الجمعة , مارس 29 2024
أنطوانى ولسن

إزدراء الأديان .

موضوع إزدراء الأديان موضوع شائك والخوض فيه هذه الأيام لن يحرك أحدا من المفكرين والحريصين على سلامة مصر ووحدة أبناءها ليقول كلمته في هذا الشأن.
لن أدعي أنني أفضل من غيري بالحديث عن هذا الموضوع.لكن مما لا شك فيه حاول البعض ممن يهمهم أمر مصر والوحدة الوطنية التطرق إليه لمعالجة التداعيات التي تنجم عنه خاصة مع فصيل الأقباط المسيحيين في مصر.
الذي شجعني أن أكتب عن “إزدراء الأديان” انني عشت أيام وحدة أبناء مصر وخوفهم على مصر وتضامنهم في محبتهم لبعضهم البعض،ولم نسمع بهذا الذي يدور حاليا من كل محامي يريد الشهرة فيتهم من يتهم ويرفع الأمر للنيابة ثم القضاء للبت في الأمر.
لو بدأنا الحديث عن إزدراء الأديان ،سنجد أن الأمر لا يتوقف عند دين محدد.فمصر وطن واحد متعدد الأديان وأيضا متعدد الإنتماءات العقائدية الدينية.
بمعنى في مصر المسيحي القبطي الأرثوذكسي،والمسيحي البروستانتي،والمسيحي الإنجيلي..إلخ.كذلك المسلم المصري فهو سني المذهب والعقيدة،وشيعي المذهب والعقيدة …إلخ.
إذن نحن أمام تعدد الأديان والإنتماءات الدينية والعقائدية الواضح تماما من تعدد الأديان والتي يتخذها من يدافع عن الإسلام “وإن كنت لا أظن أن الإسلام يحتاج للدفاع عنه من أحد”للنيل من أشخاص أقباط مسيحيين بتهمة إزدراء الأديان ولا تفسير للجمع هنا بكلمة “الأديان” لأنه المعروف هو إزدراء الدين الإسلامي.وهذا ليس صحيحا.
قد يقول قائل أن البعض يتهم غير المسيحيين بإزدراء الأديان وهم مسلمون.على سبيل المثال ما حدث مؤخرا مع الأستاذة فاطمة ناعوت.ومع ذلك أثبتت الأستاذة فاطمة ناعوت بما لا يدع مجالا للشك أنها مسلمة موحدة مؤمنة.لكنها تعترض أو توضح أشياء لم يفهمها من إتهمها.
كلمة إزدراء الأديان لها معنى واحد وهو إتهام المسيحيون بإزدراء دين بعينه وهو الدين الإسلامي . ولكي أكون واضحا نسبة الذين يتهمونهم من غير المسيحيين بإزدراء الدين الإسلامي تكون قليلة ويكون الإتهام إما للنيل من إنسان صريح أو الشهرة للشخص المدعي بالتهمة.


مصر إجتازت مرحلة من أخطر المراحل التي مرت بها من فتن داخلية. الأقباط الميسحيون كان لهم النصيب الأكبر من إضطهادات وحرق بيوتهم وطردهم من ديارهم وسرقة محلاتهم وخطف بناتهم وإجبارهن على تغير دينهم أو لدفع ديّات لا يقدر عليها الفقراء من المسيحيين .

ومازال الأمر كما هو حتى هذه اللحظة يواجه فيه المسيحيون إضطهادات وعند الشكوى يتم عقد جلسات صلح لا تدوم وتعود”ريمة لعادتها القديمة” ولا قانون يحمي ولا حقوق تسترد .والدولة مغيبة والشرطة متواطئة والقانون مغلق عليه ولا ينظر إليه أحد من القضاة وإذا دافع محام أو رجل قانون عن ما يحدث لا أحد يلتفت إليه.


