الأحد , ديسمبر 8 2024
ماجدة سيدهم

مابين التنوير والتخلف أزمة وطن

وبعد تأزم المشهد بهذا الشكل المتردي المخيف نقدر نؤكد وللمرة الألف ماعندناش تنويرين (فيما ندر ) وبالتالي ماعندنا حركة تنويرية ناجحة مقابل اكتساح وتأثير رموز الجهل والتخلف على كل حارة وعطفة في المحروسة . شوية أسباب :

حركة التنوير لم تتحرر إطلاقا من جذور والتباس ومخاوف المرجعية الدينية السلفية والمتردية ولم تنطلق لحظة بشجاعة لتضافر مع علوم الفلسفة ومنطق الفكر الأخلاقي والإنساني الحر ..

لذا نحن أبعد مايكون عن التنوير والتحرر والتحضر والعلمانية .

اغلب الرموز والنخب الثقافية والتنويرية مدعين ..وهذا يتضح وقت الأزمات أو مجرد التشكيك في الولاء الديني لهذا الرمز ..ففجأة يطلع الرجعي اللي جواه ..ويبدأ يدافع عن نفسه باللعب بالألفاظ .. ودا بسبب عدم اليقين فيما يدعي .. والخوف على المكانه الإجتماعية أو مكتسباته ولأنه كمان واثق ومطمئن أن التوجه العام سلفي أصيل ..

للأسف غالبية اللغة التنويرية هي لغة مشبعة بالاستعلاء والسخرية والتحقير والتهكم اللاذع على جموع هائلة من المنساقين في أوحال موروثات الخرافة والفكر القبيح .. لذا بيكون الهجوم الشعبي عليهم شديد الغلظة والشراسة .. وبالتالي يظل الحوار التنويري منغلقا على نفسه ..فهم يقرأون ويكتبون لبعضهم البعض ..يحضرون الندوات والمؤتمرات لبعضهم البعض ثم يشيدون بأفكارهم وأقلامهم بالكثير من التفخيم من دون أدنى حرف واحد مضيء يصل للعامة المقهورة بلغة بسيطة ومشجعة ومطمئنة خاصة و أنه لاتوجد حماية قانونية تضمن احترام طرح الاختلافات في الرأي والنقد والاجتهاد خاصة فيما يخص التراث الديني .. .. .

لأن التنوير هو فقط حركة ضد سطوة التراث الديني المنتهي الصلاحي واللي يفلح في كل مرة بتضيق الخناق على العقل والفكر وحق التنفس لذا التنويري يدرك جيدا خطورة المواجهة مع التيار السلفي لتزداد الفجوة العدائية بين شوارع المحروسة المشوهة بالإنقسامات والعنف والشكوك … كل هذا وأكثر يؤثر بالسلب والقمع لرموز التنوير الحقيقية والمخلصة واللي بيكون حياتها هو الثمن لخروج البلاد من ازمتها الثقافية المتهالكة ..

وماذا بعد لن تخرج الأوطان من هزيمتها غير المسبوقة الا من قلب القاع المسحوق بالقهر والخوف والاحباط واليقين المعتم بالوهم .. وعلى المتضرر اللجوء للرفض الصارخ والنجاة بحياته للنور والحرية ولمستقبل يختاره من دون قيد أو خوف لأول مرة .

شاهد أيضاً

بحبك يا مصر

بقلم الاعلامي /  رافت بسطا أحبها حتى الجنون.. ورغم كل الخلافات التي بيننا الا انني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.