الجمعة , مارس 29 2024
مختار محمود

مصطفى الفقي كمان وكمان!!

مختار محمود

ماذا ينتظر الدكتور مصطفى الفقي حتى يحمل عصاه ويرحل عن سماء المشهدين السياسي والثقافي بلا عودة؟ هل لا يزال قادرًا وهو في هذه السن المتقدمة أن يمارس ألوانًا جديدة من الشعوذة السياسية والثقافية تضمن له البقاء والاستمرار؟ ألم يستشعر الدبلوماسي المُسنُّ الحرج من التصريحات الصادمة الواردة على لسان السفير السعودي السابق في مصر أحمد قطان الذي قال: إن بلاده رفضت اقتراحًا “تحريضًا” من الفقي بتقديم شكوى ضد مصر في محكمة العدل الدولية بشأن جزيرتي تيران وصنافير؟ “الفقي” –بكل أسف- لا يستشعر حرجًا ولا أسفًا من شيء؛ فالرجل الذي يتنازل ليظهر في برامج خفيفة وهابطة، حتى لو برنامج طبيخ أو مقالب، نظير مبالغ مالية “مشروطة”، لا يمكن أن يخجل أو يشعر بالذنب ويقدم استقالته من مناصبه بدءًا من مكتبة الأسكندرية، وانتهاءً باللجان ومجالس الأمناء التي يترأسها بسيف الحياء وأشياء أخرى.

لو أنَّ شخصًا من تيار سياسي آخر هو من تورط في هذا التحريض السافل ضد بلاده، لتمًّ اتهامه ووصمه بكل الدنايا والخطايا، وتعددت المطالب بإحالته على محاكمة عاجلة بقائمة اتهامات ملفقة سابقة التجهيز، وتم تجريسه على رؤوس الأشهاد، وخلعه من جميع المناصب التي يسيطر عليها. كنا نظن أن موائد مصر فقط هي التي ضجَّتْ من مصطفى الفقي، ولكن يبدو أن موائد الدول البترولية ضجَّتْ أيضًا من تطفل المنظر السياسي الكبير، كما يصف نفسه، وكما يراه بعض المستفيدين منه.

منذ سنوات طويلة، وعن كثب..أتابع كتابات وتصريحات ومداخلات مصطفى الفقي وتناقضاته وتحولاته ومناوراته بين زمن مبارك الذي نما وترعرع فيه، مرورًا بفترة حكم الإخوان، وما تلاها حتى الآن، وجميعها تقودنا إلى شخصية “حلنجية”، تتحكم فيها مصلحتها الشخصية، ولا يشغلها شيء سوى ذلك، أمَّا الوطن فيأتي في آخر أولوياته، حتى لو تشدق وزايد بغير ذلك! تطلع “الفقي” إلى الحصول على حقيبة “الخارجية” في عصر مبارك”، كما كان يُمنِّي نفسه لاحقًا بأمانة الجامعة العربية، وهو ما يؤكد أن الرجل لا يعرف قدرات نفسه جيدًا، ويظن بها ما يظنه “الحلنجي”، وهو الشخص الذي يدَّعي كلَّ شيء؛ يدَّعي المعرفة ومعرفته سطحية ، ويدَّعى المثالية وقدماه غائصتان في الطين، ويدَّعي الحكمة وهي منه براء، الكلام بضاعته، والصوت العالي طريقته، والتأثير من خلال أدوات الإقناع اللغوية أسلوبه، يُضحي بالجميع من أجل مصلحته الشخصية، يؤمن بمقولة “جوبلز”: اكذب .. اكذب.. حتى يعتقد الناس أنَّك صادق، المنصب لدي الحلنجي ضمانة أساسية للتحرك، وللاستمرار، والحلنجي يحب المظاهر، ويستغرق فيها..وقد تكون الحنجلة أداة تعويض، وأسلوب تعبير عن نقص، وكلُّ ذي عاهة جبار دائماً في حنجلته، وكل ما تقدم مجرد غيض من فيض الدبلوماسي العجوز!

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.