الجمعة , مارس 29 2024
دكتور أيمن إبراهيم الشافعي

إكس لارج ( محمد ممدوح) جراند اوتيل (دراما الزمن الجميل) .

بقلم / دكتور أيمن إبراهيم الشافعي
كنت على يقين دائم بأن امكانيات الممثل الموهوب لا تنحصر فى تفاصيل الشكل ووسامة الوجه وتناسق الجسم اذ ان الموهبه هى القدره على الذوبان فى الشخصيه للدرجه التى تقنعنا بأن من نشاهده ونشعر به ونصدقه هى شخصية العمل الفنى لا شخصية الممثل .

وجدت قناه تلتقى تماما مع امنياتى ، اذ تمنيت ان اشاهد الاعمال الدراميه ككيان واحد متصل لا تتخلله فواصل اعلانيه ولا تقطع اوصاله اساليب تجاريه هى اكثر ما يهم اصحاب القنوات الان ، قناة بانوراما يوم أو PNC التى تعرضا المسلسل كاملا كعمل واحد مثل الافلام , بالصدفه البحته كان المسلسل ( جراند اوتيل ) جذبنى جدا الفنان الهوليودى محمد ممدوح ( دور أمين فى المسلسل ) حيث المفترض انه يؤدى دور رجل كبير لديه قصور فى النمو العقلى وبطء الاستيعاب ، فأجلس صامتا مبهورا بهذا الممثل ، المبدع التى يفرز جسمه الاكس لارج هالات من الابداع بحجم 3 اكس لارج ، انطلاقا صاروخيا للابداع من اول وهله للمشهد ليس تدرجا كغيره ، غزاره رهيبه للتجلى فى الاداء لم اشاهدها بهذا الوهج من ممثلين غيره ، تخرج من كل كيانه وكل عضلات وجهه كمثل غزاره

( التعرق ) الذى يخرج من وجهه مصاحبا لادائه الخيالى فى كل مشاهد العمل .

انتظر بفارغ الصبر اى مشهد لهذا الرجل ( أمين ) لأصعد معه لقمه من قمم المشاعر الانسانيه المصنوعه بيد القدر لم تغيرها قوانين الطبيعه والنفس البشريه المغاليه احيانا فى الانخراط فى تفاصيل الدنيا من ماده وصراع البقاء !!

أمين الرجل الفطره ، العاجز عن فهم الدنيا وأحقاد البشر او لنقل الذى لم تتحمل نفسه المجبوله على فطرة الله الجميله ذاك الكم من مهاترات البشر المحكومه بأطماعهم !!
أمين … رجل الفطره ، حين يتكلم ، حين ينظر ، حين يتلعثم بين أحرف الكلمات ، حين يهمس ، وأمين حين يحب !!
أمين او( محمد ممدوح ) الذى تحدث عن الحب بلسان الفرسان فى زمن وضعت به الفروسيه فى أحط مكانه !!

أمين الذى رسمت ملامح وجهه الاكس لارج لوحة الغروب حين قال فى ذلك المشهد الخيالى ( لما كانت بتضحكلى كنت حاسس ان الدنيا كلها بتضحك لى ، كنت حاسس ان الهوا بيحضنى !!، قلت لها انى بأحبها وان ماحدش بيحبها قدى ، وانى هأجيب لها الدنيا كلها بين ايديها )!!

أمين الذى أدى اعظم مشهد على الاطلاق فى دراما العرب ( حاملا حبيبته ورد ، وابنها من السفاح كل على جسده الكبير بناحيه ، الابن بناحية قلبه المطعون والأم على يمين حياته , ليلقى بهما امام حجرة والد الطفل بعد ان علم بكذبها عليه ، وينطق بملامح المهزوم موجها كلامه لوالد الطفل بتعابير تدرس فى كتاب منفصل ومعاهد الفن للمهتمين بالفن والابداع الناس دى تخصك ، ما تخصنيش !! ) لنفهم من وجهه الباكى المتعرق كالسيل ، المتحطم كسفينة غلبتها امواج اليأس ، المصدوم كطفل يخرج من نعيم الارحام الى جحيم الدنيا !! ، كل تفاصيل ومعانى المشهد !!
محمد ممدوح فى هذا المشهد الرهيب كان حضوره طاغيا اكبر كثبرا من تجل السيناريو والحوار والاخراج الواعى ، بالقدر الذى اخرج فيه بتعابير وجهه وجسده نورا كبيرا طغى على اى ابداع اخر فى هذا المسلسل .

منذ بدايات محمد ممدوح وهو يحظى بقدر كبير من الحضور والابداع ، لكن ما شاهدته فى هذا العمل هو ابداع ووهج من نوع اخر غير مسبوق جعلنى اعاود مشاهدة اجزاء منه مرات عده غير مصدق ، فمثل هذا الابهار والروعه فى الاداء غير معهوده ولا مسبوقه فى دراما العرب ..

جراند اوتيل عمل شيك ، جميل من واقع اكثر جمالا فى اربعينيات القرن الماضى حيث جمال الناس ، وشياكة الحديث والملبس والمأكل ، صور ولوحات المسلسل رائعة المعنى والمحتوى
أما امين او الفنان الاكس لارج محمد ممدوح فانه بلا منازع المتربع على عرش الموهوبين من فنانى العرب على الاطلاق !!

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.