الجمعة , مارس 29 2024
الكنيسة القبطية
البابا شنودة الثالث والرئيس محمد أنور السادات

في ذكري رحيله..البابا شنودة الثالث والرئيس محمد أنور السادات!

د.ماجد عزت إسرائيل

البابا شنودة الثالث البطريرك (1971-2012م) البطريرك (117) اسمه العلمانى(قبل الرهبنة) نظير جيد روفائيل،وقد ولد فى(3 أغسطس 1923م) بقرية سلام التابعة لمحافظة أسيوط ، تلقى تعليمه الأولى الأبتدائى والأعدادى،بمدارس عديدة من مدن مصر بسبب طبيعة عمل أخيه الأكبر التي فرضت عليه الانتقال من مكان لآخر، فهو الذى تولى تربيته بعد وفاة والديه، وإلتحق بالمرحلة الثانوية بمدرسة شبرا الثانوية،ثم إلتحــق بجامعة الـملك فـؤاد الأول(جامـعة القاهرة حاليا) وتخرج فى قسـم التاريخ

فى عام 1947م،ثم إلتحق بكــلية الضباط الأحتياط بسلاح الأشارة بالقـوات المسلحة.

وفى أواخر منتصف القرن العشرين ذهب للرهبنة بدير السريان بمنطقة وادى النـطرون، بمحافظة البحيرة،وتمت رسامته راهبــــاُ،ثم أسقـــفاً للتعليم العام،ثم بطريريكاً ليصبح البابا رقـم (117) فى 14 نوفمبر 1971م، وكانت الرهبنة فى حياته تعنى حيـــاة الوحـدة والزهـــد والنسك والصلاة والتســبيح، وهي فلسفـــة الـديانة المسيحية، والجامعة التي تـخرج فيها مـئات البطاركـة والأساقفـة الذين قـادوا الكنيسة بالحكمة، وتنيـح (توفى) فى يوم السبت الموافـق 17 مارس 2012م،بعد أن قـضى على الأرض نحو 14 يــــوم و7 شهور و88 سنة. ودفن بدير الأنبا بيشوى – حاليًا مزار البابا شنودة الثالث – في يوم 20 مارس 2012م،

وهناك لابد أن نشيد بالجهود التى بذلتها القوات المسلحة المصرية فى تنظيم مراسم الصلاة ونقله بطائرة خاصة لبرية شيهيت،ولا نبالغ في القول أن نحو ما يقري من ثلاثة ملايين نسمه من طوائف مصر ودعته في مشهد تاريخى ،وتابع الملاين عبر الفضائيات لمدة ثلاث أيام طقوس جنازة البطريرك (117).

وعقب وفاة الرئيس “جمال عبد الناصر”فى 28 سبتمبر 1970م،تولى الرئيس “محمد أنور السادات، ولد هذا الرئيس فى25 ديسمبر1918م،بقري ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية،وتلقى تعليمه الأولى بذات المنطقة،ثم إلتحق بمدرسة الأقباط الأبتدائية بطوخ دلكا،وفى 1935م إلتحق بالمدرسة الحرية لأستكمال دراسته العليا،وتخرج من الكلية الحربية عان 1938م، وواصل السادات خدمته بالجيش المصرى،وحينما قامت ثورة 1952م

كان ضمن الضباط الأحرار، واذاع بيان الثورة،وتولى رئيساً لمصر عقب رحيل الزعيم”جمال عبد الناصر“فى 28 سبتمبر 1970م،وتم اغتياله على يد جماعة الإخوان المسلمون فى حادثة المنصة الشهيرة فى 6 أكتوبر.

وبدأ السادات بسياسة المصالحة التي اتبعها عقب توليه السلطة، وتبييض السجون وإغلاقها، وأعطى جماعة الإخوان المسلمين إلى حد مساحة جـيدة من حرية العمل والرأي واستجاب لهم في تعـــديل الدستور(المـادة الثانية) ــ دستور1971م ــفأضاف إلى نص المادة التى تنص على”دين الدولة الإسلام، فقرة “وأن مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر من مصادر التشريع”، ثم تم تعديلها فى 1980م إلى”الشريعة مصدر رئيسى”

وأطلق على نفسه “الرئيس المؤمن“ـ وكأن الرؤساء السابقين ليسوا مؤمنين ـ فانتشرت أخبار عنه وتصريحات منسوبة إليه ضد الأقباط،يعود بعضها إلى مرحلة ما قبل توليه السلطة،نذكر منها،تصريحه فى مدينة “جدة” بالسعودية حينما كان يتولى منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامى عام (1965م) وتفاخر بأنه “سيحول أقباط مصر إلى ماسحى أحذية وشحاذين” فانعكس هذا علي الأقباط حيث برزت ظواهر العنف ضدهم وحرقت كنائسهم وقتل وسحل وزج بالسجون العديد من الأساقفة وآباء الكنيسة.

