الخميس , مارس 28 2024
كورونا

السخرية والتنمر والتشجيع لمغسل كورونا “الحلقة الثانية”

عدت الى المنزل ولدى بعض القلق والريبة من الغسل . حيث لا نعرف أي شيء عن الفيروس ولكنها كانت خطوه عادت فيها الإنسانية والروح الى القلب مره اخرى بعدما كنا نسمعه  من الاعلام من عدم دفن متوفى كورونا.

في هذه الحالة  من القلق والريبة والشك مما سوف يحدث عدت الى المنزل ودخلت  الحمام  مباشره. بسرعه خلعت كل ملابسي ووضعتها في ماء وكلور حيث سمعت  ان الكلور يقتل الفيروسات .وتم غسلها بالماء والصابون بعد ذالك.واخذت دش بالماء والصابون وكنت ارغى الصابون جيدا حيث سمعت انه ذو فاعليه مع هذا الفيروس المميت.هواجس وافكار تحركت في فكرى ولكن لا اجابات لها .

في هذه الاثناء كان صديقي  في طريقه الى بيته وهو في الطريق ارسل الصور بالواتس  الى ادمن صفحه الفيس بوك .

فتم نشرها على الفيس بوك .ولاقت تفاعلا كبيرا على صفحات الاقصر ، وتحدث الجميع عن تغسيل متوفى كورونا في احد المستشفيات.

خرجت من الحمام وكأنى اجد نفسى في الفيس بوك نفسه اتحرك في كل مكان بواسطه صوري .ووجدت نفسى ملئ السمع والبصر بعدما تركت كل المناصب والمشاغل في عملي .

واتخذت سريري في منزلي عزل لي .أولادي وبناتي وزوجتي يتعاملون معي بكل حرص .

منهم من كان يصنع مسافه بيني وبينهم .الا احد  أبنائي كان دائما معي وبجواري .

كان يوم الغسل المميت يوم جمعه قبل رمضان بأسبوع .و في كل جمعه اذهب الى  زياره  قبر والدتي  في المدافن الخاصة بي ولم انقطع عن  زياره المقابر  منذ توفت  والدتي من سنوات قليله.

ودائما يذهب معي ابنى . ننظف المقبرة وننظف المكان حول المقبرة ونشعل البخور ونقرا القران وندعو لها بالمغفرة والرحمة ..

تناولنا طعام الغداء وصلينا العصر وركبت سيارتي كعاده كل يوم جمعه في الذهاب الى المقبره.

وركبت زوجتي بجواري وابنى معي الذى لا يفارقني .

وفى الطريق كان اخو زوجتي في الانتظار صدفه على غير معاد. وكانوا ذاهبين ايضا الى المقابر .وفرحوا هم واطفالهم عندما شاهدوا  سيارتي لكى يذهبوا معي بدلا من الموتوسيكل .

وكان لا خو زوجتي ابن صغير يحبوا عندما يجدني يرتمى الى لكى احمله وبمجرد ان توقفت السياره.ارتمى ذلك الطفل في حضني وانا اتوجس خيفه ان تصيبه العدوى.

قولت له لو حدث لك مكروه يقولوا جوز عمته  نقل العدوى اليه  .ردت امه وقالت سيبها على الله. وأتممنا يومنا في المقابر الى المغرب وعدنا الى المنزل ولكن  كان  التفاعل مع الحدث  في الفيس  بوك اخذ بعد اخر.

رغم كل التشجيع على صفحات الفيس بوك .

الا ان التنمر بداء وكان سريعا جدا .حيث رن التليفون  المحمول من احد الاشخاص من الذين يطلقون على انفسهم انهم فاهمين كل شيء واي  شيء .

وتنمر عليا  في التليفون .وابدى استنكاره لكل ما عملت وما قمت به . بل واكثر من ذلك فابلغ جميع المسؤولين أنى خطر على مكان عملي .وخطر على العاملين بالمواقع لأنني سوف اقوم بنقل العدوى لهم .

واستمر يلومني ويوبخني قائلا لماذا اقوم بتغسيل متوفى كورونا .

بل لم يكتفى بذلك فوشى  بي الى المسؤولين  وقال لهم انى  خطر على مكان العمل  والعاملين  فيه. بل وهدد انه سوف يتم تحويلي للتحقيق ان لم انتهى مما انا فيه.

