الخميس , مارس 28 2024
حنان بديع ساويرس
حنان بديع ساويرس

مابين السباعى وماهر ، فطوبى لصانعى السلام !!

بقلم الكاتبة / حنان بديع ساويرس

قلتها ولازلت أقولها وسأقولها ما حييت أن أي شخص يحمل الجنسية المصرية أي المفروض أنه مواطن مصري فالطبيعى أن يكون إنتمائه وولائه لمصر فقط ولا تعلو أي مصلحة على مصلحة وطنه مصر ، ولكن أن يخرج علينا من يُهللون ويَصرخون ويَلعبون على مشاعر البُسطاء في مُحاولة لتأليبهم للزج بمصر في حروب لا شأن لها بها للحرب مع إسرائيل لصالح فلسطين بدعوى مُساعدة الأشِقاء والأخوة ، فلا أدرى هل الأخوة في إتجاه واحد ؟! فلماذا لا نرى أخوة أو مُساندة من الآخر لمصر في وقت الأزمات أو الحروب فهل هناك من حارب عنا في حروبنا السابقة أو من ساندنا في أزماتنا … فمُنذ حداثتى وعندما فُتحت عيناى على الدنيا وأنا أعرف جيداً دور مصر في القضية الفلسطينية ومدى مُساعدة مصر لفلسطين مادياً ومعنوياً بل الأدهى أنها خاضت حرب لا ناقة لها فيها ولاجمل عام 1948 من أجلها ، ومع ذلك لم نرى سوى خيانة بعضهم لأبناءنا على الحدود مما تسبب في المزيد من سفك دماء أبناءنا من الجيش المصرى ، فأتعجب كل العجب عندما أرى مِصريون يَصيحون بِنعرة حُنجورية مُبالغ فيها !! أنه على مصر الخوض في حرب لأجل فلسطين فَيُعلون مَصلحة فلسطين على مَصلحة وطنهم والذين بدونه لأصبحوا مطرودون مُتسولون في دول العالم بدون مأوى ، خصوصاً في بعض الدول العربية التي تتعامل مع المصريين بكبرياء وإستعلاء بأموالهم وكل يوم نسمع عن قصة لإهانة المصريين في بلادهم ، وكل هذا في كفة وماحدث لوزيرين مصريين على أيدى الفلسطنيين التي تساعدهم مصر بكل ما أمتلكت من قوة أو مقدرة ، فأسرد لكم اليوم موجز لقصتين لعل أصحاب ذاكرة السمكة يتذكرون ويستعيبون ، فإن نسيتم أنتم لن ينسى التاريخ ، فسأبدأ بالقصة الأولى وهى الأحدث والتى حدثت عام 2003 حين أهان الفلسطينيون كرامة كل مواطن مصري في شخص وزير خارجية بلاده حينها الوزير المصرى الأسبق أحمد ماهر الذى تجاوز حينها خمسة وستون عاماً تقريباً ولم يرحموا شيخوخة الرجل أو كرامته أو مكانته حينما تكالبوا عليه حينها قاصدين قتله عندما رشقوه بالأحذية وشعر بالإختناق ويوجد فيديو يُثبت ذلك ويبدو أنهم أصابوه في رأسه من الخلف إلى أن إستطاعت الشرطة الإسرائيلية أن تخرجه بسلام قبل أن يقضوا على حياته ونقلوه للعلاج بمستشفى إسرئيلى !!

تخيل عزيزى القارئ أن تذهب لفض إشتباك بين جارك وبين أحد أعداؤه وأعداءك في نفس الوقت فيخرج جارك الذى ذهبت من أجل مصلحته مُحاولاً قتلك ولا ينقذك من يده سوى عدوك وعدوه!!هذا ما حدث بالفعل ففي يوم 22 ديسمبر 2003.. لم يكن يومًا موفقًا للراحل أحمد ماهر، وزير الخارجية الأسبق، ففى هذا اليوم المشئوم تعرض فيه أحمد ماهر للضرب بالأحذية فى المسجد الأقصى بالقدس. وكان ماهر يزور إسرائيل لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، وكانت أول زيارة يقوم بها لإسرائيل منذ عامين وقتها وغضب المصلون فى المسجد الأقصى من ماهر بسبب إجراؤه محادثات مع إسرائيل فواضح أنهم لا يُريدون سلماً وعندما يجدون وزير يُمثل مصر يحاول صنع السلام من أجلهم يحاولون إغتياله لأنهم يريدون من مصر أن تقاتل وتحارب وتدافع عنهم بدماء أبناءها !!!