وهذا ما يحدث مع الأقباط المسيحيين في مصر وإزدراء دينهم وإيمانهم وإتهامهم بإتهامات باطلة وملفقة .
المسيحيون في مصر مازالوا يواجهون الصعاب في المعيشة والحياة ومضطهدون ويلفقون لهم التهم ويتم القبض عليهم ويحالون إلى النيابة للتحقيق معهم بتهم هم أبرياء منها،ومع ذلك يطلب سيادة وكيل النائب العام الذي يأمر بحبس المتهم أو المتهمة بالحبس لمدة 4 أيام ثم يجدد الحكم إلى أن يُرفع الأمر إلى القضاء.

ينظر القاضي في القضية ويصدر أحكامه على كبار وصغار دون التروي ودراسة التهم الموجهة إليهم والتي تدور كلها حول إزدراء الدين الإسلامي.
بالله عليكم يا أوليّ الأمر.

المسيحي يخاف الله”طبعا والمسلم أيضا”،لكن المسيحي يخاف الله ويخشى أن تلفق له تهمة فيؤخذ إلى القضاء بتهم سب وإهانة أحد المسلمين وهذا كفر ما بعده كفر ولا يُستمع لصوته أو لمحاميه ويسجن الرجل دون ذنب إرتكبه حقيقة .

مع الأسف هذا يحدث هذه الأيام بصورة لا تليق بمصر والحكومة المصرية في عهد رئيس إستطاع بقوة إيمانه أن يجمع حوله كل أطياف الشعب المصري لثقتهم أنه قادر أن يأخذ مصر والشعب المصري إلى الطريق الصحيح للنهوض بمصر من كبوتها من حكام لا ينتمون إلى مصر والشعب المصري.

حكام يريدون بيع مصر للأعداء و”طوز في مصر”.
الحقيقة أن المسيحي القبطي شابا أو شابة أو من كبار السن يواجهون صعابات من البعض الذي يريد تفتيت الوحدة المصرية بين أبناء وطن واحد .

المسيحي استقبل الغازي عمرو بن العاص ورحبوا به،فماذا فعل لهم هو وجيوشه؟سؤال الإجابة عليه شائكة.

لأن الشروط العمرية أباحت أموال المسيحيون سكان البلاد الأصليين إن كان في مصر أو أي بلد آخر تم غزوه.

ومع ذلك رضي سكان البلاد الأصليون بالعيش تحت حكام ظلمة وأقوياء.

إستمر الحال هكذا طوال عقود طويلة إلى أن جاء الألباني محمد على باشا الجندي ضمن جنود الخليفة العثماني.

لكنه تمرد عليه واستقل بإمارة مصر وجدد الحياة فيها وساوى بين أبناء مصر،فنهضت مصر وكادت أن تحتل الدول الغربية بقيادة إبنه إبراهيم باشا وجنوده المصريين.
إستمر الحال على هذا المنوال وتولى الوزارة نفر من المسيحيين سواء كوزراء أو رئيس الوزراء.

فماذا حدث لمصر؟سؤال أتمنى على أحد المهتمين بمصر وشعبها أن يجيب عليه.
مصر الأن تمر بمرحلة غاية الأهمية .

مصر إستيقظت من غفوتها وبدأت في نهضتها وتحدت العالم بإمكان حدوث معجزة قناة السويس الجديدة في وقت زمني لم يحدث في العالم من قبل.
مصر تريد أن تعود إلى تلاحم أبناء مصر في ملحمة واحدة وبوطقة واحدة إسمها مصر،ومصر فقط.

فهل يمكن أن تحقق مصر حلمها؟
سؤال أتركه لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء مصر وكل مؤمن بوحدة الشعب المصري منذ 7 آلاف سنة.
وأتمنى على وزير العدل إلغاء قانون إزدراء الأديان.

لأنه سيف مسلط على رقاب الشعب المصري يستخدمه أعداء مصر للتفرقة بين أبناء وطن واحد ذاق الجميع فيه الأضطهاد والتشرد وسوء المعاملة والتفرقة بين أبناء مصر تارة باستخدام الدين الوسيلة للإضطهاد،وأخرى بإهمال الشعب المصري بحرمانه من أبسط حقوق الإنسان من حرية وعيشة كريمة ورعاية مع تغير في التعليم الإخواني الظالم لمصر ولكل المصريين.
مصر أم الدنيا ..وكل الدنيا.
تحيا مصر.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.