الجمعة , مارس 29 2024
الدكتور ميخائيل قديس

فضفضة داخلية

بقلم الدكتور ميخائيل قديس
عندما يدخل الانسان الى مخدعة و يرخى جسدة المنهك ويلقى بجسدة على الفراش حين يداعبة النعاس وتتوالى صور الامس واليوم من احداث يطير النوم من اعيننا ربما لرقة المشاعر وربما لهول الحدث وربما لتذكار الاحباب الذين رحلوا ولازالو يعيشون معنا فى عاداتنا اليومية واعيادنا … ربما مشاعر كانت مكبوتة ومشاكل كانت موتورة … وحين نخلد الى النوم ونتلو الصلوات بمزامير داود فى سرنا …تشعر بارتياح كامل واتكال كلى على الهك … اقترب موعد عيد الام … وبدات الدموع تنهال وتسح على الخدود ..ز اتذكر والدتى منذ رحلت من عامين وكانت طريحة الفراش لمدة خمسة عشر عاما .. ولكن السلام الداخلى الذى كان يخرج منها يعطينا الطمئنينة على الدنيا كلها وكانها بشبابها تمرح وتفرح … ذهبت هى الى بارئها ولكن روحها وكلماتها لازالت ترن فى اذنى
كانت تقول لى (كان الله مع يوسف فكان يوسف رجلا ناجحا ) وكانت تقول لى تفتكر لية يوسف ربنا كان معاة عارف لية لانة راعى غنم بسيط ولكن قلبة شجاع قتل الذئب والاسد وكانة امام كلب اجرب وكان قلب داود فى غاية البساطة … اقترب يوم عيد الام وماذا اقدم لها بعد ان قدمت حياتها شمعة تحترق بيننا … غير الرحمة والمغفرة … ثم تذكرت ابنى …. سياتى عيد الام واول عيد لن يقدم لها هدية لقد اختطف الموت زوجتى فجأة دون مقدمات خلال شهر واحد اصبحت وحيدا من رفيقة حياتى….تكالبت علىّ الهموم والمشاكل … كانت السند الاول لى فى حياتى وهى كوالدتى كانت شمعة تحترق بين عملها وواجباتها المنزلية رغم اشتراكى معها فى اغلب اعمال المنزل …ولكن غابت عنى وعن ابنى فجأة …. فلمن سيقدم ابنى هديتة البسيطة وهل سيمر العيد بهدوء ولا نشحذ افكارنا على ايامنا معنا ….
سبعة اشهر مرت على وفاتها وكان عيد ميلادها يقترب منا ولكن رحلت فية … وحتى والدتى لم تختار ليوم رحيلها منذ عام ونصفالا عيد
الا عيد ميلادى حيث افترقنا فى الحياة ولكن ارواحهما معنا ….. فعلا الأديان السماوية عرفت قيمة الام فامرت فى الايات الكريمة من القران الكريم ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهم قولا رحيما … والوصايا العشر اكرم اباك وامك لكى تطول ايام حياتك على الارض
وتكلم الشاعر العظيم شاعر مصر والنيلحين قال ( الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق )… ياليتنا نحنو عليهما كوالدة وزوجة واخت وابنة … فهم سندنا فى الحياة … جالت هذة الافكار بخاطرى مع اقتراب عيد الام … كل عام وانتم بخير ومصر الام الكبيرة بخير وسلام وامان … امين يارب العالمين

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.