الجمعة , مارس 29 2024
مدحت عويضة

مجتمع وإعلام الهيافة

بقلم: مدحت عويضة

 تابعت الأسابيع القليلة الماضية المواضيع التي شغلت الرأي العام المصري من خلال وسائل الإعلام المختلفة.

شعب يواجه  تحديات المياه في الجنوب ، وجيوب الإرهاب في الشمال الشرقي والغربي. يواجه تحديات اقتصادية قد تكون فوق طاقة هذا الجيل.

 شعب يواجه مشاكل يومية لا حصر لها ومع ذلك ينشغل الشعب وإعلامه بمواضيع كلها هاتفه وكل موضوع نقضي فيه أسبوع تحليل وتحميص ورد وتبرير ورد الرد ود ثالث علي الرد ، ورابع وهكذا,

وواحد يدخل علي الخط علشان يكشف سر والثاني يدخل يكذب كلام من كشف السر، وكاميرات وميكروفونات وتليفونات تلهس لتأخذ حقها في اللقطة وتطلع مع التريند. رصدت لكم بعض من هذه المواضيع الهايفة.

لا شك أن رشوان توفيق فنان قدير وصاحب تاريخ فني محترم للغاية، حتي إن الله وهبه صوت يشع إحتراما فنبرة صوته تشعرك أنك أمام شخصية محترمة. يبدو أن الرجل تخطي الثمانين وفي حديث له مع عمرو الليثي أشار لخلاف له مع احدى بناته، وأنها رفعت عليه قضية مدنية وأنه حزين

وأعتقد أن الفنان المحترم لو لم يتقدم به العمر لما كان ذكر هذا الموضوع أصلا ، موضوع يحدث كل يوم في عائلات كثيرة نعم اخطأت الأبنة في حق أبيها.

 لكن رد فعل الجمهور كان غريب ورد فعل الميديا أغرب الكل يتسابق ليقلب ويكشف ويعري الأسرة ، الجميع  تناسى أنها أسرة ولكل بيت أسراره ، وينبغي الحرص علي أسرار الناس ، الموضوع كان يمكن حله من خلال صديق واحد فقط مخلص للعائلة. لكننا لأننا نعشق الهيافة ظللنا نتحدث عنه أسبوعين. 

خلاف الفنان المحترم هاني شاكر مع مطربي المهرجانات ومنعه أياهم من الغناء أو الحصول علي تصاريح غناء. والحقيقة أنا ليس مع ولا ضد لأني أعتقد أننا نسير من سئ لأسوأ فأتذكر أن عند ظهور علي حميدة ، وعمرو دياب وإيهاب توفيق ، وانفجرت في الشارع المصري أغنية لولاكي كان الجميع يندد بهذة الأغاني ويصفها بالهابطة ويصف المطربين بالهابطين. أصبح هؤلاء محترمين الآن وأصبحنا نتحسر علي زمانهم الجميل

 هاني شاكر فنان محترم لكنه يبدو أنه لم يدرك أننا نعيش في العصر المفتوح. دخل أخونا نجيب ساويرس علي الخط ، ومن غير أي داعي ليعطي الفرصة لأحد الفريقين بمهاجمته ومهاجمة أسرته، ثم دخل علي الخط أخونا تركي الشيخ فالرجل له تار بايت مع هانى شاكر لأنه ساند آمال ماهر طليقة الشيخ ، و يريد حصارها ومنعها من الغناء ثم تضامن معها هاني شاكر فوجد الشيخ فرصة للانتقام من شاكر في إقامة حفلة كبيرة لمطربين المهرجانات شاكوش وكمال والحقيقة  أصواتهم حلوه ومعهم حمو بيكا اللي يقال عنه أرزاق يا دنيا.

 وانقسم الإعلام ما بين مؤيد لشاكر ومؤيد لمطربى المهرجانات وهات يا هري وأهري في المهري يا شعب فاضي.

أما كليب شيماء فده حكاية عجيبة ولد عمل فيديو بيصرخ ويقول شيماء قلب مصر لمدة أسبوع ، ومرة تزعل شيماء وكل شيماء وتشعر بالإهانة ، ومرة يقولوا شيماء تبقي بطة ، ومرة معزة المهم حاجة هايفة تشغلنا وخلاص.

ثم فيديو السيدة الأوكرانية خرجت للبلكونة بملابسها الداخلية فصورها أحد الجيران ، وقام أخر بإبلاغ قسم الشرطة وحضرت الشرطة لتلقي القبض عليها

واحدة في بيتها طالعة تقضي مصلحة  لمدة ثواني ودخلت قلبت مصر وإعلامها وقنواتها

 تذكرت وأنا أمر بسيارتي في شارع كوين قبل وسط مدينة تورنتو وأري سيدات يفترشن الملاية ويرتدين البكيني ممدة في الحديقة فوق ملايتها ولا حد بيضايقها حتي بنظرة فهي حرة.

لكن بلدنا فيها حاجة غريبة فسعر الساعة الحرام في أحد الأماكن التي تم القبض علي صاحبها 500 جنية ومع ذلك ينتفض الشعب لسيدة خرجت بكامل حريتها ، وهو نفس الشعب الذي تعرت فيه سيدة الكرم في الشارع ، وجري تجريدها من ملابسها دون أن يحرك للشعب ساكنا فعلا شعب غريب.

أما أخر الهيافات فهي انفصال شيرين وحسام ، وقامت شيرين بحلاقة شعرها وقام حسام علي الهواء وحالق شعره. طيب أحنا مالنا؟؟؟ ما تنفصلوا ولا تطلقوا ولا ترجعوا لبعض إيه مشكلتنا احنا؟؟. 

في النهاية أصبحت السوشيال ميديا توجه الإعلام والكاميرات والأقلام والكل بيدور علي عدد المشاهدات دون النظر للمحتوي فأصبحنا مجتمع هايف يجره إعلام أكثر هيافة.

 الحل في رأي أن يعود الإعلام لقيادة الرأي العام ولا ينقاد للسوشيال ميديا. أشغل الشعب بأمور هادفة

 تعالوا مثلا نخصص أسبوع لمرضي السرطان ، وأسبوع لأطفال التوحد ، وأسبوع لذوي الاحتياجات الخاصة ، وأسبوع لمساعدة الأيتام ، وأخر لمساعدة الطلبة الغير قادرين ، وأخر لمساعدة الأرامل ستجدوا مواضيع لا حصر لها وتقودون السوشيال ميديا والمجتمع لخدمة المحتاجين وستجدون مئات القصص الإنسانية التي تحقق لكم ملايين المشاهدات وتتبني بلدنا ومجتمعنا

الذي جعلني أكتب هذا المقال هو ما فعله المذيع المحترم أحمد رأفت عندما تقابل مع شخص بسيط ليعطية مبلغ ثلاثة ألاف جنية حوالي 250 دولار كندي ويرد عليه الرجل البسيط الفلوس حلال يا واد عمي ويصنع ترند وملايين المشاهدات. أعملوا  مثل أحمد رأفت وحتققوا مشاهدات واحترام الناس وتبعدونا عن الهيافة قبل ما نبقى مجتمع هايف.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.