يكون لديه رصيد معرفي لكل المجالات.

ثالثا: الجالية بمفردها غير قادرة علي تغطية حملات انتخابية عديدة 

من حيث المتطوعين أو التبرعات المادية، ولذلك يجب علي المرشح

أن يبني علاقات مع جاليات أخري ليجذب منهم متطوعين ومتبرعين

بدلا من التصارع علي المتطوعين والمتبرعين من أبناء الجالية.

رابعا: تستطيع الجالية دعم مرشحها في النيمونيشن ولكنها بمفردها

غير قادرة علي إنجاح فرد، كما ينبغي عدم ترشيح أي شخص عليه علامات استفهام

لأن الميديا لم ولن ترحم.

 وهذه النقطة تحديداً صرخت وحذرت منها ولم يسمع لي أحد.

خامسا: المرشح لابد أن يجهز نفسه للمناظرات مع منافسيه

ويكون قادراً علي الدخول في المناظرة فمقعد المرشح الخالي في المناظرة شىء مخجل.

سادسا: هناك أقباط صوتوا لغير المحافظين وهم كثيرون جدا، وأنا لا ألوم علي أحد منهم

بل أطالب بفتح حوار معهم، وخصوصا أن السبب في تصويتهم يقوم علي أساس اقتصادي

ولإحساسهم أنهم مهمشين وأن الجالية تسير في اتجاه أصحاب

الأعمال والأغنياء في الجالية فقط ولا أحد يهتم بالعامة ولا الطبقة المتوسطة،

في حين أن تغييرات كبيرة حدثت داخل الجالية ولم يتلفت لها الكبار، فجاليتنا

لم تعد جالية الأطباء والصيادلة بل لدينا متوسطي الدخل وفقراء أيضا وهم الغالبية.

عموما لقد حققنا مكاسب سياسية عديدة هذه المرة

ولدينا مقعد في البرلمان الفيدرالي ولدينا خبرات كثيرة،

وأنا متأكد أن الانتخابات القادمة ستشهد نجاحا أكبر

وستنجي الجالية ثمار تجاربها الماضية.

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.