السبت , أبريل 20 2024
الكنيسة القبطية
البابا تواضروس الثاني

بهدوء.بعد اِنتِهاء أعمال المجمع المقدس: الأقباط ما بين الرفض والاحتجاج.. وتأيَّدَ ومطالبات لقداسة البابا تواضروس الثاني !

د.ماجد عزت إسرائيل

بعد اِنتِهاء المجمع المقدس من أعمال جلسته العامة في 4 مارس 20201م م برئاسة صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني وسكرتارية نيافة الحبر الجليل الأنبا دانيال أسقف المعادى ودار السلام وتوابعها، وبحضور نحو(97)عضواً من الآباء المطارنة والأساقفة.

وقد سبقت هذه الجلسة أعمال للجان المجمعية ناقشت شئون الإيبارشيات والأديرة والأسرة والتعليم والإعلام والرعاية والخدمات الكنسية والعلاقات العامة والعلاقات المسكونية وكذلك شئون المهجر. فهناك رفض واحتجاج على بعض قرارات المجمع المقدس وأيضًا هناك تأيد ومطالبات للأقباط ينادون قداسة البابا تواضروس الثاني بتحقيقها.

وكما أعتدنا دائماً في هذه السلسلة مناقشة قضايا الأقباط سواء في مصر أو خارجها بنوع من الهدوء لأن الضمير الهادىء هو الطريق للإنسان الهادىء. وكما ذكر الكتاب المقدس “لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ…الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ” (سفر الخروج 14: 13، 14).

الأقباط ما بين الرفض والاحتجاج على قرارات المجمع المقدس

   تعلمنا من كتب العلوم الإنسانية بعض الملاحظات العامة على الشخصية المصرية التي قد تكون انعكاسا لتجارب خاصة لأصحابها. قد يرى البعض تعميمها،إلا أنها لايمكن أن تعنى أن المصري (القبطي) يرضى بالأمر الواقع هكذا بشكل مطلق ومهما كانت درجة الجور والظلم، ولكنه أقدم على الاحتجاج متى ضاقت به السبل عن قضاء مصالحه فيمكن القول إن الاحتجاج كان فرديا وصامتا تتضح مظاهرة في الأمثال الشعبية والغناء والنكتة والعبارات المسجوعة.

وربما يوافقنا الجميع أن مواقع التواصل الاجتماعي في يومنا هذا تعد أكبر منصات للاحتجاج على بعض القرارات سواء ما يخص بعض الدول أو المؤسسات أو الكنيسة. وأكبر دليل على ذلك تناول البرامج التلفزيونية (التوك شو) بعض الأحداث تفصليًا.. أما الرفض فكان علينا وجماعيا في الغالب وقد سجلته العديد من كتب التاريخ ويحدث إذا كان الظلم عامًا ولا يخص فردا بعينه. 

وهناك الرفض الاجتماعي وهو حالة من عدم قبول فرد أو مجموعة في مجتمع معين أو جماعة أو ثقافة معينة، مما يسبب اّثار سلبية نفسية أو جسدية للفرد قد تكون قاتلة في بعض الأحيان. وقد تعلمنا من الكتاب المقدس الرحمة و أن الله حنان حيث ورد قائلاً:  “فَإِنَّ الرَّبَّ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، يَغْفِرُ الْخَطَايَا وَيُخَلِّصُ فِي يَوْمِ الضِّيقِ.” (سي 2: 13) . وأيضًا «عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ وَجَمِيعُ أَحْكَامِكَ مُسْتَقِيمَةٌ وَطُرْقُكَ كُلُّهَا رَحْمَةٌ وَحَقٌّ وَحُكْمٌ.” (طو 3: 2).

من أهم القرارات التي تناولتها وسائل الأعلام بكل أنواعه ما يخص المتنيح الدكتور “جورج حبيب بيباوي” فهناك من أيَّد كلام صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني ونصه كما ورد في مضبطة الجلسة في 4 مارس 2021م قائلاً:” أثناء الجلسة شرح قداسة البابا بكل وضوح وشفافية موضوع السماح بمناولة جورج حبيب بباوى– بناء على خطاب منه يعلن إيمانه –وتفهم الآباء أعضاء المجمع الموقف الرعوى والانسانى الذى اتخذه قداسة البابا وهذا لا يلغى قرار المجمع سابقا عام 2007م بحرمان تعاليمه وكتبه”.

وبالتأكيد هناك بعض الأقباط من مؤيدي الدكتور بباوي ونخص تلاميذه ومحبيه ومريدية فعبروا عن رفضهم لـــحرمان الدكتور جورج بباوي من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طبقًا لقرار المجمع المقدس عام 2007م بالاحتجاج عبر منصات التواصل الاجتماعي ضدد ما ورد في الجلسة العامة للمجمع المقدس. وقد وردت العديد من التفاسير نذكر  منها أن ما ورد في الجلسة العامة في هذا الموضوع لتأيد بعض المطارنة والأساقفة من أجل مساندة البابا في إدارة الدار البطريركية.

