ماهر حنا
كم أنتى مرعبة ومخيفة أيتها السيدة العجوز حتى تجتمع كل قوى الشر فى هذا البلد ضدك
فهل من المعقول يا سيدتي رغم كبر سنك وقوامك الهزيل وطيبتك وعفويتك وبراءة قلبكان يقف أمامك كل هذا الحشد من الطغاة والسفاحين والمأجورين قتلة الوطنية قتلة الحق قتلة الحب منزوعى النخوة والرجولة والضمير والدين الذى هو منهم برئكم أظهرتى يا سيدتى فساد وضعف قضائنا الشامخ كم أظهرتى يا سيدتى لنا خفافيش الظلام
كم أظهرتى يا سيدتى عدم احتواء رأس الدولة لإجلال الحق والعدل كم أظهرتى العوار الذى طال دستورنا كدولة مدنية ظاهريا ودينية طائفية عنصرية على أرض الواقع كم أظهرتى أن الدواعش والأخوان والسلفيين بإمارة كندهار (المنيا سابقا) هم من لهم الغلبة والسيطرة وكم هم متجذرين ينهشون فى جذور الوطن بفتنهم المصطنعة والممنهجة أظهرتى لنا أصحاب النفوس الضعيفة وتغيير ضمائرهم وتزويرهم وتضليلهم فلقد رفعتى عنهم الستار فانكشفوا جميعا لنا ايها القاضى الجليل الحاكم بما لا يرضى الله خبرنى بالله عليك عن حكمك لو ان من تعرت وسحلت وتطاول عليها الهمج هي أمك او زوجتك او ابنتك هل كنت ستنتظر العدالة اربع سنوات ونصف حتى يأتى قاضى مثلك ويخذلك أمامها
ولكن كيف كنت ستنتظر وأنت تعرف دهاليز القضاء وسطوة وسيطرة أصحاب الاجندات وهشاشة دستوركم رفعتم على سيدة مسنة ” سيدة الكرم ” اقلامكم وحناجركم وقوانينكم المجحفة الظالمه كما رفعت عليها من قبل الايادى لتمزيق ثيابها الرث القديم ورفعت عليها الأيادى للسحل والضرب
وعلت الحناجر فوقها بالكبير وكأنه فتح عثمانى او بداية دولة خلافة أما هى فصمتت ولم تفتح فاها وانتظرت ان تجد العدل فى هذا الوطن وعندما خذلها الجميع تضرعت وصرخت إلى رب العالمين ونصير الضعفاء والمساكين حتى يرد المظالم ويركع الظالمين المتجبرين المتعملقين فويل لكم من حساب الله العادل الديان فبعد ان سلبتم حق هذه السيدة الضعيفة وتجبرتم عليها اصيب قاضى الظلم بالكورونا حتى يصبح موبوئا وفتحتم على أنفسكم أبواب يصعب إغلاقها فعقب اصدار الحكم المشين والعالم لم يهدأ
وكأن هذه السيدة هى أم لكل المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية التى ترعى الإنسانية على مستوى العالم حتى أصبحت السيدة سعاد ثابت هى أيقونة للعالم والمرآة التى كشفت الظلم والقهر والنبذ والعنصرية والطائفية والعرقية وكأن الله أراد أن يردعكم يا قليلى الإيمان”
ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومِ تشخص فيه الأبصار”