وانتهى الحديث معه وكنت متعصب جدا من  كلامه  .ورن التليفون مره اخرى كان  رئيسي في  العمل ودار  الحوار بيننا وطلب منى ان لا اذهب الى عملي وفشلت في اقناعه انى  بخير .ولكنهم كانت لديهم كميه من الخوف والرعب لا حد لها .وكأنهم جمعيا اصبحوا ضد الإنسانية  نفسها .وضد كل عمل فيه خير وليس فيه مصلحه لهم .

هم كانوا مثقفون لكنهم جهله بما اعمل . يتحدثون عن الإنسانية وهم ابعد الناس عنها.

هم دون الإنسانية وزادت الامور الى الاسواء والتنمر هذه المرة مس احد أبنائي .

حيث حل شهر رمضان .وكعاده الاطفال في شهر رمضان يسهرون الى السحور .

ثم يناموا طول النهار لكى يكون الصيام عليهم خفيفا. ونزل ابنى بعد العشاء لكى يلعب معهم .لكن المفاجاءه  انه لم يجد احد  لكى يلعب معه . وتكرر الامر لمده  اربعه ايام  .فأيقنت ان الجيران منعوا اطفالهم من اللعب مع ابنى .لانهم تيقنوا ان أولادي وبناتي حاملين للفيروس المميت. وان أبنائي ناقلين لهذا الفيروس المميت.

ومن المفارقات المضحكة التي حدثت لي  . لي صديق اقابله عند احد المصالح الحكومية التي يعمل فيها .

نتقابل كل شهر حيث نتحدث في بعض الاعمال الخيرية التي نقوم بها كل شهر ..

وفى هذه المرة التي قابلني فيها بعد ان تم الغسل  وانتشر الخبر . عرف هو انه يوجد غسل ميت كورونا في احد المستشفيات . ولكنه لم يعرف منه هم .

محمد توفيق جاد الله القباحى

وكان يقابلني بكل ود  وترحاب  وبشاشه ويخادني بالحضن . وفى سياق كلامنا معا .

قال لي . عرفت ان هناك من يقوم بتغسيل ميت كورونا في المستشفى الفلاني . قلت له  انت تعرف من هم . قال لا

قلت له الواقف امامك هو من قام بتغسيل الميت المتوفى كورونا . قال انت . قولت له انا .

فكان المفاجاءه قلته واتسعت عيناه من الخوف والرعب . بل وتراجع الى الخلف عده خطوات .

قال انت . قولت له انا . فنظر الى يديه  كانه ينظر هل الفيروس  موجود في يديه ام لا .

فسيطر على نفسه وقال . جزاك الله خيرا . وانصرف مسرعا الى عمله .

بل ان التنمر وصل الى مكان عمل ابنى .قال له احد الاشخاص . ماذا يفعل ابوك .فرد عليه ابنى ان ابى يعرف جيدا ماذا يفعل . وانا فخور بما يفعل ابى .

بل ان بعضهم اتهمنى انى سوف اجلب الجائحة الى كل مكان واصبح الكل يبعد عنى .ولا يريد الحديث معي  ومن يتحدث معي  يتحدث معي من بعيد. وانا بعد ذألك امتنعت عن الحديث معهم واعتزلت في بيتي .

ولكن فات اوان الاعتزال .لان تليفوناتنا كمغسلين ميت كورونا كانت قد انتشرت في كل الجروبات على الفيس بوك.

واصبح الكل مترقب متى يكون تغسيل هؤلاء الموتى الذين غسلوا ميت مورونا لانهم لا محاله هم ميتين بهذا الفيرس المميت .

ومر ذألك الاسبوع الذى قبل رمضان .الكل في صمت وترقب الا من تواصلنا على الواتس والشات والفيس.

 الكل  ينتظر مصيرنا ماذا يكون . ولكن الجديد في حياتي كان قد بداء .حيث انى  اصبحت مغسل ميت كورونا . واصبحت سيارتي مشهوره في كل مكان اتردد عليه انها سيارة مغسل كورونا . واصبح الكل في حذر منى .الا ابنى فانه كان دائما ملاصق لي ووجدت فيه عدم الخوف ووجدت فيه الحنان  وكانه لا يدرى بما يعمل ابوه ولكنه كان يعرف كل شيء.

واكملت رحله الغسل والتغسيل .

الحلقة الثالثة …مغسل كورونا في وزاره الصحة

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

تعليق واحد

  1. يا رب

اترك رداً على محمد توفيق إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.