الأحد , أكتوبر 6 2024
Magdi Yacoub
الجراح العالمى مجدى يعقوب

د.مجدي يعقوب.. رسول القلوب….نموذجاً للإنسانية المصرية!

د.ماجد عزت إسرائيل

يعد الدكتور مجدى يعقوب رسول القلوب كما أطلق عليه المصريون، أرادوه أيضا أن يكون رسولهم إلى العالم، ويمثل بلادهم في لوحة إنسانية عالمية.

وبالأمس القريب 21 فبراير 2020م منحه حاكم دبى “محمد بن راشد آل مكتوم”وشاح “محمد بن راشد للعمل الإنساني ” تقديراً لجهوده وانجازاته على المستويات العلمية،الطبية والإنسانية، وذلك خلال الاحتفال بصناع الأمل والذى يعد تكريماً لجهود يعقوب بالأعمال الإنسانية التى قام بها فى عدد من دول العالم.

كما يعتبر وشاح حاكم دبى وسام على صدر كل إنسان قدم خدمة إنسانية لأخيه الأنسان دون النظر إلى الجنس،الدين،اللون والعرق ويمثل ترسخياً حقيقياً وعملياً لمفهوم الإنسانية على كافة المستويات.

والدكتور مجدي حبيب يعقوب ولد (16 نوفمبر 1935م)، بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية لعائلة قبطية أرثوذكسية؛ تعـــود أصولها إلى محافظة أسيوط فى جنوب مصر(الصعيد)، تلقى تعليمه فى المرحلة الأبـدائية حتى البكالوريا

( الثانوية العامة حالياً )فى ذات المدينة، وتأثر بوالده”حبيب يعقوب” الذي كان طبيباً للجراحة العامة، فكان”مجـدى” شغوفاً بمهنة الطب.

بعد أن حصل مجدي يعقوب على الثانوية العامة بتفوق فى القسم العلمى،إلتحق بكلية الطب جامعة القـاهرة فى منتصف الـقرن المنصرم،وتخرج فى عام 1957م،وعـــمل فى ذات العام كنائب جـــراح بقسم عمـــليات الصدر بمستشفى القـــصر العيني

ســافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته فى جامعــة شيكاغوا، وفى عــــام 1962م سافر إلى المملكة المتحدة (أنجلترا) للعمل كطبيب بمستشفى الصدر بلندن،فأنتهز فرصة وجوده لمواصلة أبحاثه العلمـية،والتى كان من نتائجه حصوله على الزمالة المـــلكية من ثلاث جامعات بها .

لنبوغه العلمى فى فى أمراض القلب ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد بلندن ما بين (1969-2001م)، ثم عين أستاذاً في المعهد القومي للقلب والرئة في عام 1986م،وفى عام 1987م أصبح رئيسا لمؤسسة زراعة القلب والــرئتين ببريطانيا ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام1992م.

وللدكتور”مجدي يعقوب” العديد من الإنجازات الطبية فمن خلال عمله فى جراحة القلب في المستشفيات البريطانية، قام بتقديم العديد من الإبحاث العلمية لعـــلاج أمراض القلب وخاصة الأمراض الوراثية، فيرجع إليه الفضل بعد الدكتور “كــريستيان برنــــارد” عام 1967م،فى أجـــراء عمليات زراعـــة القـلب،ففى عام 1980 قــــام بعملية نقل قلب للمريض يدعى” دريك مــوريس”، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب فى قارة أوروبا

على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو عام  2005 م، وقــد أنجز ما بين عام(1980-2013) نحو ألفى عملية زراعة قلب،كما يذكر له ناجحه فى الجمع ما بين مجال زراعة القلب والرئة، منذ عام 1986م،وأسس برنامج عالمى لهما،وبعدها استحداث أساليب مبتكرة للعـــلاج حالات هبوط القلب الحاد،وقدم للمكتبة العالمية فى مجال جراحة القلب والصدر نحو أكثر من أربعمائة بحث فى ذات التخصص.

وعرف عن مجدي يعقوب حبه للعمل الإنسانى والخيرى، وخاصة فى بلدان العالم الفـــقيرة ذات الكثــافة المرتفعة من مرضى القلب والرئـــة والصدر،فشارك فى تأسيس مؤسسة خيرية لعلاج هـذه عرفت بـ “جين أوف هوب” أو “سلاسل الأمـــل”سعى من خلالها لإجــــراء جراحات القـــلب للمرضى في الدول النامي مجـــاناً، مثل دول القارة الأفـــريقية ويأتى على رأسهم مصر،التى أنشأ بها وحدة رعاية متكامة لعلاج التشوهات الخلقية في القلب،وأتخذ من مستشفى القصر العيني مركزاً لها.

ولمصر مكانة كبيرة عند أمير القلوب “مجدي يعقوب” ولذلك بين فترة وآخرى يقوم بزيارتها،لآجراء بعض العمليات بمستشفيات القــــلب بها،فنبعت لديه فكرة أقــامة مركز لعمليات القلب ـ مركز مجدي يعقوب لعلاج القلب ــ بالمجــان فى محافظة أسوان بصعيد مصر،وتم إنشاء المستشف وتجهيزها بأحــدث التقنـــيات الطبية الحديثة 2009م، ويقـوم بنفسه بآجراء العـــديد من العمليات وخاصة الحــــالات الحرجة

ولمكانته ودوره فى مجـــال دراسته وعمله فى جراحـة القلب كرمه العالم،ففى عام 1985م حصل على لقـب (بروفيسور) أى( أستاذ فى تخصصه)،منحته ملكــــة بريطانيا العظمى” إليزابيث الثانية ” لقـــب ” ســير”

عام 1991م،وفــاز بجائزة الشعب ،وبعدها فـــــاز بجائزة أصحاب الإنجــــازات المتميزة عام 2000م والتي قـامت بتنظيمها هيئة الإذاعة البريطانية،وحصل على ألقاب شرفية من عدة جامعات فى بريطانيا منها جامعة برونيل، وكارديف، ولوفيرا، ومدليسكس، وأيضًا من لوند بالسويد،ولاهور بباكستان،وسبينا بإيطاليا.

وحصل على العديد من الجــوائز من شتى دول العالم،وكرمه المتنيح قـــداسة البابا “شـــنودة الثالث” البطريرك رقم(117)(1971-. وفي 23 يناير 2014م كرمه قداسة البابا تواضروس الثاني حيث منحه جائزة المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي. وفى عهـــد الرئيس السابــق “محمد حسنى مبارك” (1981-2011م)

كان ضمن المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الذى يضم عدد من رموز مصر ببلاد المهجر منهم “أحمـد زويل”، “وفــــاروق الباز”، وغيرهم من العلماء والشخصيات العامة المتميزة

وفي نوفمبر 2019م حضر جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب، مراسم افتتاح الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، لعدد من المشروعات التنموية والقومية بمحافظتي بورسعيد وشمال سيناء، وفي21 فبراير 2020 منحه حاكم دبى وشاح “محمد بن راشد للعمل الإنساني”، وحتى كتابة هـذه السطور لا يـزال نهر عطاءه للإنسانية مستمر لمصرنا الحبيبة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

كانت أديرة مقفرة وكنيسة تبحث عن بوصلتها !! اقتراب كاشف

كمال زاخرالسبت 5 اكتوبر 2024 [4]تحولات ستة عقود (10 مايو 1959ـ 17 مارس2012) جزء أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.