القصة الثانية ستعود بنا إلى سبعينيات القرن الماضى وبطل القصة هنا إستشهد على أيدى الفلسطينين الذى سافر حينها للدفاع عن قضيتهم سلمياً مع إسرائيل لكن يبدو أن السِلم كالعادة لم يأتي على هوى الفلسطنيين أيضاً !! وهو الأديب والكاتب الكبير والوزير الأسبق يوسف السباعى وكان الأديب الراحل يتولى منصب وزير الثقافة آنذاك، ومنذ عام 1973، وبحكم منصبه سافر إلى دولة قبرص، لحضور مؤتمر التضامن الأفروآسيوي السادس ، الذي عُقد لصالح القضية الفلسطينية، بصفته أمين عام المؤتمر، وصل يوسف السباعى إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا على رأس الوفد المصرى المُشارك ، فبينما كان ينزل من غرفته بالفندق ، صباح يوم السبت 18 فبراير 1978، متجهًا إلى قاعة المؤتمرات بالمكان ذاته، وقف يطلع على بعض الصحف الصادرة صباح ذلك اليوم، لم يعرف “السباعى” أن هذه الصحف ستكون آخر ما يقرأ فى حياته ، حيث فؤجى رواد الفندق، بقيام شخصين بإطلاق النار على السباعى، أصيب بعدد 3 طلقات منها، فارق الحياة على إثرها عن عُمر يُناهز الستون عاماً ، وأشارت أصابع الإتهام إلى مُنظمة التحرير الفلسطينية. عجباً !!!

يوسف السباعي تغتاله أياد فلسطينية آثمة رغم أن الرجل كما هو معروف وكما هو مُعلن كان من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في نيل إستقلاله وتقرير مصيره، ولكن الجُبناء أمطروه بوابل من الرصاص بدعوى أنه كان مِمَن أيدوا زيارة الرئيس السادات للقدس في نوفمبر عام 1977 وشاركوه في رحلته إلى المسجد الأقص .

فالرجلين المصريين ذهبوا لصناعة السلام في مُحاولة لحل القضية الفلسطينية التى نسمع عنها مُنذ الأزل وكان جزاءهما سفك دماءهما فالسباعى نجحوا في قتله بالفعل وماهر تم إنقاذه بإعجوبة غير خيانة وسفك دماء شهدائنا على الحدود ومع ذلك نجد من المصريين من يُحاولون دفع مصر دفعاً في مشاكل وحروب .. فلا أرى هؤلاء سوى خائنين للوطن ولإبنائه وهم أول الفارين الهاربين لو قامت مصر بإرسالهم ليُحاربوا بأيديهم لصالح فلسطين .. أو أرى البعض منهم مُغيبون أو جهلاء وهؤلاء أقول لهم أقرأوا التاريخ فهو لا يكذب أبداً فكم مرة ضحت مصر من أجل القضية الفلسطينية ولم تجد سوى الخيانة والإهانة .. فآن الآوان أن ننهض بمصر ومُستقبلها وأن لا يحاول أحد هدم ماصنعه الرئيس السيسى من أجل سلامة مصر ونهضتها وعلوها وإحترامها ورفع شأنها بين الأمم .. فأنا مع مُساعدتهم مُساعدات إنسانية كعلاج وغيره وغير ذلك لا يلوم علينا ٲحد … فلن تنهض أمة أبداً كل طموحها في الحياة أن تُحارب بالنيابة عن جيرانها وقد حاولت مصر من أجلهم بالحرب سابقاً تارة وبالسلم تارة .. فليذهب مُدعى الوطنية والخائنين والمُرحبين بالحروب والدمار وسفك الدماء إلى الجحيم ، فطوبى لصانعى السلام .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

تعليق واحد

  1. مقال رائع ومفيد لكي الشكر .. استاذة حنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.