الجمعة , مارس 29 2024
يسوع

يسوع المدرك

ماجدة سيدهم

من أعمق وأقوى مشاهد فيلم المسيح الأشهر ..في رأيي. مشهد يسوع وهو ماشي مع التلاميذ في السوق بيتكلم مع الناس وبيعلمهم وبحركة عفوية خفيفة الدم أخد برتقانة من سبت فاكهة كبير وحدفها بلطف وحميمية لواحد تاني خالص بسيط قاعد على الرصيف المقابل ..هو دا بالظبط ..السوق كبير ومليان من كل صنوف البشر …بياعين على كهنة على عاهرات على طيبين على عيال بتلعب على بلطجية على فقرا على مرضى وغيره كتير .. ..يسوع مدرك تماما إن كل كلمة بيقولها حتى لو بيفسرها لهم لو صعبة عليهم مش بتمشي مع كل الناس ..ومدرك كويس أوي أن لكل واحد من البشر وبلا استثناء من أول تاريخ الخليقة وله مفتاح مختلف عن التاني يدخل له منه ويتعامل معاه ..ماهو مافيش حد إطلاقا مالوش لازمة أو مش مهم …(دا الشغل الممتع للفخاري والحلو على قلبه ) .. فيه اللي بيفهم الكلمة على طول وفيه بالمواجهة وفيه اللي بيفهم بالمعجزة أو بالشرح أو بقرصة ودن أو بكرباج أو بالطبطبة والحضن أو بالمناقشه والجدال وفيه اللي بيفهم بعد مايبعد وينكر تماما لأن من حقه يختبر قراره .. وفيه كمان اللي محتاج يفهم ببرتقالة .. ..فأخد البرتقانة وهو بيضحك و بكل العشم من سبت تاجر هو قاصده وحدفها بكل الحب وهو بيضحك برضه لشخص تاني ومقصود برضه .. وكأنه بيقوله أيوه أنت ..أنا بحدفهالك ..يالا ألقطها بسرعه ..لا التاجر زعل وحس بخسارة ولا الفقير اتحرج رغم احتياجه .. لأن كل واحد فيهم حس بكرامة الامتياز ..وأظن أن التاجر كان فخور من غير تعالي وكأنه بيقول لكل الناس أنا اللي يسوع ضحك معايا وفرحني أوي وأخد من عندي برتقانة .. وكمان الراجل البسيط حس بنفس الفخر والامتياز وأكيد قال وأنا اللي يسوع دللني وكبرني أدامكوا كلكوا وماكسفنيش وحدف لي البرتقانة .. مش إحنا كتير بنعمل كدا مع ولادنا من غير ولا كلمة وبيبقوا فرحانين أوي .. الولاد بيحسوا بقيمتهم وغلاوتهم عندنا من سلوكيات عفوية بتفرح وتطمن ومليانة اهتمام وحب ..فيه ناس فعلا ماش عاوزة تسمع آيات ومواعظ وكلام مرصوص لأنه فعلا ممل ونتيجته غالبا صفر .. لكن محتاجة يترجم لها القصد من الكلمة في تصرف وسلوك إنساني راقي وبكرامة … يحسوا معاه أنهم مهمين وإننا محتاجين لهم فعلا نقسم اللقمة معاهم مثلا وناخد برأيهم في أمور ما ..* الحقيقة في الزمن الصعب كلنا محتاجين البرتقانة دي ..ناخدها مرة ونعطيها مرات .. والأهم نطلب في صلاتنا أننا نعرف مفاتيح بعض علشان الثمرة ماتتأخرش عن موسمها ..والكلمة اللي تخرج ترجع مليانة ومفرحة ..! مجرد تأمل ..أحد مقدس

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.