على أية حال ،جاءت زيارة الرئيس المؤمن لإسرائيل (1977م) والتى أعقابها اتفاقية كامب ديفيـد للسـلام (1979م). يذكر أن المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث(1971-2012م) رفض التطبيع مع إسرائيل، وزيارة القدس إلا مع المسلمين ــ يذكر أن جماعة الإخوان عارضته بشدة، الأمـر الذي اضطر معه الرئيس لاعتقال بعضهم من الفاعلين السياسيين للجـماعة، وباقي القــــوى السياسية، وتضييق الخناق عليـهم، على أثر ذلك تحركت مجموعة من الإسلاميين القريبين من الإخوان لاغتيال” السادات”، وقـــد نجحوا في ذلك فى حادثة المنصة(6 أكتوبر 1981م).

والحقيقة التاريخية،منذ تولى الرئيس المؤمن زاد النهب والسلب ضد الأقباط،ونذكر على سبيل المثال ما قام به بعد أن أمر بترميم كنيسة السيدة العذراء بطوخ دلكا، عــاد واستولى على وقـــف ديـــر البراموس،بمسقط رأسه “ميت أبو الكــوم” ليبنى مدينة “ميت أبو الكوم الجديدة وذلك بدون أي تعويض للدير عن أراضيه التي استولى عليها

كما قام مجموعة من المتشددين بمنطقة “أخميم” (محافظة سوهاج) فى أواخر عام 1970م بمحاولة الأستيلاء على مساحات من أراضى جبانة(مدافن) الأقباط،راح ضحيتها الخفير “عطالله أبادير”

حيث حرقت جثته أما القمص” كاهن الكنيسة بذات المنطقة فقد ضرب على رأسه،وفي مواضع مختلفة بالسكين. ومنذ عام 1972م زاد المد الطائفى والفتن الطائفية فى بعض المدن بمصر بسبب موقف الرئيس المتشدد في عملية بناء وترميم الكنائس وتطبيق الشروط العشرة والخط الهمـايوني،بعد وعده للبابا بنحو(50) كنيسة سنوياً، وانتشار ثقافة التعصب، فنذكر على سبيل المثال ما حــــدث فى قرية سنهور(محافظة البحيرة)

حيث قام مجموعة من بعض المسلمين بالإعتداء وحرق جمعية النهضة ” كنيسة مار مينا” بسنهور 8 سبتمبر 1972 م، بالرغم من صدور قانون أسماه الرئيس “محمد أنور السادات” “قانون الوحدة الوطنية”

كما حرقت جمعية الكتاب المقدس،ومحلات ومنازل بعد نهبها وسلبها بمدينة الخانكة (محافظة القلوبية) فى 6 نوفمبر عام 1972 م فى الوقت الذى كان المسيحيون يؤدون فيها الشعائر الدينية، وأصدر مجلس الشعب فى 26 نوفمبر 1972م، قراراً بناء على توصيات من الرئيس بتشكيل لجنة خاصة بإستظهار الحقائق،حول الأحداث الطائفية التى وقعت فى مركز الخانكة وإعداد تقرير للمجلس عن حقيقة ما حدث .

وقد شكلت هذه اللجنة برياسة الدكتور “جمال العطيفى” وكيل المجلس وعضوية السادة أعضاء المجلس “محمد فؤاد أبو هميلة” و”ألبرت برسوم سلامة” و”كمال الشاذلى” والدكتور”رشدى سعيد” و”عبد المنصف حسن حزين ” والمهندس” محب إستينو”، وقدمت اللجنة تقريرها إلى رئيس مجلس الشعب،وللأسف لا يزال حبيس الأدراج حتى كتابة هذه السطور.

وأخيراً،لقد رحل رمز من رموز العروبة والوطنية……رحل بابا العرب.

كما عرف لدي العرب في الشرق الأوسط، واليوم وفي ذكراه الثامنة 17 مارس 2020م علينا أن نسترجع الماضى الجميل،يوم أن ودعته مصر فى مشهد أسطورى، إلى مثواه الأخير،والحزن يخيم على أقبــــاط مصر ومسلميه

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.