الثلاثاء , أكتوبر 8 2024
فتنة طائفية

أقباطنا ليسوا أعباطــَــنا!

منذ أربعة أعوام نشرت بوستا تحت عنوان ( أقباطنا .. أعباطنا !) وهو دفاع عن حقوق أحبابنا .. شركاء الوطن في قالب ساخر؛ لكنه لا يخفىَ على ذي فطنة ولو كانت ضعيفة.

حصد البوست مئات التعليقات وآلاف المشاركات. سبعة من كل عشرة تعليقات لأقباط لم يفهموا أنني أقف معهم، وأطالب بحقوقهم المواطنية كاملة.

تسعة من كل عشرة مسلمين صبوا جمّ غضبهم عليَّ لأنني أزرع الفتنة بين الأحباب الذين يعيشون ( سمن على عسل ) وأن الأقباط يحصلون على نفس حقوق اخوانهم المسلمين.

نصف الذين تفضلوا بالردّ حتى بالشتائم قرأوا، كعادة المصريين، العنوان فقط وبعضهم تمكن من قراءة سطرين.

الردود تصيب الإنسان بالاحباط واليأس والحزن والألم والكمد والأسف، فأكثر الناس يرفضون قراءة ما يعقبّون عليه، والبوست أثبت أن المصريين أعداء الكتاب، وخصوم المعرفة.أعيد نشر البوست لفضول عندي لعلي أعرف الخط البياني لسوء الفهم، صعودًا أو هبوطــًًـا. كثيرٌ من الردود يخجل أصغر أحفادي أنْ يكتبها، من مسلمين وأقباط، ومع ذلك فقد عرفتْ طريقها إلى أعظم اختراع بشري منذ بدء الخليقة.. التواصل الاجتماعي!

كانت الردود في مجملها تصيب أيَّ تنويري بانفجار جهازه العصبي، وأي عاشق للمساواة بين شركاء الوطن باليأس ما بقي له من عُمر.

البوست رسالة حُب، فقرأه المصريون من مسلمين وأقباط على أنه فتنة وكراهية ونزع حقوق الأقباط.

نشرت مقالات من أجل أقباطنا لعشرات السنوات، ولم تشفع لي سواء لدىَ المسلمين أو المسيحيين، فكلنا في الهمّ سواء في كراهية المعرفة و .. الحقيقة.مشكلتنا في مصر أننا يجب أن نشرح الشرح حتى نُسهــِّـل على القاريء شرحَ الشرح!

أقباطنا .. أعباطـُـنــا!لم أقابل في حياتي مواطنين أكثر طيبة وسذاجة وعباطة أكثر من أحبابنا .. شركاء الوطن!يظنون أن كل رئيس يأتي سينصفهم، وأن كل نداء استغاثة سيسمعه من في القصر، وكل دموع تسقط على وجوههم في الكنائس سيتأثر بها صانع القرار.

أيها الأقباط الساذجون،هذه بلدنا، وأنتم مواطنون من الدرجة المئة، ولا يحق لكم الشكوى حتى إلى الله، ولا تدفعون الزكاة لجيش المسلمين العظيم، ونحن ندعو عليكم في مساجدنا، ودولتنا ترفع من شأن كل من يضطهدكم، وإذا رشح برهامي نفسه محافظا لمحافظة المنيا الإسلامية فسينجح بفضل بركات المسلمين.

أيها الأقباط المساكين،لن تحصلوا على حق المواطــَــنة الكاملة، ولن يعيـــّـن الرئيس قبطيا وزيرا للداخلية أو الدفاع أو الخارجية أو رئيسا للمخابرات لئلا يتجسس لصالح إسرائيل، رغم أننا نحن المسلمين الأكثر إمدادًا لتل أبيب بالجواسيس والمتعاونين.

لن نقرأ عن تاريخكم وقدسيكم وشهدائكم، وسنطلب من الله أن يرحم شهداء المسلمين فقط لئلا نتقابل معكم في جنة الخلد.

كلكم سيدة الصعيد، وكشحكم عيدنا، وكل واحد فيكم ملتصق بزاويته الحمراء.

يا شركاء الوطن، هذا قدَرَكم، وشيوخ التطرف والجنس والتشدد والكذب والعفن الفكري والذهنية الدموية لهم الأولوية تحت سمع ويصر الإعلام ورجال الأمن والقضاء والمنابر والرئيس.

أيها الأقباط شركاء المسلمين في كل نسمة هواء وحبة تراب،لا تُصدّقونا؛ فنحن كاذبون!

محمد عبد المجيد طائر الشمال

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

بين الأيدولوجيا والتكنولوجيا

ماجد سوس على مدى التاريخ لم يُعرف سلاح أقوى من حرب الأفكار ومن ينتصر فيها. …

تعليق واحد

  1. قبطى عبيط شويه

    كل التحيه والتقدير لك سيدى الكاتب الفاضل ومن قبطى عبيط – شويه – اعتذر لكم عن أى تعليقات مسيئه خرجت من أقباط أعباط لا يفهمون القصد من المقال ولكن كما أنت تفضلت وقلت هم لا يقرأون ..وان قرأوا لا يفهمون وهذه أفه ومصيبه أصابت أغلب الشعوب فى منطقتنا المنكوبه …نرجو المزيد من كتاباتك الراقيه الجميله هذه وأنا منظرك دائما . تحياتى لكم وتهنئه مقدما بعيد الأضحى المبارك الذى سوف يكون فى أخر هذا الشهر حسب معرفتى . تحياتى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.