الخميس , مارس 28 2024

في يوم الآلام : رداء السيد المسيح… كما رأيته في ترير بألمانيا!

د.ماجد عزت إسرائيل

يعد رداء السيد المسيح الذي أقترع عليه الجنود الرومان القرعة في أثناء صلب يسوع من أهم الذخائر المقدسة، وهذا الرداء يوجد داخل كاتدرائية مدينة ترير الألمانية، ويتم عرضه للتبـــارك كل25 عاماً للزائرين، وكاتب هذه السطور حضر بنفسه عرض هذا الرداء في يوم21 أبريل2014م، وجلوس بجانب الرداء لمدة طويلة من أجل وصفه للمهتمين والكتاب والمؤرخين، لأن عرض الرداء يعد حدثاً تاريخياً هاماً في ألمانيا بصفة عامة ومدينة ترير بصفة خاصة.

وربما اعتقد لهذا الرداء قيمة عالمية لانه دليل على صدق ما ورد بالكتاب المقدس من تنبؤات “وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً».” (مت 27: 35).

وشاهد على صلب إنسان بريء ظلمًا، وأيضًا على مؤامرة الكهنة والشيوخ ضد مخلصنا الصالح  “وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ،” (مت 26: 59).

   ورداء السيد المسيح حاليًا يوجد بمدينة ترير التي تقع جنــوب غـرب ألمانيا،على نهر الموزيل، أحد روافد نهر الراين في،ضمن مقاطعة راينلاند-بفـــالز Rheinland-Pfalz التي عاصمتها مدينة “مـــاينز”؛ وبالتحديد تبعد نحو ما يقرب من 150 كيلومترا جنوب غربي فرانكفورت،ويبلغ عـدد سكّانها طبقاً لاحصاءعام 2006م(103.518) نسمه.

ومدينة تريرTrier تتميز بموقعها في طرق المواصلات الدولية، فهي ملتقى للسكك الحديدية بين الشمال والجنوب،وتشتهر بأسواقها الجاذبة ذات السلع المتنوعة،التى نذكر منها السلع الجلدية والمنتجات الفولاذية والأنسجة.

ولمدنية ترير الألمانية أو إذ جاز التعبير كاتدرائية ترير الألمانية علاقة بالكنيسة المصرية الأرثوذكسية، حيث نفى إليها البابا “اثناسيوس الأول”البطريرك رقم(20) فى عداد البطاركة(328-373م)وكان من الشمامسة المتبتلين،كما يوجد مذبح لكنيستنا بذات الكاتدرائية.

     ورداء السيد المسيح هو الذى أخذه الجنود الرومان، عقب الصلب مباشرة حسب ما ذكره الكتاب المقدس: “والجند لما صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام.

ولكل جندى قسم وأخذوا القميص أيضًا وكان القميص غير مخيط منسوجاً كله من فوق.

فقال بعضهم لبعض لا نشقه لكنا نقترع عليه. لمن منا يكون.

ليتم المكتوب القائل. اقتسموا ثيابى بينهم. وعلى لباسى القوا قرعة هذا ما فعله الجند”.(إنجيل يوحنا19:12-27).

وبعد الأقتراع كان من نصيب أحدهم، وبعدما مر برحلة طويلة خلال أجيال متتالية من أسرة إلى أسرة ومن مكان إلى مكان حتى أستقر أخيراً في داخل كاتدرائية ترير.

    والآن يجب عليك أيها القارئ متابعة وصف الرداء كما شاهدته وهذه شاهدة للتاريخ وشاهدة حق، فالراداء غير مخيـط بل منسوجاً، طولة أكثر من متر وأربعين سنتميتر،ربما يغطى فوق الركبـة مباشرة،وأكمام الرداء تغطى حتى الكـوع من ذراع المخلص،والرداء مقفول من أعلى وبه فتحة على قــــــدر الرأس،أما الرداء من الخارج يميل للون البنى الدكن(يقترب من اللون البنى الغامق) ومن الداخل مبطن بما يشبه القماش(الساتان)ــالمعروف لــــدينا بهذا الأسم فى مصرــ ومن الملفت للنظر على الكم الأيمن علامتان لونهم أحمر (ربما يقترب من أثنين سنتيمتر) ربما يكون مكان غرس الجنود الرومان آسنة السيوف به،بل من الأسفل يظهر لون بها ما يشبة العرق الشديد بالملابس فى يومنا هــــذا، نتيجة التعذيب،والرداء بكاملها لا توجد بهــــا أجزاء ناقصة، وهـــو من أنواع القماش التى كانت منتشرة بمنطقة الشرق الأوسط،وهذا الرداء يشير للعديد من الرموز والعلامات والأشارات التى وردت بالكتاب المقدس بعهديه، ونذكر هنا على سبيل المثال ما ورد بإنجيل يوحنا حيث ذكر قائلاً:” والجند لما صلبوا يســـوع أخــذوا ثيابه وجعلوه أربعة أقســام، لكل جندى قســـم،وأخذوا القميص(الـرداء)أيضا،وكان القميص غير مخيــط، منسوجاً كله من فــــوق،فقال بعضهم لبعض،لا نشقه لكناً نقترع عليه،لمن يكون.لــيتم المكتوب القائل: “إقتسمــوا ثيــابى بينهم، وعلى لباسى ألقوا قرعة.هذا ما فعله الجند”.(إنجيل يوحنا الإصحاح19آية12:27)، وحاليًا يعــد ـرداء السيد المسيح علامة مضئية للكل النفوس الضالة، أتمـــنى أن يكــون الرداء سبب بركـة للجميع.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.