الجمعة , مارس 29 2024
الكنيسة القبطية
عرس قانا الجليل

السيد المسيح….. وعرس قانا الجليل!

د.ماجد عزت إسرائيل


قرية كفر قانا أو كنا والتى اشتهرت عبر تاريخها بـــ “قانا الجليل” وباللغة العبريَّة(כַּפְר כַּנָּא) ومعناه “مكان

القصب”.

وقد سجلها لنا القديس يوحنا بالكتاب المقدس حيث ذكرها قائلاً:” وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ “.(إنجيل يوحنا 2 :1)،فقانا تقع شمال إسرائيل وتتبع منطقة الجليل، وقضاء

الناصرة أى إدارياً تقع ضمن لواء الشمال، وترتفع قانا نحو(252) متراً عن مستوى سطح البحر، ويحطها

مجموعة من القرى نذكر منها طرعان،وعرب الصبيح، والمشهد، وعين ماهل،وصفورية،وهي تبعد حوالي(18)

كم غرب بحيرة طبرية، ونحو(6)كم شمال شرق مدينة الناصرة.

وتبلغ مساحتها نحو(10,600 دونم)، وحاليًا يبلغ عدد سكانها نحو (23) ألف نسمه،وبها العديد من المدارس

والمؤسسات الخدمية الدينية والثقافية والاجتماعية،وزادت شهرتها بزيارة السيد المسيح وأمه مريم وبعض

تلاميذه لها،حيث صنع يسوع المسيح أعجوبته الأولى فيها وهي تحويل الماء على خمر (يو 2: 1-11).

ويحتفل الأقباط في مصر بعيد عرس قانا الجليل ضمن الأعياد السيدية السبعة الصغرى،وهي: عيد الختان يقع هذه

العيد في السادس من شهر طوبة، وعيد عرس قانا الجليل، وعيد دخول السيد المسيح الهيكل، مجيئه إلى أرض

مصر،والتجلي،عيد خميس العهد، وعيد أحد توما(الأحد الجديد).

وفقاً لما ورد بالكتاب المقدس قام السيد المسيح بتحويل الماء إلى خمر خلال مناسبة زواج في قرية قانا الجليل

أو كنا.

حيث دُعي يسوع وأمه مريم وتلاميذه الستة وهم:

أندراوس وبطرس وفيلبس ونثنائيل ويوحنا الإنجيلي، وأخوة يعقوب إلى حفل زفاف، وعندما نفد النبيذ، قام يسوع بمعجزة تحويل الماء إلى خمر.

وقذ ذكر القديس يوحنا في إنجيله هذه المعجزة تفصيلاً حيث ذكر قائلاً:” وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».

قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا.

فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ، وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلًا، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ.أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!».هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ “.(إنجيل يوحنا 2 :2 :11).


إن معجزة يسوع المسيح في عرس قانا الجليل هي معجزة خلق في الأساس الأول، حيث حول(6) أجران ماء إلى خمر، هكذا في ستة أيام تحولت المادة إلى خليقة جديدة أى حياة جديدة.

لقد بدأ يسوع خدمته بتحويل الماء إلى خمر، وأنهى خدمته بتحويل الخمر إلى دمه في العشاء الأخير.

كما عرف عن الماء أنه يطهر الجسد فقط، كما فعل القديس يوحنا المعمدان،حيث كان يدعو الجميع للتوبة والعماد، بينما تحويل يسوع الماء إلى خمر ليُعلن للجميع بأن دمه يطهر من خطية.

على أية حال، قيل أن العروسين في عرس قانا الجليل البسيط كانا فقيرين،ومع ذلك حضر إليهما ملك الملوك،واستجاب يسوع لطلب أمه السيدة العذراء،حينما ذكرت له قائله:”لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ”.(إنجيل يوحنا 2 :3).

لاحظ هنا أن السيدة العذراء لم تطلب، فقط ولكن عرضت عليه المشكلة، “ليس لديهم خمر”.

وهي واثقة كل الثقة في قدرة يسوع المسيح على حل المشكلة.وبالفعل استجاب لها في اتضاع وتقدير للأمومة

التي لم ينسها حتى النهاية في أشد آلامه وهو على الصليب حيث ذكر لها قائلاً:” «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».” (يو19: 26).

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.