والبعض الآخر ركز على أن موقف البابا تواضروس الإنساني بمناولة الدكتور جورج بباوي. وربما كنت أتمنى أن نركز على الجانب الإنساني فقط دون الدخول في أي تفاصيل تخص هذا الشأن من أجل هدوء وسلام الكنيسة القبطية.

قرارات المجمع المقدس التي لاقت قبول وتأيد واسعًا لدى الأقباط

   ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض القرارات للمجمع المقدس لاقت قبول واسع لدى الأقباط وأهمها دراسة الملف المقدم عن المتنيح الراهب يسطس الأنطونى(1910-1976م) والمتنيح القمص بيشوي كامل (1931-1979م تمهيداً للإعتراف بقداستهما. وأيضًا الإعتراف الكنسي بدير القديس يحنس القصير للرهبان بطريق العلمين في مصر. عدم جواز دفن الآباء الكهنة أو الأراخنة داخل أسوار اي كنيسة أو ملحقاتها أو بيوت خدمية أو ممتلكاتها من مزارع أو منتجعات خدمية، ولا يتم نقل أي من الآباء الكهنة المتنيحين سابقًا.

وكذلك من أجل تأصيل الحياة الرهبانية والحفاظ على رهبنة الراهب وعلى سبيل الإستثناء يسمح للراهب بالخدمة خارج مصر أو داخلها لمدة زمنية لا تزيد على ثلاث سنوات، ويعود بعدها إلى ديره ليواصل حياته الرهبانية، ويتعهد بذلك الراهب ورئيس ديره، والأب الأسقف الذي سيخدم معه.ويرى البعض عدم الاستعانة بالرهبان  في مجال الخدمة خارج الدير وخاصة في أمريكا وأستراليا وأوروبا. لأن الراهب مثل السمكة لو خرج خارج ديره يموت.

    ومن الجوانب الإيجابية لقرارات المجمع المقدس في دورته في مارس2021م تشجيع المدارس والحضانات التابعة للكنائس القبطية، وكذلك التربية الكنسية بقبول ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تسمح حالتهم بالدمج وتوعية أبناءنا وبناتنا بعدم التنمر عليهم. وضع ميزانية لدعم التعليم والصحة لأبناء المسجونين، وتأهيل الخارجين من السجون نفسيا ومهنيا، بالتعاون مع أسقفية الخدمات، وأي جهات أخرى.

وأيضًا الإهتمام بعمل كرنفال في المناسبات القبطية للاحتفال علي المستوي الكنسي والشعبي للتقارب بين الثقافات المختلفة ولتقديم ثقافتنا القبطية الي جوار أيماننا الأرثوذكسي وإقتراح ثلاث مناسبات ثابتة للاحتفال الكنسي والشعبي بالمهجر: عيد دخول السيد المسيح أرض مصر يوم1 يونيو،عيد الشهداء المعاصرين (شهداء ليبيا) يوم15 فبراير، نقل جبل المقطم 27 نوفمبر.

مطالبات لقداسة البابا تواضروس الثاني

وهناك مطالبات وتساؤلات لصاحب القداسة البابا تواضروس الثاني خلاصتها ما يلي:

أولاً: توحيد الزي الكهنوتي الموحد؛ لضمان عدم انتحال أحد لشخصية الكاهن، والتي يستغلها البعض في دخول الكنائس ومنازل الأقباط، وجمع التبرعات والنصب على الأثرياء. وأيضًا يجب مراعاة البساطة لتحقيق العدالة بين جميع الآباء المطارنة والأساقفة والقمامصة والقسوس.  

ثانياً: إنشاء إدارة مالية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومعرفة الميزانية العامة لها وخاصة حجم النفقات والايرادات. وأيضًأ يتم ذلك الإدارة المالية في الأبرشيات على أن يتولي العمل عليها المختصصين.

ثالثاً: وضع القنوات الفضائية المسيحية الخاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحت إدارة  ورقابة الدار البطريركية أي قداسة البابا تواضروس الثاني.

رابعاً: لماذا لم يتم سيامة أسقف لدير أنبا مقار العامر ببرية شيهيت بوادي النطرون.بعد استشهاد الأنبا أبيفانيوس(1954-2018م) في يوليو 2018م. 

خامساً: لماذا لم يتم مناقشة أزمات الكنيسة القبطية في أستراليا وفرنسا بكل شفافية وإصدار قرار عام..والمعاقبة كنسيًا؟

   وأخيراً، فليحفظ الرب شعبه وكنيسته بشفاعة ذات الشفاعات معدن الطهر والجود والبركات سيدتنا كلنا وفخر جنسنا العذراء البتول الزكية مريم. وبصلوات صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني الرب يسنده ويقويه ويعينه على هذا الإرث الثقيل وهذه الأمانة نتمنى لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية كل الهدوء والسكينة؛ ولمصرنا الحبيبة كل الخير والسلام.كما قال الكتاب المقدس: “عِيشُوا بِالسَّلاَمِ،وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ”(رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 13: 11)!

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.