السبت , أبريل 27 2024
صفوت يوسف
صفوت يوسف

” امسك العصايا من النص”

صفوت يوسف
جملة شائعة نرددها او ينصح البعض بها ” امسك العصايا من النص ” خليك بين البنين يعني امشي مع الموجة . مسك العصا من النص يعني الميوعه في المواقف وكمان عدم وضوح الرؤية او اعلان الحقيقة والتعامل مع الاشخاص والاحداث من النص بلا توجهات ومن غير ملامح ولا شخصية يعني لو مالت العصا يمين اروح يمين ولو مالت شمال اروح شمال ودايما عينك علي النص لانه هو اللي بيحكمك .. كل الفشله والمنافقين وكذابين الزفة ومخادعين الواقع والغشاشين والمزورين ماسكين العصا من النص وبيتحولوا حسب الهوي والمزاج والنوازع الشخصية وحسب المتاح وده موجود للاسف في كل الاوساط سواء السياسيه او الثقافيه او الاجتماعية او حتي في البيوت المصرية او وسط الخلافات الاسرية او مجتمع العمل او الاصدقاء واوقات الصراعات والاختلافات اول نصيحه تسمعها ” امسك العصا من النص وناس كتير اتربت علي كده في البيت مثلا بين بابا وماما او بين الاخوات نطلع بره شويه في المدرسة والجامعه نطلع اكتر شويه في الشغل بين المديرين بين المنافسين نطلع كمان في الاحزاب السياسيه والمطبخ السياسي واطلع بقا زي ما تحب في اي اتجاه واي مجال 

اللي بيمسك العصا من النص ده من غير شخصية ولا هوية ولا يملك دماغ لانه مفضوح عاوز يمشي حسب حساباته وفاكر كده انه تمام ومالك الامور بين ايديه وهو اصلا فاشل 
ملهوش موقف وملهوش مبدأ ولا يعرف حاجه عن الثوابت اللي ممكن يعيش بيها 
عبارة مسك العصا من النص هي نفسها المثل اللي بيقول زي اللي رقصوا علي السلم لا اللي فوق شافوهم ولا اللي تحت شافوهم يعني كده كده مش متشافين 
كام واحد بيرقص علي السلم وكام واحد ماسك العصا من النص ؟ 
كتير جدا جدا جدا لانه منهج واسلوب حياة وعشان كده تلاقي الناجحين قلة والفاشلين اكثرية الاغبياء اكثرية والمفكرين قلائل اصحاب المواقف محددين اما الميوعة واهل الميوعه زي موج البحر اكثرية متدافعه 
من اروع الكلام الذي قرأته عن مسك العصا من النص هذا الوصف 
“أنت لا تضع نقاطاً واضحة على حروف ما تكتب.. يعني لا تقول إلا نصف الحقيقة وتدع نصفها الآخر للشيطان! فالثقة العقلانية والموضوعية بالنفس مطلوبة كل شيء عقلاني وموضوعي يقربك من الحقيقة.. وكل شيء خارج الموضوعية والعقلانية يقصيك عنها! لا تمسكو العصا من نصفها.. ان مسك العصا من نصفها.. مضيعة بدون بوصلة ولا تدري اين تضع قدميها! والنصف أو الوسط كما قال: لينين إنه المستنقع بعينه! ان الامساك بنصف العصا يعني تهميشها وتعطيل فاعلية طرفيها.. يعني انها غير معنية بحكمة «جندي» جون ريد في كتابه التاريخي «عشرة أيام هزّت العالم» ولا «بجوزة» انجلز ولا «بتاريخية» كارل ماركس ولا «بطين» الرميكية في الاندلس.. انها عين مستنقع الانتهازية الذي لا ينضب شبهة منذ فجر التاريخ على وجه الارض! ليست المشكلة مشكلة العصا.. وإنما مشكلة من يمسك بها.. ولم أرَ جلاداً في حياتي يمسك السياط من نصفه وإنما من طرفه ليمزق به جلد ضحيته! ولم أرَ في حياتي ايضا كاتباً يمسك قلمه من نصفه وإنما من طرفه”
هذا الكلام السابق يعبر عن هذا الواقع الذي نمسك فيه العصا من النص 
تحت مبررات واهية والبعض يعتقد انه الذكاء والدهاء الي اخره 
اخيرا نقول 
احياناً نتكىء على عصا الأوهام خوفاً من الوقوع على ارض اليقين

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.