الجمعة , مارس 29 2024
إيمان أحمد

إيمان أول المعزيين في وفاتها .. ” السرطان انتشر في جسمي خلاص ، وإنا لله و إنا إليه راجعون ، فزت بالجنة” ..

كلمات لم تحمل اليأس أو الخوف من الرحيل عن الحياة بعد رحلة قصيرة أنهكت جسد فتاة عشرينية أصابه الورم الخبيث، كانت بدايته بإحدى ساقيها، قبل أن ينتشر في جسدها كالنار في الهشيم، لتتبدد آمال التغلب عليه والانتهاء من آلامه المزعجة، لتكتب إيمان أحمد، وصيتها عبر حسابها الشخصي على فيس بوك، تعلن من خلالها عن فوزها بالجنة، فهي المريضة التي رضيت بما كتبه الله لها.

“الورم انتشر خلاص وإنا لله وإنا إليه راجعون.. كده أقول بقلب جامد الحرب خلصت خلاص، بس مش الكانسر اللي فاز، لأ، ووصيتي ليكوا لما أموت محدش يقول السرطان انتصر، والله أطلعلكوا من تربتي.. أنا اللي فوزت وكسبت، أنا كنت صابرة وراضية طول الوقت” ساعات قليلة وحازت ما سمته “إيمان” بالوصية آلاف المشاركات من رواد فيس بوك.

دعم وأمنيات بالشفاء نالتها “إيمان” من رواد موقع التواصل الاجتماعي، بعدما أكدت في كلماتها أنها كانت من الصابرين على رحلة مرضها القاسية: “ربنا قال وبشر الصابرين، يعني أنا الحمد لله فزت بالجنة، الوجع هينتهي.. الألم هينتهي.. العياط هينتهي.. قعدة المستشفيات هتنتهي.. الكيماوي هينتهي.. تعب أمي هينتهي.. عايزة بس منكم طلب، ادعوا لأهلي بالصبر، بالذات أمي ادعولها كتير بالله عليكم، وأخيرًا دي وصيتي، محدش يكتب السرطان انتصر.. أنا اللي كسبت الجنة وعمري خلص”.

البداية كانت منذ سنة و3 أشهر، حينما اقتحم سرطان العظام حياة إيمان أحمد، فهي الفتاة التي كانت انتهت من دراسة التجارة، وظلت تبحث عن فرص عمل مناسبة لها وتقضي يومها في صناعة المشغولات اليدوية، لتتبدل الأحوال حينما اكتشفت إصابتها بـ”استيو ساركوما” سرطان العظام.

بقاء الورم الخبيث في ساقها اليسرى جعل الأطباء يتخذون قرار البتر، والسير في مراحل العلاج الاعتيادية لمرضى السرطان من المداومة على جلسات العلاج الكيماوي ومعايشة آثاره المزعجة وتساقط شعرها: “كنت صابرة بقضاء ربنا.. وكنت عايشة حياتي عادي بخرج وبروح وباجي”.

فترة قليلة عاشتها “إيمان” دون المرض الذي ظن الأطباء في البداية أنه رحل عن جسدها المصاب، لكن المفاجأة الصعبة التي كانت في انتظارها هي عودة المرض بقوة لينتشر في جسدها: “انتشر بشكل مفاجئ.. ومحدش متفائل.. والكل قالي خلاص كدا.. لأن الكانسر عندي شرس وبيعاند مع الكيماوي”.

شراسة المرض جعلت الأطباء ينظرون في قرار إيقاف العلاج الكيماوي: “أنا باخد العلاج على الفاضي.. مش عاوزة أعذب نفسي أكتر من كدا.. ما دام مفيش علاج”.

قررت صاحبة الرحلة القاسية كتابة وصيتها عبر فيس بوك، والإعلان عن تطورات حالتها المرضية المتأخرة، غير متوقعة الكم الهائل من الدعوات والأمنيات بالشفاء وحدوث المعجزة برحيل المرض الخبيث: “فرحت بكمية الدعاوى والناس اللي متعرفنيش ودعمتني.. أنا راضية بكل اللي يجيبه ربنا.. وهروح الجنة”.

لم تهب “إيمان” من الموت لكن أكثر ما أوجعها هو حزن والدتها: “كان نفسي أعيش عشان موجعش قلب أهلي وخاصة أمي.. الكل بيدعيلي عشان تحصل معجزة، وإحنا سايبين الأمور على ربنا، وراضين بأي حاجة عاوزها”.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

نياحة القمص ويصا باقى كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس والقديس العظيم الأنبا إبرام زاوية الناعورة – المنوفية

يطلب رهبان دير القديس العظيم الأنبا باخوميوس( الشايب ) بالأقصر نيافة الحبر الجليل الأنبا إقلاديوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.