الجمعة , مارس 29 2024
الفنان إيزاك فانوس

في ذكرى رحيله…الفنان إيزاك فانوس(1919-2007م)!

د.ماجد عزت إسرائيل

ولد ايـزاك فــانوس فى 19 ديسمبر 1919ـ بعد ثورة 1919م ــ فى قــرية ” أبا الوقف” التابعة لمركز مغاغـة محافظة المنيا (عــروس الصعيد) لأسرة قبــطية ميسورة الحال،كان والـده من كبار تجار الأقـمشة بسوق الحمزواى،بمنطقة الأزهـر بوسط مدينة القاهرة ،وكانت والــدته محبه للفنون بكل أشكـــالها،فشجــعت أبنائها على حب الفـــنون والتعليم،فأبنها الأكبر هو الفنان الفوتوغرافى”رياض شحاتة” مصور المـــلك”أحمد فؤاد الأول”(1917-1936م)،وأبنها الثانى درس الفنون، وكان فى آخر أيامه مديــراً لمتحف “محمود مختار” أما الأبن الأصغر (إيزاك) ،فإلتحق بمدرسة القديس يوسف بالخرنفش الفرنسية ، واستـمر بها من المرحلة الأبتــدائية حتى البكـالوريا (الثانوية العـــامة حالياً)، والتحق بكلية الفنون التطبيقية وتخرج فى عام 1941م،وحصل على دبلوم الفنون من معهد التربية الفنية للمعلمين فى قسم الرسم عام 1946م.

وواصل “إيــزاك فــانوس” دراسته للفنون فحصل على دبلوم من معهد الدراسات القبطية عام 1956م، وسافر الي باريس حيث درس فن رسم الأيقونات، وترميم الآثــار عام 1966م،وبعدها حصل علي درجة الزمالة بمعهد الدراسات القبطية عام 1967م، وسافر إلى أيطاليا من أجل التخصص فى مجال دراسة الأيقونات القبطية فحصل على درجة الدكتوراه والزمالة من أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا عام 1975م.

وبدأ حياته العملية فى عام 1946م،حيث عين مدرساً لمادة التربية الفنية بالعديد من مدارس شبرا،وكان يجمع ما بين العمل والدراسة ،وبعد حصوله على درجـة الدكتوراه، عمل أستاذاً ورئيساً لقسم الفن القبطي بمعهد الدراسات القبطية، وكان لأصدقائه دور فى توجيهه ومساعدته فى دراسة ” فن الأيقونة القبطية” ومنهم راغب عياد،وبطرس سميكه الذي أعطاه فرصة التواجد للعمل بعض ساعات بالمتحف القبطي، فعرف وقتها عمـالقة الأقباط فى مجال الفـــنون والآثار مثل المهندس حنا سميكة والفـــنان يسى عبد المسيح، ورؤوف حبيب، وسامى جبره. وتأثر بأستاذه الفنان الروسي الشهير “ليونيد أوسبنسكي” الذي علمه قيمة تذوق الفن القبطي من خلال شكله المرئي، كما أن ” بول إيفدوكيموف” أستاذ اللاهوت الأرثوذكسي، قد رسخ فيه ما أطلق عليه لاهوت الجمال أو لاهوت النور الذي يجب أن تعبر عنه الأيقونة وتظهره لكل من يراها.

قدم “إيــــزاك فانوس” للفن بصفة عامة،وللكنيسة القبطية بصفة خاصة العديد من الأعمال التى لا تزال خير شاهــد على موهبته الفنية،التى كان لأمـــه الفضل فى تنميتها، نـذكر منها على سبيل وليس الحصر،رسم عدداً كبيرا من الأيقونات وأعمال المــوزاييك والإفرسك “الرسم الحــائطي” ونوافذ الزجاج الملون في العـديد من الكنائس والمزارات مثل

واجهـــة كنيسة القديس “مارجـرجس” بميت غمـر عام 1960م، مـزار القـــديس “مرقـس” بالكــاتدرائية المرقسية الكبري بالقاهرة عام 1968م ،وكنيسة “مارجـرجس” باسبورتنج بالاسكندرية عام 1967، وكنيسة “مارميـــنا” بطنطا عام 1970م، وكنيســة “مار بـــولس” بطنطا عـــام1980م، ومـــزار القـديس مار “مرقـس” بالاسكندرية عام 1970م، وأيضاً اللوحات الجـدارية بدير الأنبا “بيشوى”بديره بمنطقة وادى النطرون عام 1970م، وكنيســـة “مارمينا” بفلمـــنج بالإسكندرية عام 1972م، وشـــارك الفـنان “صلاح عـبد الـــكريم” فى لوحات الـــموزاييك بمحطة السكك الحديد بوسط القـاهرة عام 1972م، وكنيسة السيدة الــعذراء مريم” بجاردن سيتي بالقاهـرة عام 1979م

كما أقام لوحة جدارية ضخمة بمتحف الركائب الملكية بالقـــلعة عام 1983م، وكنـيسة “العذراء مريم” بأرض الجولف بمصر الجديــدة عام 1986م،و كنيسة “أباكير ويوحنا” بأبي قـير عام 1986م.

كما أقام عــدة أعمال بالكنائس فى مجال الفن القبطى خارج مصر منها كنيسة القديس ” مار مرقس بلندن،و”كنيـسة على نفس الاسـم بالولايات المتحدة الامريكية، بــــولاية نيوجرسى،وكنيسة السيدة “العذراءوالأنبا أنطونيوس” بحي كـــوينز بمدينة نيويورك عام 1983م، ورسم أيقونة قبطية وقدمها هدية باسم مصر،لهيئة الأمم المتحدة الأمريكية عام 1987م .

على أية حال،استطاع “إيــزاك فانوس” أن يقوم بتطوير شكل الأيقونات القبطية،للدرجة التي جعلته صاحب مدرسة فنية عالمية مصرية متميزة في هذا المضمار من جهة، ويستحق لقب رائد الأيقونة القبطية الحديثة من جهة أخري.ولمكانته العلمية والفنية كرمته بعض المراكز المحلية والدولية، وحصل على العديد من الجوائز نـذكر منها على سبيل المثال: الميدالية الذهبية‏ من‏ ‏معهد‏ ‏الدراسات‏ ‏الشرقية‏ ‏بفينيسيا‏ عام 1987، وفى عام 1984م منحه قـداسة البابا “شنودة الثالث”الـــبطريرك رقم (117) (1971-2012م) شهـــادة الدكتوراة الفخرية على أعمــاله ودراسته وخدماته فى مجال الفنون القبطية

وفى 15 يناير2006م،رحـل عن عالمنا الفانى الفــنان القبطى “إيـزاك فانوس” عن عمر يناهز نحو (86) عامــاً، قضى معظمها فى خدمة الفـــن القبــطى، نيـح الله نفسه فى فــردوس النعيـــم و بين أحـضان القـديسين ،حـــيث كان مـثلا يحـــتذى به، ورمــزاً من رمـوز مصر وعالمنا العربى الحبيب.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.