الجمعة , أبريل 19 2024

سلة الدموع والتجاهل القاتل

بقلم / ماجدة سيدهم

فيه مثل بيقول “ياحبيبي وفر مدامعك ..في الحياة مانفعتني وف الممات مانا سامعك ”

الحقيقة لفت نظري كم الحزن والحسىرة والحشد والشفقة والدموع دي من فنانين وجمهور ومتابعبن بكل الأعلام والسوشيال ميديا بفقد الفنان هيثم أحمد ذكي من أول سماع الخبر وحتى مثواه الأخير ..

الحزن الهائل دا ما هو الا اعتراف ضمني بالندم والأسف ..بس ياخسارة بعد فوات الأوان .. لأن أكثر ماتعرض له “هيثم ” وعجل من حياته (قصف عمره ) هو الأذي النفسي نتيجة التجاهل والوحدة ..واللي هو حكى عنها بمرارة حتى أنه ماكان بيلاقي حد من الزملاء أو الأصدقاء يستشيره حتى ياخد رأيه في اختيار الأدوار اللي يمثلها ..

*الوحدة اللي من النوع دا ياسادة مش احنا اللي بنختارها .. دي بتتفرض علينا فرض بسبب عدم قبول الآخرين لينا وعدم التواصل و الاهتمام ..

و دا له سبب ..لأن من وجهة نظر مجتعاتنا السطحية اللي التقييم فيها بيخصع للشكل الجارحي والنفوذ ..هو شاب مش جميل .. ولا واد روش كدا ..فطبعا هو غير مرحب بيه

هيثم الله يرحمه ماكنش شاب وسيم ولا جذاب ولا فتى شاشة ولا فتى أحلام , يجري وراه المخرجين والفنانات الجميلات والمشهورات ولا التصق به زملاء من جيله الروش ولا الساحة كانت مفروشه أدامه باللقاءات والسهرات والمانشتات والحكايات والمهرجانات والاعلانات ..كان منسي حتى لو بقصة مفبركة ..مش ف بال حد بخبر أو بنقد عمل فني او حتى يسأل عنه لو غاب برنه تليفون ..مش فارق ..

الكلام السلبي بيوصل. والتجاهل بيوصل وبيطعن ..

انتو عارفين يعني ايه حد يتألم وينزل وحده. ومن غير حتى مايفكر يطلب اي حد بعشم او بقلب علشان يجي له ويساعد او حتى يفكر عنه شويه ..وينزل يتسند على ألمه لأقرب اخزخانه يداوي حاله بمسكن لوجع الوحدة.. وهو مش عارف انها جلطة ف القلب و في حياته كلها.. .

.باحكي الكلام دا ..لأني متأكدة أد ايه الناس خذلته وتجاهلته .. فقتله الحزن والوحده ورحل من غير مايزعج حد ..

سألت نفسي كام هيثم في حياتنا خذلناه وكنا السبب في ألمهم لمجرد اننا بنحكم على الناس من برا ..(انا باقول الكلام دا لنفسي أولا )

الوقت لسه معانا …نسأل ونهتم ونرحب ونشجع ونطبطب من غير تأجيل أو حجج بالانشغال .. قبل فوات الآوان ..المحتاجين كتير ومستنيين..

راحة لروحك وسلام وقبول لك في حياة أرقى وأجمل تليق بك لرحيلك الهادي هيثم أحمد ذكي ..


وداعا هيثم أحمد ذكي


شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

تعليق واحد

  1. لموت… إنه الحقيقة الوحيدة المؤكدة عند كل الأحياء !
    هم لا ينسون المساوئ ولا يغفرون الخطايا للموتى ….إلا فترة قصيرة “ردة فعل”!
    حزن الأحياء على الموتى من عجزهم… أمام “الفراق”!
    والحزن يجعلهم في أصدق حالاتهم فيصمتون …ولا يملكون إلا الدموع!
    أما معازي التأنيب لأنفسهم والتأبين للموتى … فلأنهم يجيدون تقدير “الفوارغ”!
    الموت… يفضح الأحياء!!!
    #غــمريات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.