الثلاثاء , أبريل 16 2024
الصوم
الصوم في المسيحية

الصوم في المسيحية!

د.ماجد عزت إسرائيل

الصوم في المسيحية هو أقدم وصية عرفتها البشرية، فقد كانت الوصية التي أعطاها الله لأبينا آدم،هي أن يمتنع عن

الأكل من صنف معين بالذات،من شجرة معينة حيث ذكر الكتاب المقدس  قائلاً: “وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلًا: «مِنْ

جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا،” (تك 2: 16) (تك 2: 16، 17)، بينما يمكن أن يأكل من باقي الأصناف. كما أن

الصوم هو سرٌّ أو الطاقة المُحرِّكة التي تربط ما بين المادة في الإنسان والروح في الله.

وأيضًا طاقة عجيبة لا يمكن تفسيرها، ويمكن القول إنَّ الصوم مادي وروحي بآنٍ واحد، لأنه امتناع عن

كل شهوة جسدية.

وكذلك الصوم موهبة إنسانية تؤول إلى ديناميكية روحية لاستيعاب سرِّ الخلود.والصوم هـو الهجرة من الأرض

إلى السماء، تتحقَّق وتنطبع قوتها فينا كخبرة تزداد كل يوم.

والصوم في المسيحية هو الوسط المُحرِّك للأسرار، ومن خلاله يأخذ الإنسان المهاجر مفعول الصوم القوي داخله.

فيستطيع الإنسان، بصومه وبنعمة المسيح التي فيه، أن يُهاجر من الأرض إلى السماء، ومن ذاته إلى الحياة الأبدية.

والصوم معناه الحقيقى هو التوبة والمغفرة والخشوع والرجوع الى الله هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.” (زك 1: 3).

ولقيمة الصوم للإنسان حدد الرب أصوام ثابتة لشعبه في العهد القديم. فقد ذكر في سفر زكريا النبي صوم الشهر

الرابع وصوم الشهر الخامس وصوم السابع وصوم العاشر «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ صَوْمَ الشَّهْرِ الرَّابِعِ وَصَوْمَ الْخَامِسِ وَصَوْمَ السَّابعِ وَصَوْمَ الْعَاشِرِ يَكُونُ لِبَيْتِ يَهُوذَا ابْتِهَاجًا وَفَرَحًا وَأَعْيَادًا طَيِّبَةً. فَأَحِبُّوا الْحَقَّ وَالسَّلاَمَ.(زك 8: 19).

كما أن الحكمة من تحديد مواعيد الصوم هو تنظيم العبادة الجماعية.وفي المسيحية أخذت مناسبات الصوم طابعًا

مسيحيًا، لكل منه حكمته وتأثيره وهدفه الروحي.

وقد ورد بالكتاب المقدس بعهديه نماذج كثيرة للصوم نذكر منها في العهد القديم  صوم الشعب أيام أستير (أس4)، صوم أهل نينوى (يونان 3)،صوم الشعب أيام عزرا، ونحميا (نحميا 1:9؛ عزرا 21:8)،الصوم أيام يوئيل (يوئيل 12:2-17).

أما العهد الجديد صام الرب يسوع أربعين يوما وأربعين ليلة (أنجيل متى 2:4) صام عنا وقدم لنا مثالا لتتبع اثر خطواته.

كما صام الرسل قبل القداسات (سفر أعمال الرسل 2:13)،وأيضًا صاموا أيضا عند اختيار الخدام ورسامتهم (أع3:13،27:14)،وكذلك الصوم في وقت الخطر خلال رحلة بولس الرسول لروما (أع 21: 27 ) .

كل عام وأنتم بخير…للحديث بقية!!

الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.