الجمعة , مارس 29 2024
مصابين كورونا

مهندس كهرباء يقوم بتغسيل وتكفين وتلحيد ضحايا كورونا ” تنمروا عليه وعلى ابنائى”

محمد توفيق جاد الله القباحى

انتهينا من تغسيل وتكفين وتلحيد متوفى اشتباه كورونا…وبدأ التنمر علينا .

أخدنا الصور للذكرى ولكن شاء الله أن تنشر على  الفيسبوك  وبدأت التليفونات وبدأ التنمر علينا رغم الدعم الكبير الذى وجدناه على شبكة التواصل الاجتماعى الفيسبوك  الا أن الواقع كان مريراً

فسكان العمارة منعوا أبنائهم  من الاختلاط مع اصغر ابنائى.

وكلما قام بالاتصال  بأحد  من أصدقائه  فيخبره بأنه ممنوع من النزول  وكأن هذه الأسر  يخافون على إبنائهم وأنا لا أخاف على ابنى وبالرغم من ذلك  فأنا متفهم  بعض  من خوفهم لكنى لا أتفهم رعبهم من ابنى

التنمر “على عبود” من بعض الناس حيث يمرون أمام منزله ويصيحون أن “على عبود” يحمل كورونا معه

بعض الناس تخيل بعد الحدث حينما يقابلنى  لما ستمسك الكورونا فيه مباشره وكأنها تطير فى الهواء

اتصالات تأتى . وتحبطك قائلين  أنت ليه شاركت فى هذا الأمر  ويحبطوك.. قائلين ” موش خائف على ابنائك وزوجتك  وموش خائف على المقربين منك

أكبر المتنمرين  كان محامى الشركة  التى أعمل   بعدما طالب باحالتى للتحقيق   لأنى فعلت هذا ويجادل ويقول أن هذا العمل خطأ   وأننى خطر على العمل على شركة الكهرباء التى اعمل بها

 اتصل بى مدير الموقع  ليؤكد لى  خوفه على مصلحتى  وأن ما أقوم به عمل غير إنسانى

 الجميع أصبحوا مرعوبين منى وكأنى أنا الكورونا نفسها

رغم سعادتى بم  أقوم به  من إكرام للميت..إلا أن هذا التنمر كان محبطا..لكن الدعم على  شبكة التواصل الاجتماعى ” الفيس بوك   كان قويا جداً

لكن حينما قررنا تكوين فرق  لتغسيل  وتلحيد  موتى كورونا  انسحب الجميع  وخاصة السيدات وبعض الرجال

حقا زوجتى وأبنائى لهم كل الشكر لأنهم ساعدونى على ذلك

تنمر أخر حدث لبعض عائلات مصابى كورونا أن الناس لا يمرون فى الشارع الذى أمامهم

منعونى من العمل لمدة ١٥ يوم رغم عدم وجود اى أعراض

وكأن مريض كورونا يحمل العار له ولأسرته وهذا الإعلام له نصيب لأنه لو أرشد الناس إلى الأسلوب السليم بدلا من بث الرعب بين الناس

أجمل ما فى الأمر أن الأطفال لا يعنيهم الأمر وكالعادة يسلموا عليا ويأخدوننى بالحضن

وفى غمار هذه الأحداث والتنمر..بدأت تظهر ملامح تكوين فرق للغسل فى كل منطقه..ودخل الطب الوقائى وأعطى محاضرة عن كيفيه الوقاية وما هى ملابس بدل الغسل .

حتى نكمل المشوار

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.